شربل: الوضع الأمني جيد ولن يكون هناك حرب رغم ما يحصل

افتتح لقاء المغتربين 2012 الذي نظمه المجلس الاغترابي اللبناني للاعمال، قبل ظهر اليوم في فندق "مونرو"، بمشاركة وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، وفي حضور حشد من المغتربين وممثلي المجتمع المدني.

فواز
واستهل اللقاء بكلمة ترحيبية لنائب رئيس المجلس الاغترابي اللبناني للاعمال فهيم الجميل، تحدث بعده رئيس المجلس الاغترابي اللبناني للاعمال الدكتور نسيب فواز الذي نقل عن وزير الداخلية ان "الوضع في لبنان جيد وليس هناك ما يخشاه المغتربون، ولكن الاعلام يضخم الاحداث".

ولفت فواز الى "أن نحو 250 مغتربا كان يفترض أن يشاركوا في المؤتمر، لكن نتيجة الوضع في لبنان ألغى 125 شخصا منهم حجوزاتهم"، مؤكدا استمرار اعمال المؤتمر رغم الاضطرار الى تعديل الكثير من النشاطات.

وتحدث عن أوضاع المغتربين اللبنانيين ومعاناتهم، مشيرا الى الدراسات والابحاث والمقترحات العديدة التي قدمت الى الرؤساء الثلاثة "لإيلاء المسألة الاغترابية الاهتمام الكامل، ولا سيما أنهم يشكلون قوة عددية هائلة وثروة بشرية لا يمكن الاستهانة بطاقاتها وقدراتها".

وقال "إن المغتربين اللبنانيين قادرون على أن يضخوا الدم الجديد، والفكر المتنور والآراء الحرة والطروحات المتقدمة في البرلمان اللبناني وفي مجلس الوزراء، وفي كل الحكومات والادارات والمؤسسات العامة كافة"، مطالبا بأن يتمثل المغتربون اللبنانيون بثلاثين نائبا في البرلمان (بمعدل خمسة نواب عن كل قارة)".

وأضاف: "نتطلع الى قانون انتخابي، وآلية انتخابية تضمن سنة 2013 ان يقترع كل اللبنانيين المغتربين الذين يحق لهم الانتخاب ضمن الاصول القانونية المعمول بها، لا ان يقتصر الانتخاب على اللبنانيين المغتربين الذين هم في المدن التي تكون فيها السفارات أو القنصليات، وهذه مشكلة أخرى ينبغي إدراكها والتنبه لها، وايجاد الحلول لها من الآن".

واقتراح أن تكون الانتخابات عن طريق الانترنت، وضمن آلية تضمن مواصفات اللبناني المسجل وفق الاصول، التي تسمح له بالانتخاب ليشارك من خلال ذلك كل المغتربين في هذا الحق، ولتكون الانتخابات والمشاركة من قبل المغتربين أقرب الى الواقع الصحيح".

وطالب بتعليم المغتربين اللغة العربية "التي أثبتت أنها رابط وطني ثقافي بين المغترب ووطنه الام، الى جانب علاقتها بالتقاليد والعادات في لبنان والبلاد العربية، وتنظيم جولات وزيارات للمسؤولين اللبنانيين الى دول الانتشار اللبناني لتفقد احوال الجاليات المنتشرة هناك وتفعيل علاقتها بلبنان، وايجاد الشروط القانونية المشجعة للمغتربين على المشاركة في المشاريع الاقتصادية في لبنان وتشجيع اقامة المؤتمرات والمخيمات الاغترابية المتنوعة على أرض لبنان، وتنظيم رحلات جوية الى لبنان بأسعار مخفضة للمغتربين مما يؤدي الى تعرف المتحدرين وخصوصا الاجيال الشابة الى وطن آبائهم وأجدادهم وتقوية علاقتهم به".

وشدد ضمن هذا الاطار على اقتراح المجلس الاغترابي بناء بيت المغترب اللبناني "والذي ينتظر موافقة الحكومة على تقديم قطعة ارض ملائمة لهذا المشروع الحيوي، وتكريم المبدعين من ابناء الانتشار في لبنان وانشاء مكتبة العالم اللبناني تضم مؤلفات المنتشرين وتراثهم الادبي والعلمي والاعلامي والفكري والفني، ودعم وسائل الاعلام الاغترابية الناطقة بالعربية وتزويدها المواد اللازمة لاعداد الاخبار او التحقيقات عن لبنان، وتقوية وسائل الاعلام الرسمي المرئية والمسوعة والمكتوبة والالكترونية لنصل الى بلدان الاغتراب واعداد برامج خاصة للمنتشرين تبث عبر القنوات الفضائية اللبنانية والصفحات الالكترونية".

ورأى "أن مسؤولية الدولة لا يمكن تجاهلها لجهة ضرورة انشاء وزارة للمغتربين تكون متوجهة للمغتربين فقط في عملها وتطلعاتها واهدافها، وان تعمل على انشاء بيت المغترب اللبناني، وتشكل بالتالي المرجعية الوحيدة الصالحة لكل مؤسسات الاغتراب في بلاد الانتشار اللبناني".

كذلك جدد المطالبة ب "البطاقة الاغترابية"، على ان يضع المجلس النيابي شروطه عليها، ضمن الاصول والقوانين المرعية، بحيث لا تجيز لحاملها حق الانتخاب، لكنها تمكن كل شخص من أصل لبناني ( من أب أو أم) أن يحصل عليها وتتيح له زيارة لبنان، وان يشتري الاراضي ويستثمر ويقيم المشاريع التجارية والصناعية.

شربل
ثم قال الوزير شربل: "يسعدني ويشرفني ان اتحدث اليكم بما يتجاوز موقف الدولة اللبنانية من التعاطي مع المغتربين بصفتهم زوار سياحة واصطياف ورجال أعمال، بل وايضا أصحاب حق في معرفة مصير بلدهم على الصعد كافة، حيث أشعر بأن الحديث معكم عن الامن الوطني ومن باب مسؤولياتي عن هذا الامن هو واجب لا يمكن ان تستثنيه علاقة الدولة بالمغتربين خاصة واننا نخوض صراعا يوميا لمواجهة التحديات الامنية والحفاظ على الحد المطلوب من الاستقرار في لحظة تعيش فيها منطقتنا المدى الابعد من المخاطر الحقيقية وعبور الامن المتفجر بسهولة من مكان الى آخر. لكن أستطيع ان اؤكد ان بما لدينا من الامكانات، وما نحمله من ارادة صلبة، استطعنا ان نقاوم كل محاولات دفع لبنان نحو الهاوية. ونعالج الحالات الامنية المستجدة بحكمة من موقع الملم بخلفياتها وتفاصيلها حتى لا تنزلق الاوضاع الى مستويات خطيرة لا تحمد عقباها.
وبالفعل، لقد شهد لبنان عبر تاريخه الكثير من الازمات الخطيرة، لكن في كل مرة كان الخلاص بالحوار، ولا شيء غير الحوار الذي يحصن الوحدة الوطنية وصيغة العيش المشترك اللذين من دونهما لا معنى للبنان".

وأضاف: "أظنكم تقدرون ان لبنان يتخذ كل الاجراءات للمحافظة على الاستقرار في بلد يواجه سجالات سياسية حادة وتحتضن أطرافه ملفات خلافية عدة، وبالرغم من ذلك ما زال لبنان عصيا على حزام النار من الداخل ومن الخارج، وهذه الحقيقة اعترفت بها الاطراف كافة ولا سيما الاطراف الدولية التي تتابع ما يجري في لبنان بشكل متواصل.
ان ما تقدمه الاجهزة الامنية في هذا المجال ولا سيما لجهة دورها الوطني الجامع وما تشكله من ضمان لوحدة لبنان وأمنه واستقراره، لا نطرحه على سبيل الاعتزاز به فقط، بل نقدمه لكم كرصيد تحملونه الى أهلنا في كل بقاع الاغتراب لتدعونهم باسم الدولة اللبناينة الى بلدهم الذي هو بأمس الحاجة اليهم في ظروفه، وهو ايضا يحتاج اليهم كي يساهموا المساهمة المطلوبة منهم في دعم اقتصاده والمساعدة في ايجاد فرص عمل للاجيال الصاعدة ولا سيما للخريجين الجدد لتجذيرهم في أرض الوطن".

وتابع: "لم يعد المغترب في نظر دولته مصدرا لتعزيز اقتصادها فقط، بل باتت الدولة تنظر الى ابنائها المنتشرين في أصقاع العالم، نظرة الأم المحبة، الساهرة على أوضاعهم، والمتابعة لمشاكلهم، والمتطلعة الى عودتهم بشغف، يبنون أسسها، ويساهمون في إعلاء شأنها وتطوير مؤسساتها.
وبالفعل، فقد وضعت الدولة اللبنانية مشاريع قوانين عدة تتعلق بالانتشار، منها وأهمها استعادة الجنسية، وقانون الانتخاب الذي منح المنتشرين حق الاقتراع في أماكن تواجدهم، عبر السفارات والقنصليات، وقد وضعت آلية متطورة لتمكينهم من المشاركة في اختيار من يريدون لتمثيلهم في الندوة البرلمانية، وهكذا بات كل لبناني في الانتشار يشعر بمواطنيته وبانتمائه الى وطن، كان وما زال، يملأ الدنيا ويشغل الناس.
لكم منا تحية محبة صادقة يعطرها أمل عودتكم الى وطنكم الذي يناديكم".

وفي معرض إجابته عن أسئلة المغتربين، أكد شربل في موضوع منح الام جنسيتها لأولادها أن هذا الموضوع تمت مناقشته في مجلس الوزراء، ووضع مشروع قانون لاستعادة الجنسية للمغتربين، لكن ذلك لم يأت بنتيجة".

وعن حل مشكلة الدراجات النارية، قال "إن هذه المسألة باتت الشغل الشاغل للجهات الامنية، لكن يدا وحدها لا تصفق"، لافتا الى توقيف 16372 دراجة نارية "ولكن يا للاسف ليس هناك تعاون بين الاجهزة ولا محاسبة، ولذلك نحن "نخبط وحدنا".

وأوضح أنه "إضافة الى الدراجات النارية، هناك اللوحات الاعلانية التي لا نرى فوضى مثيلة لها في أي دولة في العالم"، لافتا الى "أن لبنان جاء بعد الصومال في مسألة تنظيم اللوحات الاعلانية وفقا لتقرير الامم المتحدة".

وأشار الى "أن هناك احتقارا للقانون في لبنان، ولكن المؤسف أن الذي شرع القانون هو فوق القانون، ونحن في لبنان نختلف من أجل غيرنا، لكننا لم نختلف يوما من أجل إعادة بناء لبنان".

وعن جدية إقرار قانون انتخاب المغتربين في اماكن وجودهم، ومن يعرقل هذا المشروع، أجاب شربل: "لقد وضعنا قانونا عصريا حديثا هو قانون النسبية، ولكن حتى اليوم لم يناقش في مجلس الوزراء، والقانون الحالي لا يجعلنا مواطنين في لبنان ال 10400 كلم2، وانما يجعلنا ننتمي الى طوائف"، مشيرا الى وجود "7 أحزاب و7 طوائف تحكم لبنان، لم تنتج سوى نواب طائفيين وحزبيين، فحتى اليوم ليس هناك نائب غير طائفي وغير عقائدي وغير دستوري".

وحمل شربل الديموقراطية التوافقية وزر عدم التوصل الى اتفاق على قانون للانتخاب. وقال: "لقد وضعت آلية لانتخاب المغتربين في الخارج رغم وجود صعوبات كثيرة، لكننا مصرون على خوض هذه التجربة"، موضحا "أن الضغط في اتجاه إقرار آلية انتخاب المغتربين يجب أن يحصل عند مناقشة القانون في مجلس النواب، وأي عملية انتخابية من دون تعديل انتخاب المغتربين في الخارج لن تكون نافعة".

وسئل عن العلاقة بين وزارة الخارجية والمغتربين، فرأى "أن مسؤولية هذا الامر يتحملها السفراء والقناصل في الخارج"، مشددا على أهمية تعليم ابناء المغتربين اللغة العربية "نظرا الى هميتها وللتواصل مع الوطن الام"، ومتمنيا على المغتربين "ألا يتحدثوا إلا اللغة العربية".

وعن أسباب عدم فتح طريق صيدا حتى اليوم قال: "نحن نعالج الامر بحكمة، ويمكننا إزالة الاعتصام بثلاث ثوان، ولكن ماذا يحصل بعدها؟ نحن نتحمل كل الامور، ونحن نعيش وضعا صعبا في المنطقة، وما يحصل في سوريا يؤثر علينا، والدولة اللبنانية تعالج الامور بحكمة، فمن قطعوا الطرق في بيروت لم نواجههم، لكننا نلاحقهم اليوم، وقد أوقفنا 400 شخص حتى الآن ممن أقفلوا الطرق".

وأضاف: "أفضل أن تقطع الطريق أربع ساعات على ان افتحها بخمس دقائق".

وسئل عن منح المرأة كوتا في قانون الانتخاب، فأكد "أن المرأة تلعب دورا مهما اكثر من الرجل، وقد بدأنا في الاجهزة الامنية بإظهار ذلك من خلال ادخال 650 فتاة نجحن"، مؤكدا "أن المرأة هي التي ستبني البلد، ولقد جربنا الرجل ولم ننجح".

وردا على سؤال عن الوضع الامني، طمأن شربل الى أنه "جيد ومستقر ومريح، ولن يكون هناك حرب رغم كل ما يحصل، ونطمح الى أن يكون الوضع أفضل".

وقال: "إذا لم يكن هناك أمن فلن يكون هناك إنماء، والعكس صحيح. ورغم الانقسام السياسي نحن أفضل من غيرنا، والمعادلة السياسية القائمة تساعدنا في ضبط الارض".

ودعا شربل المغتربين الى "إقامة ندوات ونشاطات تضم كل المغتربين من كل الطوائف، يكون عنوانها محبة لبنان وتتفرع منها أمور كثيرة"، متمنيا "أن يحضر كل السياسيين هذه الاجتماعات ويستمعوا الى مطالب المغتربين".  

السابق
حل حركة شيعية معارضة في البحرين
التالي
مستشار رئيس الحكومة استطلع الوضع من فاعليات صيدا