النفط مقابل الغذاء.. سيناريو متوقع لإيران

هل بقاء النظام السوري أهم من الشعوب الإيرانية؟ وهل بناء المفاعلات وتكديس الصواريخ والسلاح أهم من تنمية بلدهم وإيجاد فرص عمل لشبابهم؟ سؤال لا بد أن طرحه الإيرانيون على أنفسهم، فليس من المعقول أن يسكتوا عن نظام يسلبهم قوت يومهم ليصبه مليارات في خزائن نظام بشار، وليملأ بها جيوب أحزابه وعملائه في لبنان وفي غيره!

النظام الإيراني دأب على الاستهانة بالعقوبات الاقتصادية ضده، وكان يتفاخر بقوته وسلامة اقتصاده، إلا أن العالم كله يعلم بما يعانيه الإيرانيون البسطاء، ويعلم بالصعوبات التي يعانيها هذا الاقتصاد المهلهل أصلاً، فبمقارنة هذه السنة بالسنوات السيئة السابقة يتبين أن التضخم وصل إلى %25، والبطالة إلى %20، والعملة انخفضت قيمتها بما مقداره %30 إلى %40، وذلك بسبب التخبط والفساد وسوء الإدارة والصرف الجنوني على التسلح وعلى الأتباع، إيران تستورد ما لا يقل عن %30 من احتياجاتها من المحروقات، وهي الدولة النفطية العريقة الغنية بزراعتها وبثروتها الحيوانية والزراعية!

مشكلة النظام الايراني انه يعيش تحت وهم الدولة العظمى، دولة عظمى ضد جيرانها الصغار حجما، ولكن في كل الاحوال، فالامور نسبية، فمن يرَ نفسه عظيما فقد يظنه الآخرون غير ذلك، وايران نفسها تعتبر دولة صغرى امام دول عظمى حقيقية، فالامور هنا نسبية لا تحتمل المبالغة ولا التهويل.

الامم العظيمة لا تفتخر بعدد مفاعلاتها ولا بتكديس صواريخها، ولكن برفاهية شعوبها وبتوفير الحياة الكريمة لها، الامم العظيمة لا تهاجر شعوبها بالملايين الى ارض الله الواسعة بحثا عن الامن والحرية ولقمة العيش، الاتحاد السوفيتي كان دولة عسكرية عظمى حقيقية، ولكنه انهار اقتصاديا فتفكك، كوريا الشمالية تمتلك ترسانة نووية وصواريخ متطورة تصدرها لايران وسوريا، ولكن ما فائدة تلك الترسانة وشعبها جائع وحكومتها تستجدي الغذاء من اعدائها؟!

لا نستبعد أبداً ان يطبق برنامج «النفط مقابل الغذاء» على ايران، وهو سيناريو متوقع، فالامم المتحدة لن يرضيها ان يتضور الايرانيون جوعا بسبب السياسات المتهورة، وعندها لن يستطيع هذا النظام فعل اي شيء غير بيع المزيد من الشعارات على المهووسين به، وعندها لن تنفعه مفاعلاته ولا احزابه، ستكون اهانة قاسية للنظام، كما أُهين قبله نظام صدام.  

السابق
الطبطبائي والعفن السياسي
التالي
خطان أحمران.. جديدان