قبلان: نريد ان يكون الحكام في لبنان منصفين

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة شرح قوله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هى أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين"،
فقال: "ان الدعوة الإسلامية كانت ولا تزال تسير سيرا مستقيما فنتحرك بإرادة من الله تعالى وتوفيقه، فالإسلام دين السلام والإيمان والمحبة والوئام، فهو دين الخير واليمن والبركة، وعلينا في أيام المحن والمشاكل والنوائب والعثرات ان نعود إلى الأصالة والجذور الإسلامية التي انطلق منها النبي فنتحرك من موقع الحكمة والدعوة الصالحة مما يحتم علينا ان نتأسى بالنبي ونعمل عمله فنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، فعندما تخلينا عن المنكر فإننا ابتلينا بالمصائب والنكبات. لذلك علينا ان نعود إلى أصالتنا الإسلامية لان الإسلام يجمع كل الأديان من آدم إلى محمد حتى ظهور الإمام المهدي. لذلك علينا ان نتحرك في الاتجاه الصحيح فنبتعد عن الغلظة والمنكرات والإثم ولا سيما ان الإسلام نوراني واضح لا لبس فيه مما يستدعي ان نعمل بتعاليم الإسلام ونبتعد عن كل منكر وإثم فنسلك الطريق المستقيم الذي رسمه لنا الإسلام باعتباره دين الحق والمتمم لكل الأديان فهو ميزان يجسد الاستقامة فهو سبيل الخلاص وطريق الحق الذي لا لبس فيه ولا شبهة تحوم حوله، وعلى كل الأمم والشعوب ان تتقي الله حق تقاته فيبتعد الجميع عن الظلم والباطل والمنكر والإثم والعدوان فيعود المسلمون إلى الحق والاعتدال والصواب ويلتزموا تعاليم الدين لأننا في حاجة إلى الدعوة إلى الله تعالى والتمسك بأحكام الإسلام التي شملت كل شيء. فالإسلام نور وضياء وحق يحتم إتباعه واجتناب كل المحرمات والمنكرات فلا يجوز ان نتعامل مع المحرمات باعتبارها حلالا، فالإسلام دين قويم وعمل مستقيم وخلق رفيع وهو حق وصدق وعدل، وعلى المسلمين ان يتمسكوا بإسلامهم ويبتعدوا عن كل باطل ومنكر ليكونوا قدوة يشار اليهم بالبنان باعتبارهم متبعين للحق مجسدين للاستقامة".

واستنكر التفجيرات والقتل وأعمال العنف في حق الأبرياء، وقال: "ما يجري من تفجيرات إرهابية في العراق يشوه سمعة المسلمين والمؤمنين لأنها أعمال بعيدة عن الحقيقة والصلاح والاستقامة فهذه التفجيرات تقتل الأبرياء ولا تريد الخير للأمة وعلى الذين يرتكبون الشر بقتلهم للأبرياء من دون وجه حق إن يتقوا الله بعباده ويعودوا إلى جادة الصواب بتركهم الإجرام والإرهاب والقتل، وعلى الجميع ان يعلموا ان الإسلام بريء من كل ظلم وإرهاب واعتداء، لأن الإسلام أمر باحترام الإنسان وعدم الإساءة إليه لأنه دين المحافظة على الإنسان سواء أكان مسلما او غير مسلم بعيدا أو قريبا من الإسلام. فالإسلام ميزان للاصلاح والصلاح ولا يجوز بأي شكل هتك حرمة الإنسان والاعتداء عليه. ولينظر الجميع الى من سبقهم من الحكام الظالمين الذين عاثوا في الارض فسادا وقتلا فيتعظوا من مصير الذين اعتدوا على الابرياء، وعلى أهل العراق ان يتصدوا للفتن والمنكرات وعلى من يدعم الفساد والإفساد والإرهاب ان يرتدع عن إجرامه ومنكره وانحرافاته، لان الإنسان أفضل مخلوقات الله والله سبحانه لا يغفر قتل الإنسان من دون وجه حق كما لا يغفر الشرك به. وعلينا ان نكون من أهل التقوى والايمان بعيدين عن كل ما يشوه سمعة الإسلام والمسلمين لان الإسلام دين القيم والإنسانية وعلينا ان نحافظ عليه بمحافظتنا على كل إنسان مظلوم في الدنيا. وعلينا ان نعمق الوحدة والتعاون بين الناس ونبتعد عن كل إثم وعدوان. وليعلم الجميع ان بقاء الحال من المحال فكل شيء زائل مما يحتم ان نتعامل مع الناس معاملة صادقة وإنسانية".

وناشد المسلمين "الابتعاد عن التعصب والإرهاب والتكفير والقتل غير المبرر وليتذكر الجميع بأن الإمام موسى الصدر جاء إلى لبنان رحمة وبركة وخيرا على كل اللبنانيين، فالإمام الصدر فتح صفحة بيضاء ليتعاون مع الجميع على البر والخير والصلاح ولكن المؤامرة غيبته".

وتساءل: "لماذا ظلم شعب البحرين واعتقال أعضاء المعارضة وتعذيبهم في السجون لانهم يطالبون بالإصلاح ويعملون لوحدة البحرين واستقرارها وصلاحها ليكون بلدهم في خط الاستقامة. ونستنكر التفجيرات في سوريا التي لا تحقق الإصلاح لان الإصلاح لا يكون بالتفجيرات والعنف والتعديات فالإصلاح يتحقق بالتفاهم والحوار، وعلى المعارضة ان تكون عاقلة بعيدة عن كل ظلم ومنكر وغضاضة ويعود الجميع إلى الحوار لحل المشاكل في سوريا. إن بلادنا تعيش الخطر وعلينا ان نتسلح بالإيمان والورع والتقوى فنكون كراما معتدلين في تعاملنا. فما يجري ايضا في السودان لا يبشر بالخير وعلى أهل السودان ان يكونوا عقلاء في حل مشاكلهم بعيدا عن الفتك والاعتداء".

وطالب السياسيين في لبنان ب"الابتعاد عن الظلم والحقد فلا ينزلقون في مزالق أهل الهوى ويبتعدون عن المنكرات، ولقد لاحظنا خلال مناقشات مجلس النواب ان الرئيس بري كان حكيما وعاقلا ومتوازنا يعمل لمصلحة الجميع، وعلى النواب ان يكونوا عند حسن ظن الشعب الذي يمثلونه فيبتعدوا عن كل شر ومنكر فيكون الخطاب عاقلا معتدلا متوازنا فيعطوا الناس حقوقها ويبتعدوا عن التهم والمشاكسات والمناكفات، فيكون النواب في وعي دائم لما يجري ويعملون لمصلحة الناس لاننا نريد ان يكون الحكام في لبنان منصفين رشيدين معتدلين يصوبون المسار، يبعدون الناس عن الهموم والفتن لاننا نريد ان يكون لبنان جوهرة الشرق متعاونا مع العرب بالخير والمعروف فيكون السياسيون عاملين للخير متعاونين على الخير بعيدين عن الشر فيكونون مع الله ليكون الله معهم".

وفد العتبتين الحسينية والعباسية
من جهة ثانية، استقبل الشيخ قبلان وفدا من العتبتين الحسينية والعباسية ضم السيدين عدنان وليث الموسوي، علي الصفار والدكتور سالم الجاري من العتبة الحسينية المقدسة، الذين وجهوا الدعوة الى الشيخ قبلان للمشاركة في مهرجان "ربيع الشهادة" الذي سيقام في 3 شعبان الحالي في كربلاء الموافق 24 حزيران.  

السابق
الجيش يذكر المواطنين بأخطار الألغام والقنابل العنقودية ويدعوهم الى التزام الحيطة خلال التنقل
التالي
إيران تؤكد مجددا سيادتها على الجزر المتنازع عليها في الخليج