25 ايار..تحرير لم يدرك كل أبنائه قيمة ما تحقق على أرضه ؟!

في 25 أيار العام 2000 نجحت المقاومة في تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الصهيوني فكسرت معادلة حرص قادة الكيان الغاصب على حمايتها لخمسين عاما بعد ان تولى وضعها المؤسس دايفيد بن غوريون، معادلة أن إسرائيل تبدأ بالزوال عن خارطة الشرق الأوسط يوم تجبر على مغادرة اي قطعة ارض إحتلتها بالقوة من دون تفاوض ومن دون أن تحقق هدفا سياسيا كبيرا من خلال سحب جيشها.

اليوم عيد، يحتفل به لبنان الرسمي والشعبي. ويقيم حزب الله احتفالا مركزياً في بنت جبيل يلقي خلاله الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله كلمة بالمناسبة. وأقيم أمس احتفال عسكري رمزي في باحة وزارة الدفاع الوطني في اليرزة، حضره رئيس الأركان اللواء الركن وليد سلمان ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي. واقيمت احتفالات اخرى في قيادات المناطق والمعاهد والمدارس والقوات الجوية والبحرية وسائر الوحدات الكبرى.

في عيد المقاومة والتحرير سقطت معادلة بن غوريون بعدما كابر قادة الكيان خمسة عشر عاما منذ انسحابهم العام 1985 إلى نهر الأولي وكتب يومها إيهودا باراك صاحب قرار الانسحاب في العام 2000 والذي كان يومها رئيسا لأركان جيش العدو يقول في مقالته الشهيرة لصحيفة هآرتس "إن الانسحاب الجزئي هو انسحاب كامل مع وقف التنفيذ لأن العناصر التي صنعت قرار الانسحاب الجزئي ستتكفل بصناعة قرار الانسحاب الشامل وأهمها استراتيجيا عجز إسرائيل عن كسر قاعدة ارتكاز المقاومة".

حينها كتبت كوندوليزا رايس وهي تستعد لتسلم منصب مستشار الأمن القومي في إدارة جورج بوش الإبن تقول في افتتاحية النويورك تايمز "إن تحولا استراتيجيا يجري على إيقاع ما جرى في جنوب لبنان عام 2000، فقد بدأ معه ربيع عربي يهدد وجود اسرائيل ويذكرنا ان الحكومات الحليفة لنا ستلقى مصير نظام شاه إيران".

هذا اليوم مهد لتكسير رماح حروب صناعة شرق أوسط جديد كما بشرت رايس في تموز 2006 وكما اعترفت وثيقة بايكر هاميلتون الشهيرة خريف العام نفسه، وتكسرت معها قوة ردع الكيان الإحتياطي المزروع كثكنة لنخبة النخبة في جيوش الغرب فوق أرض فلسطين ووقف موشي أرينز في مؤتمر هيرتسيليا نيسان 2007 يقول « لقد عدنا إلى المربع الأول عام 1948 لكننا بتنا دولة وشعبا وجيشا نبحث عن نصر بلا دماء ومثلنا الغرب كله والشرق يواجهنا بما لم نحسب له الحساب فالمعادلة قد انقلبت منذ العام 2005 في لبنان والخط البياني يبدو غير قابل للتعديل.

ها هو لبنان الذي غيّر العالم في يومه هذا الذي وصفه هوغو تشافيز عام 2006 في خطابه الاستنهاضي لقادة الحركة البوليفارية الثورية في اميركا اللاتينية أنه "منحنا الثقة بقدرة الفقراء على تحقيق النصر على الطغاة والمستعمرين" يبدو هذا اللبنان أقرب لمقولة النائب المعارض في مجلس العموم البريطاني جورج غالاوي الذي قال عام 2008 "لقد تعبت عام 67 لإقناع الحكام العرب أن بلادهم هزمت لكنني تعبت أكثر في 2006 لإقناع الرئيس فؤاد السنيورة أن بلده انتصر".

كم عام يمرّ هذا اليوم على هذا الـ"لبنان" ونقف مدهوشين انه لم يدرك كل أبنائه قيمة ما تحقق على أرضه ذات يوم! وقبل أن يعرف سياسيوه كيف يرفعون رؤوسهم فخراً بما أنجز!.

كل عيد ولبنان بخير
                                                                                 

السابق
فنانو مصر لم يصوتوا لأي من المرشحين الاسلاميين ..
التالي
الصحة العالمية تحذر من انتشار شلل الاطفال