ماذا لو استقال ميشال سليمان؟

لا حاجة الى السؤال: ماذا فعلت حكومة المساخر"المقيتة"، حكومة "كلنا على الوطن كلنا لتخريب لبنان"، او ماذا يمكن ان تفعل غير السهر على تدمير آخر ما تبقّى من معالم الدولة وهيبة القانون وحس الانتظام العام؟
لكن هناك حاجة ملحة الى سؤال وجيه يعتمل في اذهان المواطنين الذين يموتون قهراً وهم يراقبون بلدهم يتحول غابة فالتة وبرية تتناتشها سياسات العصابات وقطّاع الطرق ومرضى العقد النفسية الذين يحسبون انهم رسل لهداية اللبنانيين او حرّاس على هذا البلد السائب!

ليس السؤال بالطبع: اين هو رئيس الحكومة، ملك البشاشة والحبور، من مسلسل المساخر وتهديم البلد الناشط منذ دخوله البائس هو وبعض وزرائه الميامين الى السرايا، وقد صارت السرايا داراً للعجزة او بيتاً للمعوقين الذين ليس في وسعهم حل مشكلة صغيرة تتعلق مثلاً بمسألة الرواتب لا بطوفان التحديات الكبرى والوطن (آه يا وطن) على حافة منطقة الزلازل.

والسؤال عندما يعلق الرئيس ميشال سليمان بين نارين، نار تلتهم صدقية كل ما بذله من جهد وما عقده من آمال على ما سمّاه "الحوار الوطني"، بعدما القى "حزب الله" قفّاز سلاحه في وجه المتحاورين بقول النائب محمد رعد: "لسنا في حاجة الى استراتيجية دفاعية الآن لأننا في مرحلة التحرير"، ونار ثانية تمضي في التهام ما تبقى من هيبة الدولة وحرمة القوانين وسلامة الوطن، التي اقسم فخامته اليمين على حمايتها والسهر عليها، وكذلك عندما تصل فظاظة الذين سبق لتاريخهم الناصع انهم زجوا الجيش في حروب التحرير ثم "الالغاء"، حد قطع الطريق على رئيس الجمهورية المتجه الى ضبيه، والذي يرى النائب ميشال عون انه سلبه في غفلة من الزمن وخبث من الحلفاء "بيت الشعب" في بعبدا، ثم بعد ان "اخلي سبيل" الرئيس بأوامر من "جمهورية الرابية"، فان السؤال: ماذا لو ان ميشال سليمان وقف وسط الشارع المقطوع امامه وقال: هذه جمهوريتكم خذوها عني. انني اعلن استقالتي رداً على الجاهلية وسياسة العصابات التي تمسك بخناق لبنان وتكاد تقتله؟

هل كثير لو فعل هذا ليصفق له اللبنانيون بعدما صاروا في الاقامة الجبرية واستشرت قباحة قطع الطرق ودوس حرية الناس بالاقدام، وصار على الحبالى ان يلدن ابناءهن وسط الطريق المقطوع، في العراضة الانتخابية تلطياً وراء الجيش ورداً على "كفّ" الكورة واستشعاراً لانحسار شعبويات الغضب الساطع؟
تحية الى الجيش على بيانه القوي الواضح والشجاع والصريح، الذي اوضح انه ليس في حاجة الى من يقرع طبوله بالاعتصامات وقطع الطرق. وتحية ايضاً الى مروان شربل الذي يعاند المستحيل لإقامة الأمن وله هو ان يسأل عون ماذا تفعل؟ لا ان يسأله عون: ماذا فعلت؟!  

السابق
أغطية برتقالية فوق آليات الاحتلال
التالي
إنشقاق طلاس حقيقة أم خدعة؟