… أضغاث أحلام

أصابت عدوى التوقّعات واستقراء الغيب وأحلام اليقظة الكثيرين من «الحكماء الإسرائيليين» في «الشرق الأميركي الأوسخ»، وخاصة في لبنان، ووصلت تلك العدوى ووباء «الربيع الإسرائيلي» إلى «الفارس السعيد» فبزَّ بـ «تنبؤاته» أعداد العرَّافين الكذبة المنتشرين على امتداد ساحات التآمر واليباب حيث إمارات وممالك ينخرها الجهل وتستبدّ بها عباءات التكفير وأشباه الرجال…
متلبّس الحقد الأعمى لم يكن يوماً «فارساً» ولن يكون «سعيداً» أبداً، فالفروسية تقتضي رفعة وشهامة وجباهاً لا تنحني وإقداماً وشهامة واستشهاداً في سبيل الأرض والعرض، وكل تلك الصفات الحميدة لم تجد إليه سبيلاً ولا مقراً في هيكله العظمي تركن إليه، فانزوى في «قرنة» تديرها الشياطين السوداء وأموال لا تعدّ ولا تحصى، طالما حلم القابعون في زواياها النتنة بـ « ثورات أرز» وشعارات زائفة لا علاقة لها بالاستقلال والسيادة والحرية التي يتشدّقون بها أبداً.

آخر « تنبؤات» «الفارس السعيد» أن نظام الدولة السورية آيل إلى السقوط قريباً! (كلامه هذا ورد في مقابلة أجرتها معه إحدى الصحف اللبنانية) وأنه ومن يتماهى معه من المأجورين يحضّرون لمرحلة ما بعد الرئيس بشار الأسد! وذهب في أحلامه وتمنّياته إلى ما بعد بعد العمالة والخيانة بأشواط وأشواط.
هكذا هي الحال مع «سوسلوف القرنة» وتنظيراته الدونكيشوتية التي يستجدي بمفرداتها ما « تجود» به عليه وعلى أمثاله خيالات النفط الصحراوية، التي لم تعد تخيف أحداً إلاّ الذين يدورون في فلكها التآمري ويعفّرون جباههم على أعتاب بيوت أموالها القذرة ويقتاتون من فضلات وبقايا مناسفها الدسمة.

ليطمئن ذلك «الفارس الشهواني» أن أضغاث أحلامه لن تتحق حتى ولو رأى أطراف أذنيه، والمال الفاسد الذي يتنعّم به لن يزيده وأتباعه إلاّ نذالة وعمالة وتآمراً، وإن «الزحفطوني» ( كلمة من مفردات الأديب النهضوي سعيد تقي الدين) سيبقى وأمثاله يزحفون على بطونهم وجباههم معفّرة في تراب أحذية «أمراء الجهالة والعمالة»، وان عرين الأسد السوري سيبقى حامياً للأمة والوطن ولن يكون يوماً مرتعاً للكلاب المسعورة.  

السابق
زيارة الجليلي.. تستفز الخصوم وتدعم حزب الله
التالي
ثمار الصبّار في منطقة حاصبيا سليمة