اللواء: الحريري من الأليزيه : على حزب الله وقف إرسال سلاح ومقاتلين إلى سوريا

"وصلنا الى آخر الطريق"..
بهذه العبارة، اختصر وزير الداخلية العميد مروان شربل الموقف على جبهة استعادة المخطوفين اللبنانيين في سوريا، غداة ايصال المخطوف التركي طوفان تيكين الى والديه في تركيا سالماً غانماً.
ومع وفاء الجانب اللبناني بالتزاماته ازاء حماية الرعايا الاجانب على اراضيه، إلا ان اجواء من الريبة والخيبة عاشتها الاوساط اللبنانية، من عودة الوزير شربل ومعه المدير العام للامن العام خاليي الوفاض من انقرة، مكتفين بالاعلان عن ان اجواء طيبة لمساها بعد لقاء المسؤولين الاتراك، وعززها الشيخ السوري ابراهيم الزغبي بأن المخطوفين اللبنانيين سيعودون قريباً الى اهلهم.
وفي جانب آخر من تداعيات الازمة السورية من شأنه ان يزيد من حماوة السجال السياسي الخافت في البلاد، عبر موقفين اطلقه الاول الرئيس سعد الحريري من الاليزيه بعد لقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، عندما طلب من "حزب الله" الكف عن ارسال سلاح ومسلحين الى سوريا، قائلاً: "لا يمكن ان نقبل ان يقاتل اي لبناني مع هذا المجرم" (في اشارة الى الرئيس السوري بشار الاسد) ويجب على حزب الله ان يرتدع ويوقف ما يفعله من ارسال سلاح ومسلحين الى سوريا، وان كان لديه موقف سياسي بدعم هذا النظام فليتخذه، اما ان يقتل الشعب السوري، فهذه تكون جريمة".

الحريري في الاليزيه
واعلن الحريري، الذي خصه الرئيس هولاند بلفتة مميزة باستقباله على درج الاليزيه في وجود حرس الشرف، انه ضد سياسة النأي بالنفس، معرباً عن اعتقاده بأن المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي امامه مهمة صعبة للغاية ومستحيلة، مشيراً الى انه اذا نجح الابراهيمي في ازالة النظام السوري، فإن هذا سيكون امراً جيداً للشعب السوري.
وقال ان فرنسا تقوم بالكثير من الامور من اجل مساعدة الشعب السوري، وانه تأكيد من الرئيس هولاند يقوم فعلاً بدعم هذا الشعب بأقصى الجهود.
وخص الحريري قبيل لقائه هولاند الصحيفة الفرنسية "كوموند" بحديث مطول اكد فيه انه سيعود الى لبنان وسيفوز بالانتخابات النيابية المقبلة، شرط ألا تكون هذه الانتخابات مزورة، مشيراً الى ان من يراهن علىانتهاء مسيرته السياسية خاطئ، والى ان النظام السوري سيسقط، مشدداً على ان لا حرب اهلية في لبنان، وان النفوذ الايراني سيتراجع في المنطقة اذا سقط النظام السوري.
والموقف الثاني كشف عنه نائب بيروت في كتلة "المستقبل" نهاد المشنوق، في حديث مع تلفزيون "المستقبل" من أن جميل السيّد تحدث لميشال سماحة في السيارة التي اقلتهما من دمشق الى بيروت عن قتل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط.
وفي معلومات لنا أن جنبلاط احيط علماً بهذه الواقعة خلال الزيارة التي قام بها اللواء اشرف ريفي والعميد وسام الحسن إلى المختارة، وسمع تسجيلاً للعبارات التي تخصه في حديث سماحة والتي تضمنت كلمة القتل.
وارجأ قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا الاستماع اليوم إلى كل من سماحة والسيّد بصفة شاهد، فيما كشفت مصادر أمنية أن شعبة المعلومات لديها تسجيل صوتي عن الحوار الذي دار بين الاثنين في الطريق إلى بيروت.
وأشارت محطة M.T.V، أمس، إلى أن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر أصدر استنابات قضائية، شملت للمرة الأولى المستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان في قضية سماحة.

قضية المخطوفين
في هذا الوقت، سادت تساؤلات في الوسط السياسي، عن احتمال أن تكون قضية المخطوفين تعرّضت لانتكاسات جديدة، نتيجة عودة الوزير شربل خالي الوفاض من تركيا، بعد المعلومات التي راجت عن مشروع سيناريو أو صفقة لتبادل إطلاق المخطوفين، مما أثار علامات استفهام حول الخلل الذي حصل في الترتيبات اللبنانية لتأمين ايصال المخطوفين التركيين سالمين، قبل الحصول على الضمانات اللازمة لاطلاق المخطوفين، إن لم يكن بالتزامن، فعلى الاقل من خلال اتفاق واضح وعلني يحدد توقيت الافراج عن المخطوفين في اعزاز السورية، وتحديد مصير حسان المقداد؟
وقد رد الوزير شربل على هذه التساؤلات، فقال لـ "اللواء" ان الاتصالات تسير بشكل طبيعي، وقد وصلنا الى آخر الطريق.
واضاف: انه في محادثاتنا مع الجانب التركي كان الجو ايجابيا اكثر من المرات السابقة، غير ان هناك ترتيبات يقوم بها الجانب التركي ولم يستكملها بعد، وان شاء الله نسرّع في الأمور.
ورداً على سؤال يتعلق بالرد التركي على الموقف اللبناني الايجابي وتحرير المخطوف التركي، اجاب: "بأن الوضع مختلف، فالتركي خطف داخل الاراضي اللبنانية وعلى ايدي لبنانيين ومن واجب الدولة اللبنانية ان تتخذ كل الاجراءات لتأمين اطلاق سراحه، وهذا ما حصل، بينما المخطوفون اللبنانيين ليسوا داخل الاراضي التركية، لذلك لا تجوز المقارنة بين الوضعين".
اضاف: "الاتراك يساعدوننا ويعملون بجد في الوصول الى حل في اقرب وقت ممكن لاطلاق اللبنانيين في اعزاز السورية".
ولفت شربل الى ان الهدف من زيارة تركيا بعد ايصال التركي الى والديه سالماً هو اظهار حسن النية، وقدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها.
وأوضحت معلومات لـ "اللواء" ان الجانب التركي طلب مهلة 48 ساعة، لكي يتمكنوا من الضغط على الخاطفين في سوريا من اجل اطلاق رهائنهم، وان الصفقة لم تكن مكتملة عندما تم اطلاق التركي وتحرير المخطوفين السوريين لدى آل المقداد.  

السابق
الحريري يدعو بعد لقائه الرئيس الفرنسي «حزب الله» إلى وقف السلاح والمقاتلين إلى سورية
التالي
الشرق الأوسط: ملف المختطفين في لبنان يصل لخواتيمه وترقب عودة الرهائن اللبنانيين من سوريا