استبشر مزارعو الصبّار في حاصبيا ومنطقتها خيرا بالتوضيح الذي صدر من قبل وزارة الزراعة – ولو انه جاء متأخرا – عن خلو فاكهة الصبّار من اي مرض قد يسبب خطرا على سلامة وصحة من يتناوله خلافا للشائعات التي سرت على مدى الاسبوعين الماضين حول اصابة هذه الشجرة بأمراض قد تضر بصحة الانسان، ما انعكس سلبا على مزارعي المنطقة نتيجة تراجع الطلب على هذه الفاكهة لهذا الموسم بنسبة 50% قياسا مع المواسم السابقة.ويجزم مزارعو الصبّار في منطقة حاصبيا بأنّ ما يُعرف بمرض – المن القطني – الذي ضرب اشجار الصبّار في بعض المناطق اللبنانية، والذي لا يشكل اي خطر او ضرر صحي طبقا للفحوصات المخبرية التي قامت بها وزارة الزراعة ما زال بعيدا عن هذه المنطقة، بحيث لم تصب شجرة واحدة بمثل هذا الوباء، خاصة أن زراعة الصبّار من الزراعات التقليدية التي تشتهر بها هذه المنطقة، وهي لا تقل اهمية عن زراعة الزيتون والكرمة وغيرها من الزراعات الاخرى، كما ان شجرة الصبّار بحسب المزارع وديع ملحم من عين قنيا هي شجرة بعلية ولا تحتاج الى كيماويات او اي ادوية زراعية بل تنمو على الطبيعة وتتكيف مع حالة الطقس على مدار السنة و«هذه الزراعة ورثناها ابا عن جد وتشكل موردا اساسيا في معيشتنا ومعيشة عيالنا»، وعتب ملحم على تقصير الجهات المعنية تجاه مزارعي هذه المنطقة وعدم مساعدتهم على تصريف مواسمهم الزراعية وخاصة المواسم الصيفية بما فيه الصبّار والكرمة والتين وكذلك زيت الزيتون الذي ما زال مُكدّسا في الخوابي والموسم الجديد على الابواب.من جهته، لفت المزارع عاطف ابوعمر الى ان ما أُشيع وما قيل عن إصابة فاكهة الصبّار بمرض يلحق الضرر بصحة انعكس سلبا على المزارعين بحيث تراحع سعر صندوق الصبّار الى 15000 ليرة هذا الموسم، في حين وصل سعر الموسم الفائت الى حدود الـ 40000 الفا، ما يعني ان المزارع دائما هو الضحية ويدفع وحده الثمن مرة بسبب غضب الطبيعة ومرارا بسبب تقصير الدولة تجاهه.
وطالب ابو عمر الجهات المعنية وخاصة وزارة الزراعة بإيلاء القطاع الزراعي في هذه المنطقة اهتماما خاصا لجهة دعم المزارعين ومساعدتهم على تصريف مواسمهم اسوة بالزراعات الاخرى في باقي المناطق اللبنانية.
بدوره، أشار رئيس المكتب الزراعي في حاصبيا اسماعيل امين الى انه بناء لتوجيهات الوزارة جال على كافة بلديات المنطقة لطمأنة المزارعين والناس على حد سواء خلو ثمرة الصبّار من اي مرض وأن حشرة المن القطني التي ظهرت على اشار الصبّار في مناطق اخرى لم تصل الى هذه المنطقة حتى الآن علما بأنّ هذه الحشرة لا تشكل خطرا ولا ضررا على صحة الانسان، مؤكدا أن مكتبه يتابع هذا الامر بكل اهتمام، وعلى استعداد لمساعدة المزارعين ومكافحة هذه الحشرة في حال ظهرت في المنطقة.
