اعتصام سلمي دفاعا عن الحشيشة.. وآل جعفر حاضرون للحرب

تمكّن وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، من فتح طريق اليمونة وإزالة الخيم وفك الاعتصام الذي بدأه الاهالي منذ صباح أول من أمس، بعد وعده ببحث ملف التعويضات على المزارعين وعلى الذين تلفت أراضيهم المزروعة بالحشيشة خلال جلسة مجلس الوزراء اليوم. معتبراً أن المسألة تحتاج إلى حلول تعتمد طريقةً لا يموت فيها الذئب ولا يفنى الغنم.

وكان شربل وصل إلى مكان الاعتصام عند مدخل اليمونة الشرقي، الساعة الثانية إلا ربعاً، وترجل من سيارته، رافضاً الحديث إلى وسائل الإعلام، واستقبله الأهالي بنثر الورود والأرز، ثم أفسحوا المجال لموكبه للمرور باتجاه البلدة، ووصل إلى حسينية اليمونة عند الساعة الثانية وعشر دقائق، حيث التقى الأهالي في حضور رئيس البلدية محمد شريف وفاعليات بلدية وأهلية من البلدات المجاورة وممثلي العشائر.

في مكان مطلّ من جرود السلسلة الغربية، ثمة عيون ترقب من بعيد، مهمتها التدخل لمنع عملية إتلاف الحشيشة. بين أيدي هؤلاء أسلحة من العيار الثقيل. Bkc وهاون هنا وM18 وقاذف آر بي جي هناك. جمع بين هؤلاء "تحالف عائلي"، اليمونة وبوداي ودار الواسعة، وبعض الشبان من عائلات بعلبك ـــ الهرمل. "أن نموت بكرامة صيفاً ونحن ندافع عن لقمة عيشنا وعيش أولادنا أشرف لنا من أن نموت وأولادنا ذلاً من الصقيع والبرد شتاءً"، يقول أحد "الثوار المدافعين عن الحشيشة"، متوجهاً بالسؤال إلى مسؤولي الدولة اللبنانية جميعاً والسيد حسن نصر الله: هل الحشيشة مضرة أكثر من اللحوم الفاسدة والأدوية المغشوشة التي تباع لنا وتعطى لأولادنا؟ هل الحشيشة مضرة كما مياه اليمونة الملوثة منذ سنوات ولا من يسأل؟". إطلالة بسيطة على تحركات أمنية، ليعود من بعدها ويؤكد «أننا لسنا مشاعاً لأحد، لا لرئيس مكتب المخدرات المركزي العقيد عادل مشموشي، ولا لغيره. نحن لسنا تجار مخدرات ولا حرامية. نحنا مزارعين حشيشة على راس السطح، ونبيعها في غالب الأوقات خضيراً في الحقول للتجار. الضربات التي سبق ووجهت للقوى الأمنية التي تتلف الحشيشة انتهت، وفيما لو لم يفوا بوعودهم بالتعويض، والإقدام مجدداً على الإتلاف ستكون هناك "أعمال نوعية في المواجهة وسيكون الوضع أخطر من السابق… والمفاجأة حلوة". إلا أن اللافت أن المسلحين أثنوا على "القائد وئام وهاب" لكونه "صاحب الموقف الإيجابي الوحيد تجاهنا، وسترفع صوره في كل القرى البقاعية قريباً".

                                    

وقطع أهالي بلدة اليمونة المداخل المؤدية اليها بالاتجاهين: دير الأحمر – اليمونة ودار الواسعة – اليمونة بالإطارات المشتعلة والعوائق والحجارة، فيما نصبوا خيماً وسط مدخل طريق دير الأحمر – اليمونة، في اعتصام سلمي شارك فيه الأطفال والنساء والشيوخ للحؤول دون دخول الأجهزة الأمنية والآليات والجرارات الزراعية لاستئناف عملية تلف الحشيشة.

وشارك في الاعتصام رئيس بلدية اليمونة محمد شريف ومخاتير البلدة، ورفع المشاركون شعارات تطالب بالتعويض عن تلف الحشيشة وإيجاد البدائل، فيما قامت قوة من الجيش بتطويق البلدة بعشرات الآليات والدبابات من الجهة الغربية.
ولاحقاً، صدر عن عشيرة آل جعفر بيان جاء فيه: "نحن عشيرة آل جعفر نؤيد الدولة اللبنانية والجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي تأييداً مطلقاً كما سائر الأجهزة، ولا نسمح لأحد التكلم باسم العشيرة، كما إننا لا نؤيد زراعة المخدرات لأنها تبلي أطفالنا ومجتمعنا، كما نتمنى من رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة النظر إلى وضع المنطقة المحرومة وإعطاء البديل لأن الخطأ لا يعالج بالخطأ، ولا نسمح لأحد أن يتكلم باسم العشيرة ونتمنى على من يتحدث أن يتحدث باسمه أو باسم عشيرته ومن المعيب التشهير بالضباط والأمنيين وهذا ما نرفضه".

لكن هذا البيان سرعان ما قفز في مواجهته بيانٌ آخر صادر عن مجموعات من عشيرة آل جعفر، حيث عُقد اجتماع في بلدة الشراونة – بعلبك ظهر خلاله عدد من المسلحين، وذلك "رفضاً لعملية تلف الحشيشة". وأكدت هذه المجموعات في بيان "أنها ستقف بقوّة في وجه تلف هذه النبتة في المنطقة لأنها مصدر العيش الوحيد"، كما رفضت "الوعود الكاذبة من أمثال من يصدرون بيانات باسم حسين محمد جعفر، والحقيقة أن بيانات كهذه صادرة عن مكتب مكافحة المخدرات، لأن الأخير موظف لدى (رئيس مكتب مكافحة المخدرات) عادل مشموشي. لذلك تنفي العائلة بيانات كهذه التي هي نتيجة فبركة مشتركة بين مشموشي وأحد أفراد العشيرة".
وشدّد المجتمعون على وقوف كل عشائر هذه المنطقة وأبنائها في وجه محاولة التجويع.

السابق
الرياض لبيروت: معاً ضد حزب الله
التالي
قرار اسرائيلي.. بدعم المتمردين وصوملة سوريا وتفكيكها