يا أعداء رغيفنا

شكرا لكم على ما فعلتم برغيف خبزنا. لم يبق شيء بمنأى عن عبثكم حتى هذا الرغيف اليتيم.
ما أشقانا بكم.
أضاقت عليكم الدنيا بما وسعت من سرقاتكم واختلاساتكم وألاعيبكم الشيطانية حتى اعتديتم على رغيفنا؟ أسُدّت مغارات اللصوصية بوجهكم حتى جئتم إلى خبزنا تسرقون منه حبة البركة الأخيرة؟
أي رغيف تركتم لنا ولأبنائنا؟
رغيف بهزالة مبادئكم، وبخفّة أيديكم، وبفراغ أرواحكم؟ أم رغيف يتلاعب به الهواء من فرط جوعه كما تتلاعب بكم رياح السياسة الدولية من فرط جوعكم؟
ما أشقى خبزنا وما أشقانا بكم.
إنْ لم تستح فاصنع ما شئت! فهنيئا لكم ما صنعتم بلقمتنا بعد أن جعلتمونا نغمّسها طويلا في طعام فاسد كي نموت غافلين عن موتنا ونحن نكابد الحياة كي نبقى على هامش قيدها بعد أن ابتلعتم المتن كله.
أنقصتم من وزن رغيفنا حتى صار شبحا لا يُسمِن ولا يُغني من جوع. صار شيئا غريبا بلا طعم أو لون أو رائحة. صار شيئا يستحي به الكبار على المائدة ويتذمّر منه الصغار حين يتفتّت بين أيديهم فيضطرون إلى رمي سندويشاتهم في سلة المهملات.
لو إنّ رغيفنا من تراب، لكان أشهى وأنقى وأكثر خيرا.
فماذا نحن آكلون؟
تُحدِّثوننا عن المقاومة، فأين مقاومة الرغيف كي يبقى الخبز وطننا؟
وتحدِّثوننا عن المستقبل، فأي مستقبل تركتم لرغيف أولادنا؟
وتثرثرون كثيرا عن الإصلاح، فأي إصلاح هذا الذي سلب الرغيف من أفواهنا؟
يا أعداء رغيفنا الأشدّاء خبز سياساتكم لا يُشبِعنا ولا يسدُّ جوعنا لوطن نتربّع فيه دون أنْ تُقطّع أيدينا وأرجلنا.
خبز سياساتكم الآتي من أفران الخارج يُسمِّم خلايانا ويقتل خبزنا.
ما عسانا نقول؟
لكم رغيفكم.. ولنا رغيفنا الأسير في سجون أطماعكم!

السابق
مسرح لرقصة الموت؟
التالي
الجنرال كل الحملات تؤدّي إلى الانتخابات