الأخبار : فرع المعلومات لحرب: المشتبه فيه أحالنا على حزب الله

وسط صمت أقطاب الحوار عن تعليق قوى 14 آذار مشاركتها في جلسته المقبلة، برزت أمس إلى الواجهة مواقف النائب بطرس حرب، الذي اتهم حزب الله بعرقلة التحقيقات بمحاولة اغتياله، من خلال منع أحد مسؤوليه من الخضوع للتحقيق
بعد إعلان فريق 14 آذار تعليق مشاركته في جلسة الحوار المقررة يوم الثلاثاء المقبل، فتحت قنوات الاتصال بعيداً عن الأضواء لمعالجة هذه المشكلة المستجدة، من دون أن تبرز أي مؤشرات على الحلحلة.
وأمس، اتهم النائب بطرس حرب حزب الله بمنع استجواب أحد مسؤوليه في قضية محاولة اغتيال النائب البتروني. وأضاف إن "المشتبه فيه رفض المجيء إلى التحقيق لانتمائه إلى جهاز أمني في حزب الله".
وعلمت "الأخبار" أن القائمين بالتحقيق سرّبوا ما توصلوا إليه من نتائج إلى حرب، وأبلغوه وعدداً من سياسيي قوى 14 آذار بأن فرع المعلومات، بعد مباشرته التحقيق في القضية، عثر في مصعد المبنى على كيس فيه "عدة للفك والتركيب"، إضافة إلى ورقة تُستخدم عادة خلال إنجاز معاملات استيراد السيارات من خارج لبنان. وتبين وجود رقم هيكل لسيارة مسجل على الورقة. وبعد مراجعة السجلات، تبين أن الرقم عائد لسيارة يملكها مواطن من الجنوب، وتحديداً من منطقة النبطية، يُدعى م. ح
. وبحسب معلومات التحقيق التي أبلغت إلى عدد من السياسيين، فإن مالك السيارة متفرغ في حزب الله. وبحسب مسؤول أمني رفيع، فقد اتصل فرع معلومات الجنوب برقم هاتف م. ح. فأجابت زوجته وأبلغت المتصلين بأن زوجها ليس في المنزل. وبعد مدة قصيرة، عاود م. ح. الاتصال بمن هاتفوه، وسألهم عن حاجتهم، فردوا بالقول إنهم يريدون إبلاغه بوجوب الحضور إلى مركز فرع المعلومات في بيروت، ولما سألهم عن السبب، أجابوا بأنهم لا يعرفون، فقال لهم: راجعوا لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله.
ومنذ ذلك الوقت، لم يحصل أي اتصال بين الطرفين، ولم يعاود فرع المعلومات الاتصال بـ"م. ح.".
وقال مسؤول أمني معنيّ بالتحقيق لـ"الأخبار" إن إفادة "م. ح." يُستفاد منها لتحديد مدى جدية هذا الخيط التحقيقي، إذ ربما ليست له علاقة باستيراد السيارة، وبالتالي لا صلة له بالعملية.
إعطاء الداتا باستثناء IMSI
من جهته، كشف وزير العدل شكيب قرطباوي أنه "تم الاتفاق على إعطاء كل ما يتعلق بداتا الاتصالات، باستثناء الـ IMSI التي تعطى لمناطق أو لتواريخ أو لأرقام محدّدة فقط وذلك في خلال اجتماع موسع عقد في الأول من حزيران المنصرم، وجمع كلاً من الهيئة القضائية وضباطاً من قوى الأمن الداخلي والأمن العام والجيش اللبناني، إضافة إلى مهندسين من وزارة الاتصالات".
وفي ما يتعلق بقرار 14 آذار تعليق المشاركة في الحوار، سأل رئيس حزب الكتائب أمين الجميل: "إذا لم تقم الحكومة بتسهيل مهمة المحققين وتسليمهم الداتا، فكيف يمكن أن نجلس الى الطاولة في ظل وجود هذا النوع من التواطؤ وعرقلة التحقيقات، التي من شأنها إذا ما نفّذت بشكل سليم أن تحمي هذه الشخصيات المهدّدة؟". وقال: "إذا وصلتنا أجوبة واضحة حول الأمور التي طرحناها، خلال الفترة الفاصلة عن الثلاثاء المقبل، فإن الموضوع سيبحث لأننا لا نريد "قتل الناطور، بل أكل العنب".
ميقاتي: لبنان كسفينة وسط الأنواء
وفيما لم تعلق قوى 8 آذار على موقف المعسكر الآخر، بانتظار ما ستسفر عنه الاتصالات في هذا الموضوع، نبّه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى أننا " نعيش وسط عواصف متعددة، وحالنا في لبنان كسفينة وسط الأنواء، لربما اختار البعض أن يثير إشكالاً في عمق السفينة أو قعرها، ولذلك لا بد من معالجة ذلك بطريقة هادئة بعيداً عن الانفعال، لأنه بغير ذلك قد نتسبب بحصول ثقب في السفينة يعرضنا لمزيد من الأخطار، وربما الغرق". ولفت الى أن "جهدنا هذه الأيام ينصب قدر المستطاع على توفير الهدوء وتجنيب لبنان مزيداً من التوترات والأخطار. في المقابل، يقوم البعض بأعمال لا تخدم القضية الأساس ولا تفعيل دور المؤسسات، وغالباً ما يسارع هذا الفريق أو ذاك الى الخروج عن الاتفاقات التي يتم التوافق عليها بهدف المزايدة والكسب الشعبي".
وأشار ميقاتي، بعد لقائه مفتي طرابلس والشمال، مالك الشعار، الى أن "مثل هذا الأداء لا يتفق مع متطلبات المرحلة، ولا يخدم لبنان في مرحلة العواصف المتزايدة، وقد صارحت الجميع بخطورة الاستمرار بهذا النهج وهذا الأداء".
دعوة سليمان إلى مؤتمر مكة
وسط هذه الأجواء، التقى رئيس الجمهورية، ميشال سليمان، في قصر بعبدا السفير السعودي، علي عواض العسيري، الذي سلّم رئيس الجمهورية دعوة من الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز لحضور القمة الاستثنائية الرابعة لمؤتمر القمة الإسلامي التي ستعقد في مكة المكرمة في 14 و15 آب المقبل. وجرى خلال اللقاء عرض العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة. وتعقد اليوم قمة إسلامية في دار الفتوى، بدعوة من مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، وذلك مع حلول شهر رمضان المبارك.
عون يرد على مطالبيه بالاعتذار
على صعيد آخر، رد المكتب الإعلامي لرئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون على طالبي الاعتذار من الأخير لإشارته إلى وجود كحول في سيارة الشيخ أحمد عبد الواحد، وأحال هؤلاء على محضر ضبط الموجودات في سيارة عبد الواحد، "الذي يحوي الحقيقة كاملة، ويحدد بوضوح أنواع الكحول المضبوطة والكميات المستهلكة منها". وكانت دار الفتوى قد طالبت عون بالاعتذار عن كلامه، معتبرة أنه يسيء إلى المسلمين.
حزب الله: عون يشبه المقاومة
وأشاد رئيس المجلس السياسي في حزب الله، السيد ابراهيم أمين السيد، بعون، مشيراً إلى أنه "أول رجل أسس لسياق تاريخي للمسيحيين" وقال إن "التفاهم معه لم يصنع قناعاته، إنما قناعاته هي التي صنعت التفاهم. فالمقاومة تشبهه وهو يشبه المقاومة، حيث في محطات صعبة حملت تحديات كبيرة، نحن أمام رجل كان منسجماً مع قناعاته، وحتى عندما "يزعل" منا يكون منسجماً مع قناعاته". وشدد خلال احتفال لمناسبة ذكرى حرب تموز على ضرورة استمرار الحوار بين اللبنانيين.
على صعيد آخر، أعلن عضو اللجنة المنبثقة عن لقاء بكركي المسيحي لوضع مشروع قانون انتخابي، الوزير السابق يوسف سعاده، أن "اللجنة لا تزال تدرس مشروعين لقانون الانتخابات، الأول يعتمد النسبية مع الدوائر الوسطى، والآخر الدوائر المصغّرة وفق النظام الأكثري". وكشف عن أن رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية يسعى الى حلّ المشكلة القائمة بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري وعون بشأن المياومين.
جنبلاط سيخفف لهجته
إلى ذلك، علّقت مصادر في 8 آذار على موقف النائب وليد جنبلاط حول موضوع السلاح، معتبرةً أن مواقف الأخير لا يمكن أن تكون مؤشّراً على شيء سوى على "الوهم الذي وقعت فيه كلّ القوى المعادية لسوريا ومحور المقاومة، حين ظنّت أن ضربة الأمن القومي ستقضي على النظام السوري بصورة سريعة، وجنبلاط رأى أن موقفه يجب أن يتناغم مع الهجوم على سوريا بالهجوم على حزب الله على حدّ سواء". وأكدت المصادر "أن جنبلاط سيعود قريباً ويخفف لهجته كثيراً حين يرى أن الضربة زادت من عزيمة الجيش السوري ووضعته في حالة الدفاع عن كرامته من دون خطوط حمراء".  

السابق
الجمهورية: حزب الله” يرفض إخضاع أحد مسؤوليه للتحقيق في محاولة إغتيال حرب
التالي
الشرق الأوسط: أكبر موجة نزوح سورية نحو لبنان..