الحرب من الجولان إلى الجنوب!

ترقص الجبهة الممتدة من هضبة الجولان الى الجنوب اللبناني على حافة حرب لم يعد ينقصها إلا اطلاق الرصاصة الاولى، ولذا بدت المناورات الواسعة التي اجرتها اسرائيل وفاجأت بعض العسكريين في تل ابيب، كأنها خطوة اخرى في تحمية الجبهة التي بات انفجارها مرتبطاً بصاعقين: قيام العدو الاسرائيلي مثلاً بمهاجمة ايران، او قيام النظام السوري بتحريك اسلحته الكيميائية او استعمالها لنقل المعركة من الداخل الى الجولان.
التعليقات التي أثارتها هذه المناورات تجمع على انها ترتبط باحتمالات تدهور الوضع في سوريا نحو حرب مع اسرائيل، فالرئيس السوري يقول في استقبال علي اكبر صالحي ان المعركة الدائرة تستهدف "منظومة المقاومة" كلها وليس نظامه فحسب، وهو ما دفع المحللين الى القول ان اي حرب قد تندلع مع اسرائيل سواء مع الجيش السوري في الجولان او مع "حزب الله" في الجنوب، ستنعكس لمصلحة النظام السوري في المعركة التي يخوضها ضد المعارضة.
على خط مواز للمناورات، كانت الحرب تطلق نفيرها عبر ما نشرته مجلة "دير شبيغل" من ان سوريا اجرت تجارب على الاسلحة الكيميائية في منطقة "الدريهم" الصحراوية بالقرب من مركز "الشناصير"، وان ضباطاً ايرانيين اشرفوا على هذه التجارب، وقد جاءت هذه التجارب لتشعل عاصفة واسعة من المخاوف انطلاقاً من حديث اللواء علي سيلو الى "التايمس"، الذي قال انه المسؤول السابق في ادارة الاسلحة الكيميائية وانه انشق عن النظام السوري بعدما شارك في مناقشات على مستويات عليا حول امكان استخدام هذه الاسلحة كخيار اخير ضد المعارضين، وانه تم ايضاً تجهيز صواريخ برؤوس كيميائية تمهيداً لنقلها الى "حزب الله" بهدف استخدامها ضد اسرائيل!
وبغض النظرعن صدق هذا الكلام ام لا، فمن المعروف ان اسرئيل وكذلك الاقمار الصناعية الاميركية تراقب على مدار 24 ساعة يومياً مخازن الاسلحة الكيميائية السورية وان السوريين ابلغوا مراراً بأن نقل هذه الاسلحة الى "حزب الله" او الى عناصر "القاعدة" سيتسبب في حرب تشعل الجبهة الشمالية كلها.
منذ بداية الازمة السورية ومع تراجع مستوى سيطرة النظام، ارتفعت المخاوف الغربية والاسرائيلية من مصير الاسلحة الكيمائية التي سبق لباراك اوباما ان ابلغ الاسد بأنها "خط احمر"، وليس سراً ان هناك خططاً جاهزة لتدميرها في عملية عسكرية اميركية – اسرائيلية للحيلولة دون انتقالها الى المتطرفين، ووفقاً لتقرير من مؤسسة "مابل كروفت" فان اميركا و18 دولة بدأت في ايار الماضي تدريبات لتنفيذ خطة "الاسد المتأهب" تشارك فيها قوات تركية وأردنية بهف تدمير هذه الاسلحة، لهذا ليس غريباً الآن ان تبدو المناورات الاسرائيلية خطوة اضافية نحو حرب يتصاعد نفيرها المخيف! 
 

السابق
اليونيفيل تحتفل في اليوم الدولي للسلام
التالي
سـتارة هشّـة يختبـئ خلفها الناس