عن حرب إقليمية واحتمالاتها

التصعيد السياسي والعسكري الذي يرافق التطورات الدموية والمدمرة في سوريا، يوحي كأن حربا اقليمية – دولية تتهيأ لتقرع طبولها على حين غرة. ولكن ليس غدا. وليس قبل اشهر.
من ايران، مرورا باسرائيل، بلوغا اميركا. مع حفظ هامش كبير لتركيا، وهامش مماثل لسوريا. ومن يدري اي دور قد يعطى لحلف شمال الاطلسي في هذه السيناريوات التي لا يجرؤ حتى الجنرالات وخبراء الحروب على الخوض في غمار تفاصيلها، ونتائجها وذيولها.
تتوالى التحليلات المسندة الى مقربين ومطلعين، والتي تتحدث عن احتمالات المواجهة مع ا يران ومع سوريا في آن واحد، او مع الثانية دون الاولى، او مع الاولى بعد ان يكون الوضع في الثانية قد ادركته ساعة الحسم.
على اية اسس، ووفق اية معايير تبنى هذه التقديرات؟
بعض "الاسرار" الصحافية، حيث تشير صحيفة "النيويورك تايمز" الى ان "اميركا نقلت سرا تعزيزات عسكرية الى الخليج" مثلا. بعض المعلومات المثيرة التي وزعتها طهران خلال الساعات الماضية عن مناوراتها الحربجية المتطورة جدا. وبأسلحة ستفاجئ العالم. وبأحجام ذات طاقات تدميرية هائلة. الى مراوحة المساعي السلمية والمبادرات العربية والدولية مكانها بالنسبة الى الحرب السورية.
ثم المفاجآت الايجابية التي اهدتها الجمهورية الثانية في مصر الى المصريين والعرب والعالم، والتي من شأنها ان تدخل تغييرات في كثير من المعادلات.
والى غير ذلك من علامات ومؤشرات يتصل بعضها بلبنان والنجاح النسبي لسياسة النأي بالنفس.
انما مع التوقف والتأمل عند "المقاطعة" العربية لموسم الاصطياف والسياحة في الربوع الغناء، وبالاجماع. وللمرة الاولى منذ اتفاق الطائف وتسلُّم الوصاية السورية زمام الامور في البلد القاصر، الذي قال الرئيس الياس الهراوي في شعوبه أنها لم تبلغ سن الرشد بعد.
أو لن تبلغ سن الرشد. او محال أن تبلغ وتنضج. او من رابع المستحيلات ان تتمكن من حكم نفسها بنفسها، من دون مفوض سامٍ، او انتداب، او احتلال، او رعاية اي دولة صديقة شقيقة رقيقة… ولو من بعيد لبعيد حبّيتك.
وفي الداخل اللبناني، في الانقسامات العميقة بين مختلف الفئات والطوائف والمذاهب والدويلات والمخيمات، ما يسهل السبل ويوفر العوامل التي تطيح فرصة النأي والنائين، وتدفع بالوضع المهترئ الى المجهول، وفي لحظة خاطفة.
وما دام رعد القصف برا وجوا يدوّي في المدن و القرى السورية، فان الحدود المشتركة بين البلدين الشقيقين ستبقى عرضة لغزوات وعمليات خطف، او ما هو اعظم وافظع.
وستظل الابواب مشرعة امام شتى الاحتمالات. فاحترزوا. 
 

السابق
إعادة تشريح جثة طفلة
التالي
ترسيخ الإستقرار