بلد التخبيص!

حالة البلد، وشؤونه وشجونه، تدفع المرء إلى حافة الجنون واليأس والإنفجار:
أصدقاء الجيش يقطعون الطرق وكذلك المحتجون عليه… أنصار الشيخ الأسير يقطعون الطرق وكذلك معارضوه… مياومو الكهرباء يقطعون الطرق وكذلك مناوئوهم. ناهيك عن الإضرابات والمظاهرات والإعتصامات والدعوات إلى العصيان المدني، هنا وهناك على امتداد الوطن، لألف سبب وقضية وردّة فعل!
الإعتداءات على لبنان تحصل بشكل شبه يومي على حدوده الجنوبية والشرقية والشمالية!
المعارضة معارضتان: معارضة «مرخيَّة» خارج الحكومة .. ومعارضة «شرسة» داخلها!
الخدمات الأساسية انعدمت، والفساد استشرى، وقلة الحياء وفلتان الشارع بلغ الزبى حتى طال رئيس الجمهورية حين احتجز في أزمة سير ناتجة عن قطع طريق.
الغلاء الفاحش افترس الناس في معيشتهم، والإحباط طغى على نفوسهم، والكآبة سيطرت على محيّاهم!
أزمات السير تضع السائقين في خانة «الخارج إلى الطرقات مفقود والعائد منها مولود»!
نار الفتنة تتفاقم وتقترب بخطورة من جميع «الخطوط الحمر»، ومؤسسات الدولة تتفكك بسرعة قياسية، وهيبة الدولة باتت في مهبّ الريح!
الأزمات تتلاحق بوتيرة متسارعة، والوضع الإقتصادي تراجع ووقع في مأزق لا سابق له، والوضع الأمني تدهور بحيث أن الناس باتوا يناشدون وزارة الداخلية: «دخيلكم رجّعولنا الشهر العادي وبلا الشهر الأمني»!
رحم الله الشاعر الساخر الصافي النجفي حين قال: «إنّا لفي زمن لفرط شذوذه… من لا يُجن به فليس بعاقل».
أخيراً .. وبمعزل عما سبق أذكركم بموضوع تشجيع «الموسم السياحي»!
 
 

السابق
سورية.. مستمرون في الحرب
التالي
روسيا اليوم … وسورية غداً