النهار: مشاورات انتخابية لسليمان والتشكيلات الديبلوماسية على نار حامية

مع ان ادراج موضوع اقتراع المغتربين وغير المقيمين في لبنان على جدول أعمال مجلس الوزراء في جلسته غداً في قصر بعبدا سيشكل الاختبار الاجرائي الأول للحكومة في مقاربة الاستحقاق الانتخابي سنة 2013، بدا من المستبعد تماماً ان يساهم طرح هذا البند في إثارة ملف قانون الانتخاب داخل الحكومة في وقت قريب.

وأكدت مصادر وزارية مطلعة لنا ان لا خلافات بين القوى الحكومية على موضوع اقتراع المغتربين باعتبار انه بند ملزم قانوناً ومدرج في نص قانون الانتخاب القائم (قانون 2008) الذي أجريت على اساسه انتخابات 2009، والذي لحظ بداية تطبيق عمليات اقتراع المغتربين سنة 2013. واستبعدت تالياً عدم اقرار المبدأ، لكنها لفتت الى ان هذا الأمر سيرتب على الحكومة مواجهة تعقيدات الآلية الاجرائية لتمكين المغتربين من الاقتراع، وهو الأمر الذي أملى التعجيل في فتح ملف التشكيلات الديبلوماسية الذي يبدو انه وضع على نار حامية لاصدارها في مهلة قصيرة لا تتعدى نهاية الشهر الجاري. واضافت ان قانون الانتخاب على أهميته وضرورة مواجهة استحقاق إقراره في وقت غير بعيد، لا يبدو سهل المنال، خصوصاً ان القوى الحكومية نفسها تبدو بعيدة جداً عن التوافق على مشروع وزير الداخلية مروان شربل، فضلاً عن الانقسام السياسي الحاد في البلاد الذي يحول دون توقّع قيام أي حوار وشيك حول هذا الملف، خصوصاً أن النتائج السياسية التي افضت اليها جلسة المناقشة العامة في مجلس النواب الاسبوع الماضي رفعت سقف التوتر السياسي في البلاد وزادت وتيرة السجالات والانقسامات.

في غضون ذلك، أدرجت أوساط رئيس الجمهورية ميشال سليمان اجتماعه أمس بوزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور في إطار حث الأخير على إنجاز التشكيلات الديبلوماسية وملء الشواغر في السفارات والقنصليات كي تقوم بدورها في ملاقاة استحقاق انتخابات سنة 2013. وأوضحت هذه الأوساط لـ"النهار" ان الرئيس سليمان سيبدأ مشاورات مع القيادات والفاعليات السياسية تهدف الى تكوين اقتناعات حول قانون الانتخاب وسيكون موضوع النسبيّة أحد خياراته المفضلة في النقاش السياسي.

وأفادت مصادر مطلعة أن الرئيس سليمان ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي ينتظران مشروعاً نهائياً للتشكيلات الديبلوماسية من شأنه ملء مراكز تناهز الـ39 لتعيين سفراء فيها، علماً أن هذا العدد مرشح للازدياد في الأشهر المقبلة مع إحالة عدد جديد من السفراء على التقاعد لبلوغهم السن القانونية. وأشارت الى أن ثمة عقبات لا تزال قائمة في طريق تعيين سفراء في عدد من دول الخليج، كما أن ثمة عقداً مماثلة تواجه التعيينات في أكثر من سفارة أوروبية. ولفتت الى أن ميقاتي كان قد أوحى أمام عدد من زواره المعنيين بهذا الملف، بأن تشكيلات السفراء ستبت في نهاية نيسان الجاري ما لم يطرأ ما يعرقلها. وذكرت أن مجلس الخدمة المدنية وافق على تصنيف 12 مستشاراً سفراء كما ان سكرتيرين سيعينون قائمين بالأعمال في عدد كبير من السفارات.
أما على صعيد المناخ السياسي، فبرز أمس تطوران تمثل الأول في إطلاق قوى 14 آذار آلية مشاورات من أجل التعجيل في وضع الآلية التنظيمية الجديدة لهذه القوى موضع التوافق والتنفيذ، فيما تمثل الثاني في الزيارة التي يقوم بها رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط للمملكة العربية السعودية.
وعقد اجتماع مساء أمس بين الرئيس فؤاد السنيورة ووفد من قيادة قوى 14 آذار تركز على تطوير الاطر التنظيمية لتحالف هذه القوى في الفترة المقبلة. وعلمنا أن البحث تناول وضع اللمسات على المسار التنظيمي للمجلس الوطني على ان تتكثف الاجتماعات بين القوى المعنية في المرحلة المقبلة. وقال أحد أعضاء اللجنة الثلاثية المكلفة تولي المشاورات النائب السابق الياس عطاالله لنا ان "الاجتماع تركز على تطوير قوى 14 آذار لمواكبة المرحلة المقبلة، وكانت وجهات النظر متطابقة في موضوع المجلس الوطني وأسس تكوينه وأهدافه". واضاف: "اننا، اللجنة الثلاثية، طلبنا الاجتماع بالرئيس السنيورة لعرض المشروع الذي يلقى ترحيبا متزايدا بعدما لمس الجميع مدى الحاجة اليه". وأوضح أن اللجنة التي تضمه الى النائبين مروان حماده ودوري شمعون ستجتمع اليوم مع قيادة حزب الكتائب ولاحقا مع قيادة حزب "القوات اللبنانية"، متوقعا أن يعقد "المجلس الوطني" اجتماعه الاول في غضون شهر.
وأقيم مساء أمس في "بيت الوسط" عشاء وداعي على شرف السفير الفرنسي دوني بييتون حضره الرئيس السنيورة ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والنائب حماده والوزير السابق محمد شطح والسيد نادر الحريري. وأجرى الرئيس سعد الحريري الموجود في الرياض اتصالا هاتفيا بالسفير بييتون وشكر له ما قام به في خدمة لبنان في اطار العلاقات الفرنسية – اللبنانية المتينة.

أما بالنسبة الى زيارة جنبلاط للسعودية، فتوقعت مصادر معنية ان يجتمع اليوم في الرياض مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل.
في غضون ذلك، أفادت مصادر بارزة في "تيار المستقبل" انه "ليس صحيحا على الاطلاق ان ثمة اقتراحا من التيار لتسمية الرئيس ميقاتي رئيسا لحكومة حيادية تشرف على الانتخابات". وقالت: "هذا غير وارد وخصوصا عندما يتهم تيار المستقبل ان من يشرف على حكومة الاغتيال الجسدي لن يكون بعيدا من حكومة الاغتيال السياسي".
وفي المقابل، قالت أوساط الرئيس ميقاتي تعليقا على اعلان النائب مكاري أمس ان ميقاتي غير مطروح لرئاسة الحكومة الحيادية، ان "الموضوع غير مطروح أساسا ولسنا معنيين به أبدا والمهم بعد تجديد الثقة بالحكومة في مجلس النواب الانصراف الى تفعيل عملها".

التحقيقات في معراب
في مجال آخر، أبلغتنا أوساط في قوى 14 آذار ان المراجع الامنية ستعلن خلال الساعات المقبلة نتائج التحقيقات التي أجريت في محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب.
وقالت ان اعلان نتائج التحقيقات هذه سيقفل نهائيا أبواب الحديث عن "إطلاق نار" بدل "محاولة اغتيال"، في اشارة الى تعبير استخدمه رئيس الجمهورية ميشال سليمان لدى تناوله هذه المسألة، مما أثار أسئلة عن خلفيات هذا الموقف لدى حزب "القوات" وحلفائه في قوى 14 آذار.

التفجير الرابع
على صعيد أمني آخر، بلغت حصيلة التفجير الذي استهدف فجر الاثنين مطعم "نوشن" في صور سبعة جرحى معظمهم من عمال المطعم. وقدرت زنة العبوة التي انفجرت في المصعد بما بين كيلوغرامين وثلاثة كيلوغرامات. وتردد أن كاميرا للمراقبة التقطت صورة شخص يدخل المبنى بسرعة ويخرج منه قبيل الانفجار الذي يعتبر الرابع يستهدف مطاعم في المدينة.

السابق
السجال الطائفي
التالي
الاخبار: البواخر: القوات تطلـب التحقيق والعونيّون يرونه هرطقة