الانباء: كرنفال البرلمان اللبناني انتهى: الضاهر يطالب نصرالله بالاعتذار وبري: أنا قرفت!

لم يختلف الجو العام في الجولتين الثالثة والرابعة عن الأجواء الحارة الأولى والثانية، إلا أن النواب الثمانية عشر الذين تعاقبوا على الكلام قبل ظهر امس الأول وبعده، غلبت عليهم كثافة المتكلمين من كتلة الاصلاح والتغيير وحزب الله والذين ركزوا على مهاجمة حكومتي الرئيس سعد الحريري وفؤاد السنيورة بأثر رجعي تحت شعار «الارث الثقيل» بمواجهة هجمات نواب 14 آذار على الحكومة الحالية وسياساتها.

والراهن ان نواب الاكثرية بدل ان يدافعوا عن حكومتهم الميقاتية المتعرضة لهجمات المعارضة، تحولوا نحو مهاجمة «الارث الثقيل»، لحكومتي الحريري والسنيورة، وهو ما جعل فارس سعيد منسق 14 آذار يذكر النواب الذين يحاكمون عهد الحريري بأنه استشهد في 14 فبراير 2005 بألف طن من الديناميت بأوامر اقليمية سورية مباشرة وتنفيذ عناصر تدور في فلك حزب الله.

أما اليوم المجلسي الاخير (امس) فلم يخل من الاصوات العالية والسجالات العنيفة.

رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء المعنيون وفي طليعتهم وزير الطاقة جبران باسيل اختتموا المناقشات بردودهم على النواب في جلسة بعد الظهر التي تمثل الجولة السادسة والاخيرة من العراك الكلامي بين حكومة ميقاتي ومعارضيها، والذي لم يتعد تصفية الحسابات بين الاكثرية والمعارضة، علما ان رد رئيس الحكومة اتسم بالمرونة والهدوء، انسجاما مع مبدأ النأي بالنفس، ومع طبيعته الاستيعابية.

وفي الجولة الأخيرة استهل النائب آلان عون عضو كتلة التغيير والاصلاح كلمته بدعوة الرئيس بري لترميم قاعدة المجلس لأنها تدلف على النواب وترشح زيتا من قبل قديسي المعارضة، هنا تساجل مع النائب احمد فتفت بعبارات نابية، وتدخل النائب مروان حمادة والنائب اميل رحمة كل مع وجهة نظر معاكسة.

وتبادل الجميع عبارات كذاب واقعد واستمع، وقال النائب عون، هيدا الفجور تعودتم عليه فرد فتفت قائلا: الفاجر وحده معلمك.. (العماد عون) وتدخل النائب كبارة مدافعا عن فتفت، بعبارات شديدة اللهجة.

واعتبر نواب المستقبل كلام عون «طائفيا مذهبيا بغيضا»، وقال أحدهم «شو هالأكل الـ..»..

فسأل عون: «هل المستقبل طائفة أو فريق سياسي؟ نحن منذ ثلاثة أيام نتحمل تحملوا».

فقال له بري: «هم يخلصونك مني عندما يتدخلون».

فرد أحد نواب كتلة المستقبل بالقول لبري: «الحقد بدمهم، لا يستطيعون القول فريق سياسي».

فرد عليه بري: «انت من يومين لم أرك والآن على «الوصلة» تريد أن نفتعل المشاكل؟».

وعقب بري على كلام ألان عون، معتبرا ان «اللغة التي استعملت في المجلس النيابي ليست جيدة، وأنا أعلم أن داخل كل واحد منا وحشا طائفيا، ونحن ابتلينا بالموضوع الطائفي والمذهبي».

وشدد على أن «لبنان هو الذي يجمعنا ونتمنى عليك من موقع حب ان تعبر عما اردت ان تعبر عنه بتعابير اخرى»، مشيرا الى ان «القول للشخص عن اذنك يبقيه صديقك، ولكن ان قلت له «سكر تمك» يجعلك تتشاجر معه»، مؤكدا انه «بالموضوع المذهبي لا نصل الى لبنان موحد واتمنى عدم التعليق على الموضوع».

وأكد النائب احمد فتفت أننا ردا على الكلام عن الحريري ان «دم رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري سرع مسار تحرير لبنان، والقرار اتخذ قبل التمديد للرئيس الاسبق اميل لحود».

وأشار الى أن «حركة أمل وحزب الله شاركا بكل الحكومات منذ العام 1992، فلماذا هذا الكلام والاتهام؟». فرد بري، مؤكدا أن «بهذه الحكومة نحن مشاركين ولدينا ملاحظات عليها».

أما عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان، فأشار الى انه «حول لجنة التحقيق نذكر تماما انه في اكثر من مداخلة لي طالبت بلجنة تحقيق مالية لاخذ كل الوضع المالي والتحقيق فيه والموضوع الاهم انه لا يمكن ان ننظر بتعاطينا مع بعضنا بزوايا ضيقة، سائلا اللبنانيين لو لم يقم دروز ومسيحيون ولبنانيون لم يكن ليتحرر لبنان».

وقال: «بدل ان نفتش كيف نضع «خازوق» بين السني والشيعي، فلنبحث كيف نجمع بين السنة والشيعة».

ومن ثم تحدث عضو كتلة المستقبل النائب خالد الضاهر معتبرا ان ما يدعو للاشمئزاز التحالف مع الانظمة الديكتاتورية والاقلوية مع ممارسة سياسة غير راشدة بالتهجم على الدول العربية.

واشار الضاهر الى غمز البعض من قناة المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي باشارات حاقدة، كالحديث عن الذئاب المفترسة التي تعمم ثقافتها المستوردة من حسابات النفط وامرائه، مؤكدا ان الاشارات الى الدول التي ساعدت لبنان لا تجوز.

وتطرق الى القول: بعربدة التعاليم الثورية القادمة من رمال الجهل التي وردت على لسان احد نواب كتلة عون ايضا، وقال: لقد قالت العرب في امثالها الوفاء اندر الاخلاق. وتابع: هل تستحق المملكة ودول الخليج التي بها 400 الف انسان لبناني يعملون في تلك البلاد لا استطيع ان اقول «يا عيب الشوم».

واستنكر الضاهر ما وصفه بالاعتداء على العروبة والعرب من قبل رئيس ايران احمدي نجاد بكلامه العنصري الشعوبي الذي يمقت العرب ويكره العروبة.

ودعا الضاهر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى الاعتذار من اهالي بيروت عن احداث مايو 2008، كما حثه على تسليم المتهمين الاربعة باغتيال الرئيس رفيق الحريري واستبعد اي حوار او تفاهم قبل هذا، وتوجه الى حكومة الرئيس ميقاتي بالقول: لا أمل في حكومة جاءت بارادة خارجية التي لا هم لها الا خدمة نظام بشار الاسد، متجاهلة مقتل عشرة لبنانيين برصاص جيشه داخل لبنان.

وبعد تكرر السجالات في مجلس النواب بين كتلتي «المستقبل» و«التغيير والاصلاح» تحديدا، وفي كلام ثنائي بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وعضو كتلة الكتائب النائب سامي الجميل، قال بري للاخير ـ دون أن ينتبه إلى أن مكبر الصوت لايزال مشغلا ـ «أنا قرفت، قرفت، لهذا السبب لا أريد أن أقيم جلسات مناقشة عامة بهذا الشكل».

وكان نواب كتلة «المستقبل» قد ردوا على كلام عضو كتلة «التغيير والاصلاح» النائب آلان عون.

السابق
هل قرر حزب الله تغيير قواعد اللعبة؟
التالي
معركة حياة أو موت