الانباء: الأجواء الانتخابية تؤجج كلمات النواب في البرلمان وزعيتر يصف ميقاتي بأبومسلم الخراساني

في الجولة الثالثة من المناقشات النيابية لحكومة الرئيس ميقاتي، الوتيرة عينها، المعارضة تلاحق اداء الحكومة، والمدافعون عن الحكومة من الموالين، ينبشون دفاتر الحكومات الحريرية السابقة. ورغم مسافة التباعد بقي ثمة قاسم مشترك للطرفين، الا وهو الخلفية الانتخابية للشعارات الممررة عبر المداخلات، المستفيدة من النقل التلفزيوني المباشر.

على اي حال الجولة الثالثة جاءت نسخة من الجولتين الأولى والثانية، المواضيع لم تتغير والسجال على حاله. فالجبهات التي شكلت من الكلمات التي تبادلها النواب رسمت معالم أولوية لخريطة التحالفات الانتخابية المقبلة، فكان التصادم بين نواب كتلة جنبلاط، ونواب تكتل عون مؤشرا على استبعاد التحالف بين الرجلين في الشوف او بعبدا او عاليه، وبينما نأى حزب الله والرئيس بري بنفسيهما عن هذه المعمعة، اقترب نواب المستقبل من خط الكتلة الجنبلاطية، فيما بقي النواب العونيون، رأس الرمح في الدفاع عن الأداء الحكومي، او الهجوم على فريق 14 آذار، المعلن او المضمن. ولوحظ ان نواب المستقبل ركزوا على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من خلال دعوته للاستقالة ومن دون التلويح بطرح الثقة به.

ولفتت صحيفة «المستقبل» الناطقة بلسان تيار «المستقبل» الى ان نواب تكتل الاصلاح والتغيير بدوا في عالم آخر حين تعمدوا الهروب من واقع مناقشة الحكومة الحالية في سياساتها الى تحميل الحكومات السابقة وبمفعول رجعي مسؤولية ما وصلت إليه البلاد من واقع مزر بفعل اسهامهم بما حققته حكومتهم من مصائب وكوارث سيادية وحياتية. وبدا واضحا للمستقبل ان السلطة قررت استرجاع مرحلة بداية عهد الرئيس السابق اميل لحود وخطابه وما شهده من تشويه لإنجازات الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فكانت الكلمة المفتاح لمداخلات نوابها عبارة «الارث الثقيل» ما اظهر انهم لم يتخلصوا من عقدة رفيق الحريري بعد، وأنهم مازالوا يعارضونه حتى في مماته.

البداية كانت مع طلب الرئيس بري الى الكتل النيابية اختصار عدد طالبي الكلمة، وإلا سيكون الحل بتمديد الجولات الى يوم السبت.

الكلمة الأولى كانت للنائب غازي زعيتر (أمل) الذي سأل من اسكت الفريق الآخر (المعارضة) عن الاعتداءات الاسرائيلية؟ هل هو جون بولتن ام جيفري فيلتمان؟ وتوجه بالكلام الى الرئيس ميقاتي بالقول: لا تكن كأبي مسلم الخراساني، الذي خسر اصدقاءه ولم يربح اعداءه.

النائب طوني ابوخاطر (كتلة القوات) قال ان الحكومة جاءت بفعل الانقلاب على المواثيق والعهود وتستمر بفعل الاكراه، وقال ان السلطة كانت السبب في تسلط قابيل على هابيل، معتبرا ان التشكيك بمحاولة اغتيال رئيس حزب القوات د.سمير جعجع من صغار القوم على كبار القوم امر مستغرب.

الكلمة الساخنة كانت للنائب زياد اسود (كتلة الاصلاح والتغيير) الذي هاجم بشدة الحكومات الحريرية السابقة، واعتبر ان مصيبة لبنان هي التركة الثقيلة وسأل فريق 14 آذار: من يقودكم ثورة الجياع ام المؤثرات الاميركية ام القطرية ام التركية؟! وأشار الى ان منتقدي سلاح المقاومة معقدون سياسيا ويقفون على الجانب الآخر من الطريق، وهاجم الربيع العربي الذي يهدد فرادة النموذج اللبناني، من خلال حفلات المجون السياسي وعربدات السياسة القادمة الينا من رمال الجهل.. وتحدث عما قد يتعرض له المسيحيون في سورية ولبنان واشاد بالجيش اللبناني. هنا قاطعه احد النواب متسائلا: كأننا في مجلس النواب السوري!

النائب عمار حوري عضو كتلة «المستقبل استهل معترفا بخطأ النواب جميعا بعدم استثناء عملاء إسرائيل من قانون خفض السنة السجنية الى 9 أشهر. وتحدث عن تخاذل رسمي في الشمال والبقاع وعن محاول يائسة لتزوير استشهاد المصور علي شعبان، يستهدف أحدنا بالاغتيال او محاولة الاغتيال فترفع أصوات بعضهم مشككة بالتفاصيل فيما يتفرغ البعض الآخر للابتهاج وتوزيع الحلوى. اما المتخصصون فيمتنعون عن إعطاء حركة الاتصالات للأجهزة الأمنية خوفا من كشف تفاصيل الجريمة، وليس ذلك غريبا عمن تجاوز بالنأي بالنفس عما يجري للشعب السوري الشقيق ضد الحرية وبوجه الإجماع العربي.

وقال حوري ان كتلته لن تطرح الثقة بالحكومة، لاننا لم نمنحها الثقة أصلا حتى نسحبها، والضرب بالميت حرام، وتحدث عن «الفجور السياسي» لبعض الوزراء، وتوقف أمام غياب السياسة الخارجية وإلى شل السفارات والقنصليات، وردا على سؤال كيف ترفضون الانتخابات في ظل السلاح، وأنتم خضتموها في ظل عام 2009؟ أجاب: لقد كانت هناك اتفاقية الدوحة، والتي يتعهد فيها الأطراف بالامتناع عن العودة الى استخدام السلاح او العنف بهدف تحقيق مكاسب سياسية، لكن هذه الاتفاقية خرقت بالانقلاب على الحكومة السابقة، وبمحاولات الاغتيال والاغتيالات التي آخرها محاولة اغتيال د.جعجع.

واستغراب استدعاء 19 شخصا من أهالي الطريق الجديدة في بيروت للمحكمة العسكرية بقضية حصلت منذ 5 سنوات واتفقنا يومها انها استوعبت، وأنا أعتبر هذا الأمر من باب الفتنة وعنا للأمر رئيس الحكومة، الذي سجل نقطة بالأمر على ورقة أمامه. وختم خوري بالدعوة مجددا الى بيروت منزوعة السلاح.

النائب جمال الجراح عضو كتلة المستقبل استهل بتجويد للآية الكريمة، حيث رأى ان الله رمى هذه الحكومة بوزراء من سجيل.. لا حرج لديهم بالسمسرات والصفقات و«على عينك يا دولة الرئيس بري..».

وأضاف: هناك وزراء ايضا لا يتورعون عن حجب المال العام وفي نفس الوقت يحاضرون بالعفة والطهارة والإصلاح والتغيير وإلى درجة اتهامهم رئيس الحكومة بالسمسرات والعمولات. وتناول الجراح ما كان يحصل في عهد النظام الأمني والرئيس السابق اميل لحود ووزير العدل السابق عدنان عضوم، وقد اعترض هنا النائب حسن فضل الله على تناول أشخاص غير موجودين، فأجابه الجراح: انهم يسمعوننا.

السابق
طهران تقترع لأوباما
التالي
شبح المستعمر