مقالب هسام هسام وخطيبته اللبنانية من الألف الى الياء

ظهر المتهم بقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري هسام هسام في شريط فيديو وسط مجموعة سمت نفسها "كتائب عملية اقتحام دمشق"، أما هو فقام بالتعريف عن نفسه بأنه "الشاهد" على قضية الاغتيال وبأنهم "اعتقلوه" عند جسر المزة في دمشق، ثم قال: "أنا عندي معلومات، لما جيت لعندكم قلت أوصلوني الى بيروت. فقط أوصلوني الى بيروت وسوف أعطيكم مفاجآت كبيرة، لم تحلموا بها.. فقط أوصلوني الى بيروت".

وهسام هسام كردي ولد في 1975 بقرية "تل خنزير فوقاني" في محافظة الحسكة بالشمال الشرقي السوري، ويعتقدون أن والدته زينب حسن هي من الطائفة العلوية ولها غيره 8 أبناء، بينهم 6 بنات ممن ما زال بعضهم يقيم في القرية القريبة من مدينة المالكية عند مثلث حدودي لسوريا مع تركيا والعراق، ومعروفة بقرية "الأربعين مخبرا" لكثرة ما اشتغل أهلها مع المخابرات".

والمعروف عنه أنه غير متعلم تقريبا، وبالكاد أنهى المرحلة الإعدادية المتوسطة فقط، ثم التحق في العام 1996 بالتجنيد الإلزامي، فنقلوه للخدمة لدى الفرقة العاشرة بلبنان، حيث عمل حاجبا لدى اللواء محمد قاسم الشمالي، ومن بعده كحاجب أيضا لدى اللواء عادل زهر.

ثم عاد حين أنهى خدمته في منتصف 1998 الى قريته لفترة قصيرة، انتقل بعدها الى لبنان "بناء على طلب رئيس له سابق بالجيش" وفي بيروت نشط كعنصر مخابرات وأقام عاملا بالوقت نفسه كحلاق، ثم خطب لبنانية كانت برفقته في منطقة لا تبعد أكثر من كيلومترين عن موقع اغتيال رفيق الحريري حين دوّى الانفجار القاتل.

أول "مقلب" أعده هسام للجنة التحقيق الدولية بجريمة اغتيال رفيق الحريري هو إفادة أدلى بها في بيروت ثم تراجع عنها في دمشق، وفي الإفادة قال إنه عمل مع عدد من كبار الضباط السوريين، ومنهم القتيل الأسبوع الماضي آصف شوكت، ومع رئيس جهاز الاستخبارات سابقا في لبنان، رستم غزالة الذي رافقه قبل يوم من اغتيال الحريري لاستكشاف موقع الجريمة، وعندما سأل غزالة عن سبب الاستكشاف أخبره الأخير بوجود معلومات عن محاولة اغتيال قد يتعرض لها الحريري.

ذكر أيضا أن رئيس جهاز الاستخبارات السورية سابقا في بيروت، العميد جامع جامع، كان ينتظر في سيارته في منطقة قريبة من موقع الجريمة لحظة وقوعها للتأكد من مقتل الحريري، لافتا الى أنه تلقى منه اتصالا قبل ربع ساعة من وقوع الجريمة، طالبا منه ترك المنطقة.

كما ورد في تقرير تضمن اعترافاته بأنه ضابط سابق في المخابرات السورية وانشق عنها، وأن آصف شوكت هو من أعطى الأوامر بتصفية أحمد أبو عدس، الفلسطيني الذي ظهر على شاشة إحدى الفضائيات العربية بعد الجريمة معلنا مسؤولية منظمة أصولية غير معروفة عن جريمة الاغتيال.

بعدها "قصد سوريا في مرحلة معينة ومعه 60 ألف دولار وعقد صفقة مع بعض الضباط، بينهم سميح القشعمي، وعاد بوثائق وتسجيلات ترتبط باجتماعات التحضير لاغتيال الحريري" طبقا للوارد في التقرير.

ولم يمر شهر تقريبا على الإفادة إلا وظهر هسام في إحدى الصور التي تم التقاطها لموقع اغتيال القيادي والأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي. كما ظهر في صورة ثانية وهو في جنازة حاوي وبين أفراد أسرته.

في المؤتمر الذي عقده في تشرين الثاني 2005 فاجأ هسام الجميع بمقلب آخر من إعداده حين زعم أن إفادته في بيروت تمت تحت الضغط والتهديد، متهماً هاني حمود، المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري، بالتزوير. كما زعم أن قيادات في "تيار المستقبل" أغرته بالمال.

وبتراجعه في دمشق عما قاله في بيروت تهاوت معظم حيثيات وموجبات التحقيقات الأولى لأن الافادة احتلت مكانة بارزة في أول تقرير أعده رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة الاغتيال، القاضي الألماني ديتليف ميليس، الذي بنى معظم نتائج استطلاعاته على المعلومات التي أوردها، والتي ما إن تراجع عنها هسام حتى عاد التحقيق الى نقطة الصفر تقريبا.

وفي ذلك المؤتمر الصحافي زعم هسام أيضا أن خطيبته اللبنانية ثروت الحجيري في خطر هي وعائلتها، لكنها أطلت على لجنة التحقيق بمفاجأة قالت فيها إنها ليست كما يزعم وأن اعترافاته السابقة أمام اللجنة هي الصحيحة، ودحضت الادعاءات التي قدمها في مؤتمره الصحافي عن تعرضه للضغط والترغيب والترهيب للإدلاء بمعلومات تدين مسؤولين أمنيين سوريين بالجريمة.

وأهم ما أوردته ثروت الحجيري خلال الاستماع إليها هو أنه قبيل الانفجار الذي استهدف موكب الحريري بربع ساعة، وفيما كانت تتنزه برفقته في منطقة عين المريسة ببيروت، حيث وقع الانفجار قرب فندق سان جورج، تلقى خطيبها اتصالا على هاتفه الجوال طلب فيه المتصل أن يغادر المنطقة فوراً لأن "انفجارا مزلزلا" سيقع على مقربة منه.

سريعا أخذ هسام بيدها وركضا مسرعين صعودا باتجاه شارع الحمراء، وعندما وصلا الى "طلعة جنبلاط" أول منطقة كليمنصو، دوّى الانفجار الذي أودى بالحريري و22 آخرين، عندها أبلغها هسام أن العميد السوري جامع جامع هو من اتصل به وأنقذ حياتهما.  

السابق
فضيحة ورد الخال داخل مطعم
التالي
وهاب: عرضوا 200 ألف دولار لإطلاق النار علي