الجمهورية: سليمان إلى زحلة وميقاتي إلى نيويورك وعون إلى جزين

فيما كانت ايران تعرض قدراتها الدفاعية، وتستعرض قواتها المسلحة في "أسبوع "الدفاع المقدس"، وفيما كانت سوريا تعلن، على رغم استمرار العمليات العسكرية فيها، "أن الوضع فيها اليوم أفضل من أي يوم مضى من عمر المؤامرة عليها"، خيّمت أجواء التوتر والقلق الشديد على العالم الخارجي في يوم الجمعة، حيث ترجم الغضب الإسلامي من الفيلم الأميركي والرسوم الفرنسية المسيئة للإسلام، مسيرات وتظاهرات وإحراق دور سينما في عدد من الدول الإسلامية، وسط إقفال تام للسفارات والقنصليات الغربية ولا سيما الأميركية والفرنسية في العالم بعد تعزيز الإجراءات الأمنية حولها.

أجواء القلق انسحبت أيضاً على لبنان، واكبتها تدابير استثنائية وقائية للأجهزة الأمنية والعسكرية، وفُرضت تعزيزات أمنية مشدّدة حول السفارة الفرنسية وقنصليتها والمؤسسات الفرنسية، والمراكز الديبلوماسية الغربية والمصارف والمطاعم الأميركية والمراكز التربوية في الشمال والجنوب والبقاع. كما اتخذ الجيش اللبناني تدابير أمنيّة في محيط بعض المساجد في طرابلس وصيدا وبيروت.
وانطلقت مسيرة في" بعلبك" بعد صلاة الجمعة اكد خلالها رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك أن "الفتنة الأميركية الاستكبارية التي أرادوا من خلالها زرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين سقطت", إضافة الى مسيرة في منطقة رأس النبع وأخرى في بر الياس – البقاع.
كما انطلقت تظاهرة في ساحة الشهداء بدعوة من الشيخ احمد الاسيرالذي اعتبر "ان من يسمح للمتطرفين بالتطاول على الأديان والإسلام هي دول متطرفة وتصنع التطرف في العالم", وأكد أن "النظام السوري يذبح الأبرياء برعاية من إيران والنظام الأميركيّ يستنكر ويشجب ويمنع التدخل"، لافتا إلى أن "الرّئيس السوريّ بشّار الأسد يتعدّى على رسول الله بقتله الأبرياء"، مشيرا إلى جنوده وشبيحّته الذين يقولون "لا إله إلاّ بشّار"، معتبرا أنّ "هذه أيضاً إساءة إلى ربّ العالمين وإساءة إلى رسول الله". .
الهاجس الأمني
وفي وقت استكملت القراءات السياسية في طرح رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لاستراتيجية دفاعية جديدة على طاولة الحوار الوطني، تمهيدا لمناقشتها في جلسة الثاني عشر من شهر تشرين الثاني، ظلّ الهاجس الأمني بنداً متقدماً على ما عداه، على رغم تراجع ظاهرة الخطف، لصالح استئناف عمليات السطو على المصارف، وآخر ضحاياه :"البنك الأهلي" عند طريق صيدا القديمة في غاليري سمعان.
وأكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "أن القوى الأمنية ماضية في ضبط الأمن بحزم ولن تتساهل مع أي محاولة للإخلال بالأمن والنيل من هيبة الدولة".
"حزب الله" يشيد بجهود الجيش
وفيما بدأت الأجهزة الأمنية تنفيذ الخطة الأمنية لضبط الفلتان الأمني، لفتت زيارة وفد من نواب "حزب الله" الى قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، ضم النائبين محمد رعد و نوار الساحلي ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق المركزية في الحزب الحاج وفيق صفا، أشاد "بالجهود التي يبذلها الجيش للحفاظ على مسيرة السلم الأهلي، ومكافحة الجرائم المنظمة على أنواعها".
إستعادة الفدية والوضع الأمني
وامس انقلبت الصورة على مستوى الملف الأمني وعادت المبادرة الى القوى الأمنية في ظل توافق سياسي قل نظيره. وبعدما نجحت قوة من المخابرات في إكتشاف هوية ومنزل احد ابرز الخاطفين ليوسف بشارة لقاء فدية الـ 400 الف دولار اميركي تمكنت قوة من المخابرات من دهم منزله في الضاحية الجنوبية لكنه نجح في الفرار قبل دقائق معدودة من العملية بعدما تمكن من نقل بعض الأموال التي كان يخزنها في منزله وهي في حدود19400 دولار اميركي.
وبعدما اعيدت الأموال الى بشارة عبر رئيس الأركان في الجيش اللبناني، واصلت وحدات الجيش عمليات الدهم في منطقة الضاحية الجنوبية لتوقيف باقي افراد المجموعة الخاطفة، فكانت مواجهة في منطقة الغبيري مع أحدهم وهو عنتر كركي الذي بادر الى إطلاق النار باتجاه قوة من المكافحة كانت قد اقتربت من منزله ما ادى الى إصابة عدد من العسكريين من بينهم ضابطان إصابة أحدهما خطرة وهو الرائد عباس جمعة وذلك نتيجة إصابته برصاصة في الرأس,وقد أخضع لعملية جراحية وصفت بانها خطيرة ودقيقة وما زال تحت وطاة الخطر الشديد على حياته.
الى ذلك قالت مصادر امنية لـ "الجمهورية" ان قوة المكافحة تمكنت من توقيف عدد من أشقاء الكركي وآخرين من المتهمين بالمشاركة في عملية الخطف.ذ
وقد تركت العملية ترددات سياسية وشعبية ايجابية، وعلمت "الجمهورية" ان رئيس الجمهورية بقي على تواصل مع القيادات الأمنية مواكبا للوضع في الضاحية والتظاهرات التي شهدتها مناطق عدة من لبنان. وتحدث الى كل من وزيري الداخلية والدفاع وقائد الجيش والمدير العام لقوى الأمن الداخلي مشددا على أهمية ان تبقى جميع الطرق العامة مفتوحة ومداخل العاصمة كذلك. وممنوع على اي كان قطع أي طريق وإذا حصل الأمر فلتكن اقصى التدابير التي تحول دون ذلك.
شربل لـ " الجمهورية"
وليل امس اكد وزير الداخلية مروان شربل لـ "الجمهورية" ان العمليات الأمنية مستمرة في كل المناطق اللبنانية ومتى انتهت الى نتائج مهمة يمكن الإعلان عنها.
وأكد شربل ان لا غطاء فوق رأس اي مرتكب على الإطلاق بعد اليوم، لا على مستوى الأحزاب ول التيارات السياسية ولا على مستوى العشائر. فالعملية بدأت وستنتهي قريبا الى نتائج جيدة وايجابية تعزز من حضور المؤسسات الأمنية والعسكرية في ادوارها الكبيرة.
"شبكة الجوني"
وفي ظل ردود الفعل السياسية والشعبية على ما أثارته "الجمهورية" عن "شبكة محمد الجوني" لجهة تسليطها الضوء على الواقع الأمني المكشوف والإنجاز الذي حققه الجيش بتوقيف الشبكة, وضرورة اتخاذ أقصى الإجراءات السياسية والأمنية لتطمين الناس وترييحهم، من المفيد الإشارة إلى أن قيادة الجيش قامت بواجبها كاملا وأحالت الملف حسب الاصول القانونية على القضاء المختص الذي يتابع التحقيقات وفق الآلية القانونية والقضائية، والكلمة اصبحت للقضاء في هذا الموضوع، ووزير العدل هو الذي يرى ضرورة ابلاغ الشخصيات السياسية المعنية في حال ثبت لدى القضاء المختص بأن هناك نية باغتيال الأسماء أو بعض الأسماء المدونة على المفكرة المضبوطة.
ورقة سليمان
وفي اول رد على ردود الفعل التي واجهتها ورقة رئيس الجمهورية، نقل زوار سليمان عنه لـ"الجمهورية" قوله ان الورقة ليست بنت ساعتها وهي سبق لها ان أخصعت لتعديلات في فترات سابقة ومعرضة لأي تعديل في اي وقت لاحق، فمثل هذه الخطط عليها ان تواكب التطورات الداخلية والإقليمية على حد سواء وليست لا إنجيلا ولا قرآنا.
وقالت مصادر سياسية وعسكرية متطابقة لـ"الجمهورية" ان هذه الورقة ستبقى مؤقتة الى اجل غير مسمى، وهي ليست بالتأكيد لعقود مقبلة، والتعديلات الممكنة عليها يمكن ان تطرأ في اي وقت. وأضافت: قد نصل الى وقت يتم فيه الاستغناء عن كل السلاح غير الشرعي مهما كان نوعه وحجمه، فيطلب بيعه وقد لا يكون الجيش بحاجة اليه.
الى ذلك، بقيت ردات الفعل التي صدرت امس في إطار ما هو منتظر على أكثر من مستوى. وقالت المصادر انه من الطبيعي ان تكون متفاوتة في الشكل والمضمون، فاللبنانيون منقسمون ما فيه الكفاية ولكن الأهم من كل ذلك ان يكون هناك اوراق اكثر واقعية وقابلة للتطبيق.
واشارت الى ان هناك من يرصد ردات الفعل هذه، تمهيدا لجلسة الثاني عشر من تشرين الثاني المقبل موعد الجلسة المقبلة التي سيتبين فيها الخيط الأسود من الأبيض.
سليمان إلى زحلة
ويتوجه رئيس الجمهورية اليوم إلى زحلة حيث يقيم مستشاره الوزير السابق خليل الهراوي غداء عائليا على شرفه.
ميقاتي الى نيويورك
وفي المقابل، يغادر رئيس الحكومة الى نيويورك اليوم عن طريق باريس لترؤس وفد لبنان الى الجمعية العامة للأمم المتحدة والقاء كلمة لبنان أمامها، ويرافقه وفد مصغر لا يضم سوى وزير الخارجية عدنان منصور وعددا من فريق المستشارين لديه.
…وعون الى جزين فالبترون
على صعيد آخرن يمضي رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون يوما جزينيا بامتياز قبل ان يتوجه مساء الى البترون. وفي المعلومات ان عون يفتتح يومه من بلدة العيشية بوضع إكليل من الزهر على نصب شهداء البلدة، ثم ينتقل الى الريحان، ومنها الى كفرحونة فجزين لتناول الفطور الى مائدة النائب زياد أسود، قبل التوجه الى قيتولي والمكنونية، وعلى أن يلتقي رؤساء اتحاد البلديات والمخاتير في اتحاد بلديات جزين، ويتناول الغداء عند النائب ميشال حلو ثم يعقد لقاء في ستاد "بوهيغاز"، ويلتقي في السادسة بعض الفاعليات الجزينية في مركز اتحاد البلديات.
أسود لـ"الجمهورية"
وعن الزيارة ، قال نائب المنطقة زياد أسود لـ"الجمهورية" :"إنها جزين بتاريخها وخطها السياسي، ونهج عون سيترسخ اكثر، ولن تغيره لا شائعات ولا مؤامرات، ولا تعطيل لحركتنا السياسية والإنمائية، وسنبرهن لجميع الجزينيين في الأيام المقبلة بالأرقام، حجم العمل الذي استطعنا إنجازه، مقارنة مع الأعمال والأرقام التي كانت موجودة في المنطقة والتي لا تتقارب مع أرقامنا، ما يعني أن التقصير ليس من قبلنا على رغم ظروفنا الصعبة. وفي مطلق الأحوال، الأيام المقبلة ومن خلال الحركة السياسية التي سنقوم بها كفيلة بأن ترد على كل المشككين.
وعن الطابع الانتخابي للزيارة أجاب اسود: لا شيء اسمه انتخاب فليست المرة الأولى التي يزور فيها عون جزين وفي مطلق الأحوال إذا شاؤوا تصويرها أنها حركة انتخابية، نقول : لو كنا نريد أن نضغط بهذه الحركة فلا نفعل ذلك في شهر أيلول بل كنا فعلناها في الأشهر التي سبقت، وانتهزنا وجود الكثيرين من الجزينيين، لذلك المسألة ليست مسألة حشد بل هي مسألة التعاطي مع الناس والاستماع اليهم وتبديد مخاوفهم. ?  

السابق
الأخبار: “خلية الجوني”: لحود وبري وميقاتي ومراد على “اللائحة”
التالي
الشرق الأوسط: الرئيس اللبناني يطرح وضع المقاومة بإمرة الجيش