السفير: الوعد الصادق يعيد الضاحية أجمل مما كانت

في الحادي عشر من أيار 2012، عادت الضاحية أقوى مما كانت وأجمل مما ولدت، على مر أزمانها وأجيالها، المقيمين والزاحفين اليها من أحزمة بؤس وفقر حزينة، جنوبا وبقاعا، ومن أحزمة بؤس بيروتية دمرت في زمن الحرب الغابرة.
في الحادي عشر من أيار 2012، أطلت الضاحية الجنوبية لبيروت، بهية، نوّارة، مشرقة، ليلها مثل صبحها، وناسها هم الذين صمدوا حتى النصر. تغيرت بناياتهم وشوارعهم وشققهم، ولكنهم ظلوا كما هم، بطيبتهم وسجيتهم وعنفوانهم وكرامتهم.
في الحادي عشر من أيار 2012، التقى عيد العودة الى الضاحية بعيد التحرير الوطني الكبير. تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي. عيد يحتفل به لبنان واللبنانيون في الخامس والعشرين من ايار، ويطل خلاله مجددا الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، وهذه المرة من بنت جبيل، من ساحة تقع بين صف الهوا و«مربع التحرير»، ليعيد تأكيد المؤكد من المعادلات الإستراتيجية وإطلاق مفاجآت صار الإسرائيلي مدمنا عليها الى حد الغيرة من «أهل المفاجآت».
سليمان: الحكومة
هي أفضل الممكن
أمس، كان موعد السيد نصر الله، مع عشرات الآلاف ممن احتشدوا تحت راية المقاومة. المقاومة التي رفعت رأسهم ورفعوا اسمها وعلمها
وشكلوا حبر دمها، بشهدائهم وجرحاهم ومسيرات نزوحهم المتكررة، بحاراتهم وشققهم المشلعة وبيوتهم التي ظنوا أنهم لن يعودوا إليها أبدا.
في الرابع عشر من آب 2006، يوم دخل هؤلاء ضاحيتهم الجنوبية، ظنوا أنهم في ساحة من ساحات حرب عالمية جرت في زمن آخر وأمكنة أخرى. هالهم الدمار وهالهم أن يعيدوا الإعمار، لكن إرادتهم ومعهم من وعدهم، كانت أقوى، فإذا بالوعد يصبح أجمل الوعود والحقائق.. وإذا بالموعد يصبح أجمل الساحات.
في الحادي عشر من أيار، تجدد الموعد في حارة حريك، وتحديدا في «المربع الأمني الأول» في باحة شورى «حزب الله» سابقا. أطل عليهم «السيد» مهنئا، بداية وختاما، ولم يفوت المناسبة لإطلاق سلسلة مواقف سياسية داخلية، التقت في جزء منها مع اعلان رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمام زواره أنه متمسك بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، أيا كان القانون الانتخابي ولو أنه يفضل النسبية على ما عداها، ونفى وجود أي توجه لتغيير الحكومة الحالية، وقال ان هذه الحكومة هي حكومة أفضل الممكن في الظروف الحالية، مشددا على ضرورة ايجاد مخرج للإنفاق المالي وللتعيينات الادارية والقضائية، وجدد تمسكه بموقفه من موضوع رفض توقيع مشروع قانون الإنفاق بمرسوم، وقال ان الصرف الاستباقي غير قانوني.
وأعرب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال لقاء حواري مع المشاركين في «منتدى الاقتصاد والاعمال» في فندق «فينيسيا»، امس، عن أمله في أن يتم «تجاوز الثغرات القائمة في العمل الحكومي حتى موعد الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء الأربعاء المقبل»، مؤكدًا ان الأمور العالقة ستحلّ، من دون ان يحدد ملامح الحل، وقال «إننا محكومون في النهاية بإيجاد حلّ لمســألة الإنفاق.. والحلّ الأفضل أن تكون الحكومة قوية وتسعى الى خدمة البلد».
نصر الله: الانتخابات في موعدها
بدوره، قال السيد نصر الله، ان «حزب الله» يؤيد اجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وتجاهل الواقع الحكومي، وأعلن أن «حزب الله» «مع النسبية ولبنان دائرة انتخابية واحدة»، مشددا على اهمية الانتخابات وقانونها لكنه اشار الى أن «الأمر يحتاج الى طول بال ودراسة والوقت ليس داهما مع أنه يبدو أن الانتخابات النيابية في لبنان قد بدأت منذ الآن».
وتمنى نصر الله على الأفرقاء اللبنانيين «ألا يغلقوا أبوابهم في موضوع القانون الانتخابي»، مؤكدا أن «أي قانون اعتمد لن يؤثر على حصة «حزب الله» ولكن بالرغم من أننا حزب كبير ومن مصلحتنا نظام أكثري إلا أنه على المستوى الوطني، النظام النسبي هو الأفضل ويلغي الأحادية في الطوائف والمناطق»، لافتا إلى «أن 35 في المئة من الناخبين السنة منحوا أصواتهم للخط المعارض في العام 2009 في أسوأ الظروف».
وتوجه نصر الله للرئيس سعد الحريري بالقول: «لا تريدون انتخابات في ظل السلاح يعني لا تريدون انتخابات؟ لأن السلاح باق»، متسائلا: إذا أردت أن أفرض لائحة انتخابية، هل سأفرضها بصاروخ «زلزال»؟. وتوجه الى «تيار المستقبل» وحلفائه من دون ان يسميهم قائلا: «اذا اردنا الذهاب الى انتخابات، يجب ان نتجنب التحريض الذي يؤدي الى فلتان الوضع الامني».
أما في موضوع التحريض الطائفي والمذهبي على خلفية أحداث 7 أيار، فقال نصر الله ان الشبكة السلكية التي قررت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة تفكيكها في الخامس من ايار «بقيت والفتنة سقطت»، متسائلا «لمصلحة من اتخذت الحكومة قرارا في 5 أيار بضرب أهم سلاح في المقاومة؟».
وإذ أشار إلى أن لبنان لا يزال في دائرة الخطر الإسرائيلي كما كل المنطقة، توجه إلى الإسرائيليين قائلا ان «كل مبنى يقصف في الضاحية الجنوبية سنقصف مقابله مباني في تل أبيب. فقد انتهى الزمن الذي نخرج فيه من بيوتنا ولا يخرجون هم من بيوتهم التي بنوها على الاغتصاب. لقد جاء الزمن الذي سنبقى فيه وهم إلى زوال».
وكشف أنه «في العام 2006 كنا نستطيع ضرب تل أببب ولكننا تريثنا حماية لبيروت. واليوم لسنا فقط قادرين على ضرب تل أبيب كمدينة، بل يمكننا ضرب أي هدف محدد على مساحة كل فلسطين المحتلة».
وعلق نصر الله على التفجيرات الارهابية في سوريا قائلا، «يريدون تدمير سوريا للتخلص من الداعم الأساسي للمقاومة في لبنان وفلسطين. والأيدي نفسها التي عبثت بالعراق هي نفسها تريد تدمير سوريا»، متسائلا «كيف يمكن لنظام أن يفجر مراكز الاستخبارات الخاصة به؟».
وتوجه نصر الله إلى الشعب السوري قائلا «أمامكم خياران اما الاصلاح السياسي والمشاركة وإما تدمير سوريا على طريقة ما شهدناه في اليومين الماضيين».
أما في الموضوع الفلسطيني، فناشد نصر الله الحكومات والشعوب العربية الوقوف وقفة حقيقية أمام الأسرى في السجون الإسرائيلية ودعاهم إلى العمل على إعادة إعمار بيوت غزة، منبها من تحويل الفلسطينيين في لبنان إلى جالية خدمة للعدو الإسرائيلي.
وفي الشأن البحريني، رأى «أن الحراك السلمي في البحرين أحرج سلطة آل خليفة»، مشيرا إلى أن السلطة في البحرين تعمل على دفع الأمور إلى مواجهة مسلحة .

السابق
تفجيرا دمشق والمسؤولية..
التالي
لأن السياسيين لا يركبون السرفيس