الشرق: لماذا يشعلون طرابلس؟

قتل ثلاثة اشخاص واصيب اكثر من ثلاثين اخرين بجروح في تجدد الحرب المفتوحة بين جبل محسن وباب التبانة، وكان لافتا في معارك امس سقوط عدد كبير من العسكريين جرحى بنيران المسلحين، فيما عملت وحدات الجيش على الرد بقوة على مطلقي النار، كما نفذت عمليات دهم واسعة وضبطت كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر والاعتدة الحربية.

فقد تجدّدت امس الاشتباكات وعمليات القنص لليوم الثاني على التوالي بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة في طرابلس وتوسعت دائرة اطلاق النار الى مختلف مناطق التماس، حيث سمعت أصوات أعيرة نارية من أسلحة متوسطة وثقيلة لا سيما الصاروخية منها في محيط محاور القبة، الريفا، المنكوبين وجبل محسن، وقامت عناصر الجيش اللبناني بالرد على مصادر النيران وسيرت دوريات مؤللة ونفذت انتشارا واسعا عند خطوط التماس، ولم ينسحب الجيش اللبناني من طرابلس كما أشيع اليوم، وذلك بعد تعرض آلياته الى اطلاق نار، وهو عاود تموضعه في شارع سوريا في محاولة لضبط الوضع. في ما يعقد لقاء سياسي عصرا في منزل النائب محمد كبارة في المدينة، لبحث ما آلت اليه الاوضاع الامنية في عاصمة الشمال.

قتلى وجرحى

واسفرت الاشتباكات حتى الظهر عن وقوع ثلاثة قتلى هم زكريا خضر العمر والفتاة ساره حسين (20 عاما) واحمد حسن محمود، اضافة الى36 جريحا، بينهم 9 عسكريين، نقل منهم 21 جريحا الى المستشفى الاسلامي و6 الى مستشفى السيدة في زغرتا، ووزع الباقون على مستشفيات المدينة، عرف من الجرحى: خالد عبيد، هيثم زريقة، مهدي شرهان، مازن زكريا، خالد الاحمد، نادر الشامي، محمد طرطوسي، يوسف محمد، وليد المير، بلال محرز، عاطف ابراهيم، خالد الزعبي، منير ياسين، خضر الشامي، سليمان العلي، علي عابد، ناصر بدر الدين، سمير المولى، سامر اسكندر، ماجد احمد، ابراهيم خدوج ووسيم عواد.

وأصيب أحد القادة الميدانيين من الحزب العربي الديموقراطي سليمان ابراهيم العلي الملقب بالجبار، وقد نقل الى مستشفى سيدة زغرتا للمعالجة، كما أصيب المواطن عاطف أرناؤوط برصاص القنص في باب التبانة.

قنص غزير

وسط هذه الاجواء نشطت عمليات القنص بين المنطقتين، لاسيما على الاوتوستراد الدولي الذي يربط طرابلس بعكار في محلة الملولة ودوار ابو علي، بحيث تسمع بين الحين والآخر بعض الاعيرة النارية المتفرقة، فيما لا تزال عناصر الجيش تقوم بالرد على مصادر النيران.

حركة خفيفة في طرابلس

وشهدت احياء مدينة طرابلس حركة خفيفة متأثرة بالوضع الامني في التبانة والجبل، فيما فتحت المصارف وبعض المؤسسات التجارية ابوابها، كما « سقطت قذيفة على محل لبيع الألبسة في بناية الترك في شارع سوريا، ما أدى إلى اشتعال النيران فيه، وعمل الأهالي على إخمادها على رغم استمرار عمليات القنص، كذلك سقطت قذيفة «ب 7 « على شارع سوريا، بالقرب من آلية للجيش.

الجيش والرد

والحاقا لبيانها السابق، أصدرت قيادة الجيش – مديرية التوجيه بيانا جاء فيه « واصلت قوى الجيش المنتشرة في منطقة جبل محسن – التبانة خلال الليل الفائت تعزيز إجراءاتها الأمنية في المنطقة بما في ذلك تنفيذ عمليات دهم لأماكن المسلحين والرد الفوري على مصادر النيران، وقد أُصيب يوم امس خمسة عسكريين بجروح مختلفة نتيجة اطلاق النار باتجاه المراكز والدوريات العسكرية، وصباح اليوم امس تعرض أحد مراكز الجيش في منطقة البقار لاطلاق قنبلة يدوية ما أدى الى إصابة ضابط وأربعة عسكريين بجروح مختلفة.

أضاف البيان أن «وحدات الجيش تستمر بتعقب المسلحين وقد تمكنت خلال عمليات الدهم من ضبط كمية من البنادق الحربية والقنابل اليدوية والذخائر والاعتدة العسكرية تم تسليمها الى المراجع المختصة

تبادل الاتهامات

وفيما تبادل طرفا النزاع الاتهامات في شأن عملية القصف والقنص وتحدث الأهالي عن الحادثة قائلين إن ما حدث سببه وفاة شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد، وأكد الأهالي أنهم امتثلوا الى أوامر الجيش بعدم استعمال السلاح.

وأعلن المسؤول الاعلامي في الحزب العربي الديموقراطي أن ثمة عمليات قنص متبادلة، لافتا الى ان الجيش اللبناني متواجد ضمن منطقة جبل محسن، وهو يرد على مصادر النيران.

وأعلن ان المسؤول عن جبل محسن باب التبانة هي المؤسسة العسكرية وحدها فقط، لافتا الى أن المشكلة بدأت مع أطفال كانوا يتلهون بألعاب عبارة عن بنادق من الخرز، ومفرقعات، وتم اطلاق النار من باب التبانة فرد الجيش وفتحت المعركة. ودعا الى التوقف عن الاقتتال، وما نريده هو العيش بسلام.

كما ارجأ المسؤول السياسي للحزب العربي الديموقراطي رفعت عيد مؤتمره الصحافي الذي كان مقررا الى اليوم بسبب الأوضاع الأمنية.

هدوء حذر

وصباح امس، كان الهدوء الحذر خيّم على منطقتي باب التبانة وجبل محسن حيث تخللته عمليات قنص طاولت بعض المحاور التقليدية لاسيما شارع سوريا، جامع الناصري، سوق القمح، براد البيسار، الطريق الدولية التي تربط طرابلس بعكار والمقطوعة بسبب القنص، في حين رد الجيش اللبناني على مصادر النيران وسيّر من حين إلى آخر دوريات مؤللة عند الخط الفاصل بين المنطقتين وبالتحديد في شارع سوريا، وتوسعت الاشتباكات لتشمل محيط ستاركو والمسجد المنصوري وسوق القمح في التبانة.

المصابون

وفي حين هدأت الاشتباكات في طرابلس، وصل الى «المستشفى الاسلامي 3 جرحى، اثنان منهم في حال الخطر، واوضح مدير العناية الطبية في المستشفى الدكتور سميح بركة ان عشرة مصابين غادروا المستشفى، فيما بقي الآخرون للعلاج، حيث توزعت اصاباتهم بين متوسطة وخطيرة جدا، لاسيما في البطن والحوض والصدر والعمود الفقري.

واكد بركة ان المستشفى يستقبل الجرحى من دون اي تعليمات من وزارة الصحة، متمنيا على وزير الصحة علي حسن خليل، صرف اعتمادات اضافية للمستشفى الاسلامي من موازنة الوزارة، او من الهيئة العليا للاغاثة ليتمكن المستشفى من معالجة الاصابات، واصفا الوضع داخل المستشفى بالمأسوي، شاكرا لراعي المستشفى الرئيس عمر كرامي والوزير فيصل كرامي والجهاز الطبي اهتمامهم.

ميقاتي

وتعليقا على الاحداث في طرابلس أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أنه لطالما حذرنا من ضرورة عدم الانزلاق في النيران المشتعلة حول لبنان، لكن من الواضح أن هناك أطرافا عديدة ترغب في توريط لبنان في هذا الصراع.

وقال: إننا نهيب بأبناء طرابلس المسالمين عدم السماح لأي كان بجرهم الى معارك لا تنتج الا القتل والخراب والدمار، او ان يكونوا ذخيرة لمعارك الآخرين. وقد طلبنا من قيادة الجيش والقوى الأمنية العمل بكل طاقاتها لوقف هذه المعارك العبثية، وتبلغنا من قيادة الجيش انها إتخذت وتتخذ كل ما يلزم من تدابير واجراءات لحماية طرابلس وسلمها الأهلي.

إننا نهيب بالقيادات السياسية في المدينة وقف المزايدات، لان المزايدة على دماء المواطنين أمر معيب.

تطويق منزل عيد للاشتباه في احد عناصره برمي قنبلة على دورية للجيش

واعلن المسؤول الاعلامي في الحزب العربي الديموقراطي عبد اللطيف صالح في حديث تلفزيوني، توضيحا على المعلومات عن تطويق منزل المسؤول في الحزب رفعت علي عيد، انه «وردت معلومات عن امكان حصول حدث امني على منزل عيد وقامت وحدات الجيش بتدابير امنية ومشطت المنطقة".

واكد ان لا صحة للأنباء عن اختباء شخص استهدف الجيش في المنزل، مشيرا الى «اننا مع التهدئة ولسنا بوارد احداث اي مشكلة.

وكانت مصادر الحزب العربي الديموقراطي قد قالت ان الجيش يطوق منزل المسؤول السياسي في الحزب رفعت علي عيد بسبب الاشتباه في أحد العناصر المكلفة بحماية المنزل وانه لم يتم توقيفه وتمت معالجة الموضوع.

اما مصادر اخرى فقالت ان احد مسلحين التابعين لحماية عيد وخلال مرور دورية للجيش قام برمي قنبلة عليها وهرب الى داخل المنزل فطوق الجيش المنزل وطالب بتسليمه.

نواب طرابلس واحداث المدينة

تلا النائب محمد كبارة بعد اجتماع لنواب وفعاليات طرابلس، بياناً اكد فيه المجتمعون ان «النظام السوري بعد فشله بإشعال الفتنة التي اوكل بها العميل الارهابي ميشال سماحة عاد لإشعال الفتنة بين باب التبانة وجبل محسن وذلك للفت الانظار عما يجري في مدن سوريا

ودعا المجتمعون «ابناء جبل محسن لعدم الانجرار وراء مخطط (الرئيس السوري بشار) الاسد الدنيء، لافتاً الى ان «ابناء التبانة يدركون ما يعد لطرابلس ويرفضون رفضاً قاطعاً الانجرار وراء هذه اللعبة المكشوفة

واذ اشار الى انه «من المفروض على الجيش اللبناني بأن يقوم بإستهداف مثيري الفتن وهم معروفون وسوقهم الى العدالة ومعاقبتهم، استنكر المجتمعون «اطلاق النار العشوائي الذي قام به بعض افراد الجيش والضباط، مطالباً بمحاسبة المسؤولين عن هذه الممارسات منعاً من تكرارها والا سوف نأخذ مواقف تصعيدية، لافتاً الى انه «تم التوصل مع فاعليات باب التبانة الى وقف اطلاق النار بشكل فوري".  

السابق
الجمهورية: دمشق تصعد في لبنان والجيش يُوجّه إنذاراً أخيراً في طرابلس
التالي
الانوار : ضحايا معارك طرابلس 6 قتلى و71 جريحا… وتحذيرات من المسؤولين