ابو فاعور: يجب الا نقلع عن الحوار والا نقاطعه

رعى وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور احتفال وضع الحجر الاساس لمشروع "ملتقى الكبار" الذي اطلقته جمعية "لنا" التي ترأسها السيدة مارلين بطرس حرب، والذي سيشيد على أرض مساحتها 4000 متر مربع قدمتها بلدية تنورين، وسيبدأ العمل به بعد الدعم المادي الذي قدمته الجالية اللبنانية من ابناء تنورين في أوستراليا، وفي مقدمها رئيس دير مار شربل في سيدني ـ أوستراليا الاب أنطوان طربيه.

اقيم الاحتفال في باحة القصر البلدي في تنورين، في حضور النائب بطرس حرب، بيار زهرا ممثلا النائب أنطوان زهرا، النائب السابق منوال يونس، قائمقام البترون روجيه طوبيا، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب، المطرانين منير خيرالله ويوسف ضرغام، رئيس رابطة مخاتير البترون جوزيف أبي فاضل، رئيس بلدية تنورين الدكتور منير طربيه، مأمور نفوس دوما شليطا خوري، منسقي وممثلي احزاب وقوى وتيارات 14 آذار، فاعليات دينية واجتماعية ورؤساء جمعيات وأندية وحشد من أبناء تنورين والبترون.

بعد النشيد الوطني، قدم للحفل عضو الجمعية الياس بو لطوف الذي تناول مراحل تأسيس الجمعية وفكرة المشروع وأهدافه ودوره وتحدث عن أهمية الرعاية الاجتماعية.
ثم هنأ لبنان والبترون وتنورين بنجاة النائب حرب من "محاولة اغتيال شنيعة" وشكر ابناء تنورين والجالية اللبنانية في اوستراليا على دعمهم بارسال 127000 دولار اميركي الى حساب الجمعية للمباشرة ببناء المشروع.

حرب

ثم ألقت رئيسة الجمعية السيدة حرب كلمة قالت فيها:
"الحرارة اليوم مرتفعة، ولهيب الشمس يحرقنا، والمنطقة من حولنا تغلي، والناس يفتشون عن الفيء، ونحن وجدناه. وجدناه في كل امرأة ورجل انحنى ظهرهم مع العمر وهما لم ينحنوا امام أحد، وجدناه في كل امراة ورجل غدر بهما القدر وظلوا مؤمنين وصبورين في اصعب الظروف واشد المحن، ولم يدقوا باب أحد، ولم يقطعوا طريقا، ولم يحرقوا الاطارات، ولم يقفلوا الشوارع رغم ان مطالبهم اكثر من محقة وحاجاتهم أكثر من ملحة. هناك على هذه الارض من يحب النار والدمار، ونحن نقول لهم اننا نبني بالايمان وهم يهدمون بشرهم. نحن صامدون بوطنيتنا وهم زائلون مع حقدهم" .

وتوجهت الى الشباب والشابات الذين سيحملون لواء الجمعية ويتجندون لخدمة المسنين بالقول:
انتم لن تقطعوا طرقات للوصول الى اهدافكم، إنما ستكونون عبر "لنا"، جسر تواصل ومحبة وعطاء بين الشاب اللبناني وأجداده، بين الحاضر اللبناني وتاريخه، انتم ستكونون حراس الذاكرة، المسنون والشيوخ هم ذاكرتنا، هم الذين نقشوا تاريخنا بالمجد وأسسوا لمستقبلنا" .

ونوهت ب"وجود وزير شاب في الحكم هو وائل بو فاعور الذي جعل من الشؤون الاجتماعية شؤونا اجتماعية وليس شؤونا انتخابية" .
اضافت: "جمعية "لنا" لبنانية فقط لبنانية، "لنا" من الناس وللناس ولخدمة الناس، "لنا" من هذه الارض الطيبة ،"لنا" لا تتعاطى السياسة، "لنا" ما وجدت لتقدم خدمات وتمنن أحدا، "لنا" لديها مهمة، مهمة انسانية وستقوم بالواجب" .

وشكرت ابناء تنورين في اوستراليا على دعمهم للانطلاق بالمشروع وشكرت بلدية تنورين رئيسا واعضاء على تقديم ارض مساحتها 4 ألاف متر مربع لبناء المشروع.
كما شكرت كل اعضاء جمعية "لنا" وكل من ساهم في فكرة مشروع "ملتقى الكبار" .

وختمت: "اليوم حجر الاساس وان شاء الله هذا الحجر يكون صخرة واساسا صلبا لمشاريع اجتماعية كبيرة وكثيرة تكون في خدمة الانسان اللبناني" .

طربيه

بدوره، رحب طربيه بالحضور، وشكر الله "الذي حمانا من كارثة كادت تكون وبالا على تنورين وعلى الوطن، وكادت أن تؤدي الى مصيبة نخشى حتى مجرد التفكير بعواقبها" .
ونوه بفكرة مشروع "ملتقى الكبار" التي أبصرت النور بفضل السيدة مارلين حرب.
وعرض لأهداف المشروع متسائلا: "لماذا ندير وجوهنا الى الماضي لنهتم به فيما ينتظرنا المستقبل وهموم بنائه والنهوض به؟ والجواب بسيط وبديهي: لا مستقبل من دون ماض. لا غد لأبنائنا إن أهملنا من أسس لحاضرنا وذوب عمره كالشمعة ليضيء دربنا. كبارنا كنوزنا" .

وتابع: "في لبنان اليوم ما يقارب نصف مليون انسان من الذين بلغوا سن التقاعد، وهم لا يزالون يحتفظون بذهن صاف وهمة متقدة وعزيمة لم ينل منها العمر وعطاء يزخر بالمعرفة يغذيها تراكم الخبرات وغنى التجارب. ومشروعنا ليس مكانا يمكث فيه كبارنا في انتظار أجل محتوم وكأس لا بد أن يمر على الجميع. الشعور بالانتظار هو اقسى ما يعانيه من شارف على العمر الثالث ودخل فيه دون تحضر واستعداد. الانتظار يعني الوحدة، يعني الانكفاء عن المشاركة في الانشطة الاجتماعية والابتعاد عن الناس. وهدفنا أن نعيد الاعتبار لمن يعاني القهر. وعلينا ان نسعى للتخفيف من وطأته" .

ونوه بما تقوم به وزارة الشؤون الاجتماعية خصوصا مشروع محاربة الفقر والقضاء على العوز.

ابو فاعور

ثم ألقى الوزير ابو فاعور كلمة استهلها بالشكر "للشيخ بطرس ولحرمه على هذه الدعوة، شكرا على الكلام اللطيف الذي لا أعرف اذا كنت استحقه، وإذا ما استحققته فهو بحكم الانتساب لا بحكم النسب الى مدرسة تعلمنا فيها هي مدرسة كمال جنبلاط، ان نبقى أوفياء وملتزمين بهذا الوطن واهل هذا الوطن" .

وقال: "نلتقي في هذه المناسبة وكم هي معبرة، كم هي معبرة عندما نرد على القتل بارادة الحياة وعلى ارادة القتل بارادة الحياة، وعندما نرد على نية الغدر بنية الوفاء. كم هي معبرة وأنه، بعد ايام على استهداف النائب حرب بمحاولة اغتيال دنيئة أن يكون الرد في هذه الرسالة، وان يكون الرد في هذا المعنى الذي أعتقد بأنه ربما تكبر به تنورين ولكن يصغر به القتلة ويتضاءل به القتلة. المشروع الذي يطلق اليوم مهم جدا. تغيرنا وتغيرت القيم وتغيرت الحياة وتغيرت الاهتمامات والاولويات، للأسف حتى البعض من حصاناتنا قد سقط، حتى البعض من وفائنا قد سقط. كان الكبير في المنزل أو العائلة رأس الهرم، تتلاقى عنده كل العائلة وكلمته لا ترد. كان الكبير في المنزل يقال عنه أنه عمود المنزل، اصبح للاسف الكبير يهمل ويترك والظاهرة الى ازدياد. 9% من الشعب اللبناني هم من المسنين. أجدادنا هم نحن في زمن البراءة، هم نحن في البدايات والعمر الجميل. أجدادنا واهلنا وكبارنا ليسوا الخميرة فحسب بل هم الذين يرمزون الى المرحلة الاولى من حياتنا، الى بداياتنا وتكويننا، الى سبب وعلة وجودنا. ليس هناك من هو منا بمنأى عن هذا المصير اذا ما استفحلت بنا هذه الارادة بالتخلي واذا ما انحدرت بنا القيم الى هذا المصير. تخيلوا هذا القهر على هذا المسن أو المسنة في أرذل العمر يرذل، يترك، كل التربية والتعب والسهر، كل الآلام تنسى وتمحى. هناك عدد من المسنين في مؤسسات وبيوت منذ سنوات لم يسأل عنهم أحد" .

اضاف: "طبعا ليس الحل في المؤسسات بل في ما تقومون به اليوم، لان ليس المطلوب التخلي أن ننتزع هذا المسن أو المسنة من العائلة ونزرعه في مؤسسة. هو أب وام وإبن هذه العائلة يجب أن يعيش في حضنها وليس في حضن المؤسسة مهما مارست هذه المؤسسة من كفاءة واهتمام وحنان واحترام ورعاية صحية أو غير صحية، لأن من هم في المؤسسة ليسوا لا أبناء ولا أهل لهذا المسن" .

وتوجه الى السيدة حرب بالقول: "لذلك أنا احييكم على هذا الجهد وعلى هذه الفكرة بالذات أن يعود المسن أو الكبير المتقدم في السن الى منزله لكي ينام في حضن العائلة، يأتي نهارا الى "الملتقى" يحصل على الرعاية الاجتماعية والصحية والاهتمام والتسلية مع أقرانه، لكن يعود بعد ذلك الى العائلة، وفي ذلك وفاء لهذا المسن ولكن في الوقت نفسه حفاظ على القيم وعلى اصالتنا ومجتمعنا وعلى اخلاقياتنا التي اذا ما سقطت سقط هذا المجتمع. نحن نحاول في وزارة الشؤون الاجتماعية ان نشجع هذه التجارب، ونحاول في مراكز الشؤون الاجتماعية أن ننشىء مراكز او مقرات نهارية للمسنين، ولكن هذا الجهد يجب ان يقترن مع جهد آخر من قبل المجتمع الأهلي، وأنا أعلن من هنا أن وزارة الشؤون الاجتماعية بقدر ما تشجع وتدعم هذه المبادرة الطيبة نحن على استعداد للقيام بكل ما يلزم من جانبنا لأجل ان يكون هناك عقد مشترك بين الوزارة وبين هذا الملتقى لكي نساهم بمسؤوليتنا تجاه هذه المبادرة وتجاه هذه اللفتة الكريمة" .

وتابع: "الحوار لجأنا اليه نتيجة اختلافاتنا، وما دام هناك خلافات فهناك حاجة الى الحوار، واذا ما انقطع الحوار والوصل بين ابناء الوطن الواحد فذلك سقوط كبير للوطن. يجب الا نقلع عن الحوار وألا نقاطعه ويجب ان نلاقي فخامة رئيس الجمهورية في الجهد الجبار الذي يقوم به الى منتصف الطريق. فأنا أعرف تلك المرارات التي يتكبدها فخامة الرئيس لأجل إبقاء الجميع على الطاولة، وإبقاء الجميع على الطاولة يعني بقاء صلة الوصل وبقاء هذه الضمانة من الكلام لتفادي لا سمح الله أي محضور ممكن أن يقع. يجب ألا ينقطع الحوار وألا نستسهل اغتيال بعضنا البعض وتعريض بعضنا البعض للاغتيال، ويجب الا نستسهل ان يشعر بعضنا بأنه مهدد. مسؤولية منع الاغتيالات هي مسؤولية لبنانية عامة وكفى تحايلا وكفى تذاكيا، المطلوب تزويد الاجهزة الأمنية بداتا الاتصالات كاملة مع كل تقديري واحترامي لكل الاسباب أو الذرائع المعلنة أو غير المعلنة، الاسباب المعلن منها حول خصوصية الناس والحريات وحفظ الحريات ونحن من أهل الحريات ومن انصار الخصوصيات ومع احترامي لغير المعلن من الاسباب" .

وقال: "نحن شركاء في هذه الحكومة ولا نقبل بأن يُنظر الينا نظرة واحدة في مسؤولية عن سلامة أي مواطن لبناني. لا نحتمل قطرة دم واحدة لمواطن لبناني واحد على يدنا لذلك هذه الحكومة مطالبة ونحن جزء منها بإعطاء الاجهزة الأمنية كل ما تحتاجه من معلومات، داتا الاتصالات، مطالبة بعدم تقييد الاجهزة الامنية لان لبنان لا يحتمل اي اغتيال أو هزة امنية ولا أحد يستطيع ان يدعي أنه بمنأى عن أي اغتيال، البلد مخترق وفيه الف جهة وألف صاحب حساب والف صاحب مصلحة، الرئيس بري شخصيا أعلن أنه مهدد، لذلك لما هذا التحفظ ولما هذه الاسباب بعضها المعلن وبعضها غير المعلن، فلتطلق يد الاجهزة الامنية لكي تستطيع القيام بما يجب القيام به من أجل حمايتنا. لذلك نحن كلبنانيين نكون بذلك نحفظ دماء بعضنا البعض وأمانة بعضنا البعض ونحافظ على بعضنا البعض ونبقي لهذا الحوار الذي يجب ان يحصل مصداقية عندما نجلس على الطاولة وننظر الى بعضنا البعض، نحترم بعضنا البعض باننا لا نستسهل ولا نستبيح ولا نستخف بسلامة أي من المواطنين اللبنانيين أو أي كان من القيادات السياسية" .

وتطرق الى موضوع النازحين السوريين وقال: "اليوم توقف الدفق الذي حصل بالأمس وبكل الحالات واجب لبنان الانساني والاخلاقي ان يهتم برعاية واغاثة هؤلاء النازحين. نحن في لبنان جربنا المصائب والحرب الاهلية وجربنا العدوان الاسرائيلي والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة وبعضنا نزح الى سوريا وبعضنا لاقى استقبالا في سوريا من الشعب السوري، وبالتالي الشعب السوري الذي يتعرض للبطش والقتل ولأبشع انواع التعذيب في سوريا يجب ان يلاقي في لبنان اليد الممدودة والصدر الرحب. واذا كان هناك من امكانيات يجب ان تقوم بها الدولة اللبنانية فلتطلق الدولة الصوت عاليا من اجل مطالبة المجتمع العربي والدولي لمساعدة لبنان. وأنا منذ بدأت جموع النازحين السوريين تتوافد الى لبنان تلقيت عددا كبيرا من الاتصالات من الكثير من الجمعيات والمؤسسات والسفارات، عربية أو غير عربية، للاعراب عن رغبتها بدعم النازحين السوريين ودعم الدولة اللبنانية. لذلك المطلوب من الدولة اللبنانية ان تضع خطة عمل واضحة وأن تخوض اتصالات واضحة ومتقدمة مع الكثير من الاطراف الدولية والعربية لأجل الحصول على الدعم لأنه لا يجوز ان يحصل اي تقصير". وسأل: "من من اللبنانيين اليوم مواطنا كان أم مسؤولا يستطيع أن يصد عائلة سورية تاتي الى الحدود اللبنانية هربا من القتل. من يستطيع أن يقول لعائلة لأطفال ونسوة عودوا الى الشام وواجهوا مصيركم الاسود. على الاقٌل نحن لسنا جزءا من دولة قد تقوم بهذا الامر، وعلى الاقل نحن لا نقبل بأن نكون جزءا من حكومة تقدم على هذا الأمر. دولة الرئيس ميقاتي حازم وحاسم في هذا الموضوع وقد أعطى توجيهاته للهيئة العليا للاغاثة ووزارة الشؤون الاجتماعية وبدأت الاعمال اليوم وهذا ما يجب ان تستمر به لان قضية النازحين السوريين هي قضية أخلاقية وانسانية، قضية لا تنتقل اليها السياسة ولا تصل اليها السياسة" .

وتوجه الى السيدة حرب بالقول: "انت اليوم تبنين هيكلا من الحب والوفاء وتضعين أساسا لهذا الوفاء في مجتمعنا وانت تردين على ارادة القتل بارادة الحياة ونحن معكم والى جانبك في ما تقومين به" .

بعد ذلك، توجه الجميع الى الموقع الذي سيشيد عليه البناء حيث تم وضع الحجر الأول له ثم أقيم كوكتيل بالمناسبة.  

السابق
سعد: الحكومة توفر الغطاء لظاهرة الاسير
التالي
اعتصام الاسير: قنبلة واشكالان.. والفنان شاكر يزوره مؤيدا