النهار: الحكومة المشظّاة عوَّمها التمايز السلبي للكتائب

في الليل حصل ما لم يكن متوقعاً. نالت الحكومة الثقة مجدداً بـ63 صوتاً في مقابل 3 اصوات معترضة لنواب الكتائب سامي الجميل وسامر سعادة وفادي الهبر، وانسحاب نواب قوى 14 آذار، اثر اصرار الجميل محرجاً على طلب طرح الثقة، ودفع نواب 8 آذار اياه الى ذلك.
فالحكومة التي خرجت مشظاة من هجوم المعارضة عليها ومن تقصيرها في الدفاع عن نفسها، حصلت على هدية لم تكن تتوقعها بعد خروج النائب الجميل عن اجماع قوى 14 آذار على عدم طرح الثقة بالحكومة، واصراره على "التمايز السلبي" القائم منذ حين، على ما قال قيادي في قوى 14 آذار لـنا ليلاً. فقد عمد الى طرح الثقة في نهاية مداخلته، مما استدعى اتصالات مكثفة، بموافقة الرئيس نبيه بري، لاقناعه بسحب سؤاله. وتمت المحاولة بالفعل، اذ وجه الجميل في نهاية الجلسة سؤالين الى جلسة المناقشة النيابية العامة، اولهما امكان قبول الحكومة بلجنة تحقيق برلمانية في ملف الكهرباء، الامر الذي قوبل باحتجاج وتمييع. وثانيهما سؤال وزير المال عن نيته دفع التعويضات المقررة للوزير نقولا فتوش واشقائه. ولما جبه بالرفض اصر على طرح الثقة.

وقد تحولت جلستا اليوم الاخير، اللتان امتدتا الى ما بعد منتصف الليل، كتلك التي سبقتهما، سجالات عبر عنها رئيس المجلس نبيه بري همساً بقوله "انا قرفت". وفي خلاصة الايام الثلاثة احصاء رقمي:
3 ايام، 6 جلسات، 30 ساعة، 63 نائبا متحدثا منهم 35 معارضا و28 موالياً، و8 سجالات حادة، ومداخلات لخمسة وزراء، قبل الرد الاخير لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي دعا الى تجاوز الملاحظات والعمل الجامع لحماية لبنان وتحصينه في وجه التحديات.
ومضمون السجالات والمداخلات لم يتبدل في اليوم الثالث، اذ ركزت الاكثرية الحالية على محاكمة مرحلة حكومات المرحلة السابقة، فيما عملت المعارضة على تعرية الحكومة امام الرأي العام في ملفات مالية وسياسية واجتماعية. لكن الاهم في اليوم الثالث كان الرقم القياسي في الانفلات من اصول التخاطب البرلماني والسياسي.

واذا كانت كلمة الرئيس فؤاد السنيورة هجومية إذ تناول فيها ما سبّبه "حزب الله" (من غير ان يسميه) من دمار اصاب الحجر والاقتصاد، جاء رد الرئيس ميقاتي بخلاف ما ركّزت عليه المكونات السياسية للحكومة، اذ رفع المسؤولية عن العهود السابقة فسأل: "الى متى يستمر بعضنا يحمّل الآخر مسؤولية ما جرى في الماضي؟ ألم نكن كلنا في المسؤولية؟ لا مذنب واحد".
وقالت مصادر في "كتلة المستقبل" لـ"النهار" ليلاً إن المخرج للأزمة هو في ما عرضه السنيورة اي الاتيان بحكومة حيادية لا تؤلفها قوى 14 آذار، ولا تشرف عليها قوى 8 آذار، تحضّر البلاد للانتخابات المقبلة".

رئيس الجمهورية
في المقابل، مشهدان من الخارج، أولهما من اوستراليا حيث مواقف لافتة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي اكد انه يسعى الى "ضمان حق المغتربين في الاقتراع"، وأمل ان يسقط قانون انتخاب الستين "لانه لم ينتج الا التشرذم الطائفي، ومفعوله انتهى منذ 50 عاماً"، ووصفه بـ"الدواء المنتهي الصلاحية". واشار الى انه سيعمل لعدم العودة الى هذا القانون، وسيسعى الى اعتماد النسبية التي طرحتها وزارة الداخلية في القانون الخاضع للنقاش حالياً. واوضح ان الوضع في سوريا لن يؤثر على اجراء الانتخابات النيابية او الرئاسية.
واذ طمأن سليمان الى عدم وجود مؤشر لعودة الاغتيالات في لبنان، اعتبر ان محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "لا يمكن اعتبارها محاولة اغتيال ام لا. حتى الساعة هي اطلاق نار ونترك للتحقيق ان يؤكد اذا كانت محاولة اغتيال. واتمنى ألا تكون كذلك".

الحريري في السعودية
وفي الرياض مشهد آخر لا يقل اهمية عن معظم المحطات بدلالاته السياسية، اذ بعد شائعات عن برودة في العلاقة بين الرئيس سعد الحريري والمملكة العربية السعودية، استقبل الملك عبدالله بن عبد العزيز الحريري في روضة خريم امس، في حضور الامير فيصل بن محمد بن سعود الكبير ورئيس المخابرات العامة الامير مقرن بن عبد العزيز ووزير التربية والتعليم الامير فيصل بن عبدالله بن محمد وعدد من الامراء والمسؤولين.
وبثت قناة "الجديد" ان الحريري سيتوجه بعدها الى نيويورك للمشاركة في مهرجانات سياسية اعتبرتها القناة انطلاقة لبدء الحملة الانتخابية.

السابق
السفير: الكتائب يجدّد شباب الحكومة بثقة منتصف الليل
التالي
رسالة الى جعجع..