السفير: وزارة الدفاع السورية: وقف العمليات 6 صباحاً

اعلنت وزارة الدفاع السورية، أمس، وقف الاعمال العسكرية ضد «المجموعات الارهابية المسلحة» اعتبارا من السادسة من صباح اليوم، وهو الموعد الذي حدده مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان لكل الاطراف في سوريا لوقف العنف، لكن الوزارة اكدت ان «قواتنا المسلحة الباسلة ستبقى متأهبة للرد على أي اعتداء تقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة».
وخلال زيارته الى طهران، حذر انان الذي قال انه كان على اتصال مع المعارضة التي وافقت على وقف اطلاق النار، من تسليح المعارضين السوريين، قائلا ان «عسكرة الازمة السورية ستكون كارثية»، فيما تلقى دعما من المسؤولين الايرانيين، وعلى رأسهم الرئيس محمود احمدي نجاد الذي وصف مهمة المبعوث «بأنها في غاية الاهمية»، لكنه حذر من التدخل الأجنبي في المنطقة، فيما شدد وزير الخارجية علي اكبر صالحي على ضرورة «منح الفرصة للحكومة السورية لاجراء تغييرات تحت قيادة (الرئيس) بشار الأسد».
ومن المقرر ان يطلع انان مجلس الامن الدولي اليوم عبر دائرة فيديو مغلقة من جنيف على مدى التزام سوريا بخطته السداسية التي وافق عليها النظام السوري. وأعلنت الجامعة العربية ان لجنتها الوزارية المعنية بسوريا ستجتمع الاربعاء المقبل في الدوحة. وقال نائب الامين العام للجامعة احمد بن حلي انه «تقرر عقد اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بالازمة السورية فى الدوحة في 18 الحالي برئاسة رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم لمناقشة تطورات الاوضاع فى سوريا بعد اسبوع كامل على بدء موعد وقف اطلاق النار» وفقا لخطة انان.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الدفاع السورية، في بيان نشرته وكالة الانباء السورية (سانا) إنه «بعد أن نفذت قواتنا المسلحة مهماتها الناجحة في مكافحة الأعمال الإجرامية للمجموعات الإرهابية المسلحة وبسط سلطة الدولة على أراضيها تقرر وقف هذه المهام اعتبارا من صباح يوم غد (اليوم) الخميس». وأضاف «ستبقى قواتنا المسلحة الباسلة متأهبة للرد على أي اعتداء تقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة ضد المدنيين وعناصر حفظ النظام والقوات المسلحة والممتلكات الخاصة والعامة ولحماية أمن الوطن والمواطن».
في الوقت نفسه، أعلن المتحدث باســم المبعـوث الدولي والعـربي
احمد فوزي، في بيان في جنيف، أن «انان تسلم رسالة من وزير خارجية سوريا (وليد المعلم) يبلغه فيها قرار وقف جميع الأعمال العسكرية في جميع الأراضي السورية ابتداء من الساعة السادسة صباح غد (اليوم)، مع الاحتفاظ بحق الرد على أي اعتداء تقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة ضد المدنيين وعناصر حفظ النظام والقوات المسلحة والممتلكات الخاصة والعامة».
وأضاف فوزي إن انان «سيواصل العمل مع الحكومة السورية والمعارضة لضمان التطبيق الشامل للخطة المؤلفة من ست نقاط، ويتطلع إلى الحصول على الدعم المتواصل للدول المعنية بهذا الخصوص»، معلنا أن انان سيواصل الضغط من اجل تنفيذ البند الثاني الذي يدعو إلى ضرورة انسحاب القوات من المدن والبلدات.
أنان وطهران
ووصف نجاد، خلال لقائه المبعوث الدولي في مطار قشم جنوبي إيران، «مهمة انان بأنها في غاية الأهمية». وقال إن «القضايا التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط معقدة جدا وإن التدخل الأجنبي يزيدها تعقيدا»، مشددا علي «احترام حقوق الشعوب كافة، ومن بينها الشعب السوري».
وأوضح «من المؤكد ان الضغوط الاوروبية والاميركية وأسلحة الناتو عاجزة عن حل المشاكل وإن الحل الجذري لمشاكل المنطقة يكمن في تطبيق العدالة والحفاظ علي كرامة الشعوب وعدم تدخل القوي الأجنبية في شؤونها».
ونقلت وكالة «ارنا» عن انان اشادته «بالدور المؤثر الذي تضطلع به إيران في التطورات الإقليمية والدولية»، مستعرضا جهوده حول سوريا. وقال ان «افضل وسيلة لتسوية ما يجري في سوريا هي تجنب النزاع المسلح وخلق اجواء سلمية واعتماد استراتيجية مناسبة للوصول الي مستقبل مشرق».
وكان امين المجلس الاعلي للامن القومي سعيد جليلي اكد، خلال لقائه انان، ان «تسوية قضية سوريا تكمن في التزام الاطراف كافة بالقواعد الدبلوماسية». وقال ان «ايران تشدد دوما علي تسوية قضية سوريا بصورة سلمية علي أساس مطالب شعبها من دون تدخل أجنبي». وأضاف ان «ايران تعتقد بأن «مهمة ممثل الامم المتحدة في سوريا ستنجح اذا كانت متطابقة مع الحقائق السائدة في هذا البلد، وإذا جعلت الأطراف كافة ملتزمة بالقواعد الديموقراطية».
تابع جليلي ان «تسوية قضية سوريا يجب ان تكون علي مرحلتين، حيث يتم اعداد آلية في المرحلة الأولى تجعل المجموعات المسلحة المناوئة لسوريا والدول التي تنوي انشاء منطقة عازلة من خلال تقديم الدعم اللوجستي والتسليحي، ملتزمة بوقف العنف والصراع إضافة الي ارساء الامن والاستقرار. وأن يتم في المرحلة الثانية اعداد آلية تجري بموجبها الانتخابات التشريعية الحرة علي أساس الدستور المعدل في الموعد المحدد، ويتم بناء علي ذلك تشكيل الحكومة المنبثقة عن البرلمان».
ونقلت «ارنا» عن انان قوله ان «احدي العقبات الرئيسية التي تحول دون انجاح هذه الخطة هو ان بعض الدول تحاول تغيير النظام في سوريا، الأمر الذي يتعارض مع مهمتي وهدف الامم المتحدة».
وأكد صالحي، في مؤتمر صحافي مع انان، ان «ايران تقدم دعمها لمشروع انان شرط ان تتم الاصلاحات في سوريا تحت قيادة الرئيس السوري بشار الاسد»، معربا عن امله «في ان يقوم انان بإدارة الملف السوري بشكل عادل وأن يكون محايدا في اصدار الاحكام».
وقال ان «الحكومة السورية بصدد تنفيذ بنود مشروع انان، ولكن لكي يتم تنفيذ بنود المشروع بشكل كامل يجب علي جميع الاطراف التعاون بحسن نية لتنفيذ المقترحات». وأكد ان «ايران اعلنت مرارا عن مواقفها حيال الوضع في سوريا»، موضحا «نعتقد بأن الشعب السوري كباقي شعوب العالم يحق له التمتع بكافة الحقوق، مثل حرية الاحزاب وحق اجراء انتخابات والتمتع بدستور يحقق كافة أماني هذا الشعب».
وشدد علي «معارضة طهران لتدخل أي دولة في الشؤون الداخلية السورية». وأضاف «لا يوجد في مقترحات انان اي موضوع حول تغيير النظام في سوريا، وإن الموضوع يدور حول اجراء حوار بين الطرفين للتوصل الي حل». وأعرب عن امله «في ان يجلس الشعب السوري والمعارضة والحكومة السورية حول طاولة المفاوضات وأن يقوم الجميع بتسوية الامور من دون حصول فراغ في ادارة البلاد، لان من شأن ذلك ان يترك آثارا ضارة علي المنطقة، ولا يرغب احد بذلك».
وأعلن انان انه يجب إتاحة الفرصة أمام خطته. وقال ان «وقف اطلاق النار في سوريا سيبدأ بعد الساعة السادسة من صباح يوم غد (اليوم)». وأضاف «كنا على اتصال مع المعارضين حيث وافقوا على وقف اطلاق النار. إذا احترم الجميع ذلك فأعتقد أننا سنرى بحلول الساعة السادسة صباح يوم الخميس تحسنا في الأوضاع على الأرض».
وحث ايران على المساعدة في حل الأزمة، محذرا من «عواقب لا يمكن تصورها» اذا ساءت الامور اكثر من ذلك. وانتقد انان الدول التي ترسل السلاح الى سوريا. وقال ان «عسكرة الازمة السورية ستكون كارثية»، مؤكدا ان «منطقة الشرق الاوسط شهدت صدمات وأزمات عديدة، ولم تعد هذه المنطقة تتحمل صدمة اخرى بعد ذلك». وأكد انه من المهم ان تعمل الحكومات الاقليمية مع سوريا لحل الازمة.
وتابع ان «الشعب السوري هو صاحب القرار في تقرير مصيره، وإن مسؤوليتنا هي الإتيان بالجانبين الى طاولة المحادثات وإرساء الامن والاستقرار في سوريا، والحل السلمي لهذه المشكلة».
السعودية وواشنطن
وأجرى وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز محادثات في مقر وزارة الدفاع الأميركية تركزت على الأزمة السورية.
وقال المتحدث باسم الوزارة جورج ليتل، عقب لقاء الأمير سلمان بوزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا، «من الواضح ان البلدين يتشاركان القلق ذاته حول ما يحدث في ذلك البلد».
ولم يتمكن مسؤولو البنتاغون من تأكيد ما اذا كانت المحادثات بين بانيتا وسلمان تطرقت الى تسليح المعارضة السورية، لكن ليتل قال ان السياسة الاميركية تركز على دبلوماسية «ممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية على النظام لمحاولة وقف العنف ضد المدنيين في ذلك البلد».
وذكرت السفارة السعودية، في بيان، ان سلمان التقى الجنرال جيمس ماتيس، رئيس القيادة الاميركية المركزية الذي يشرف على القوات في الشرق الاوسط.
ردود فعل دولية
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان موسكو اخذت علما بموافقة دمشق على وقف عملياتها العسكرية فجر اليوم. وقال، على موقعه على «تويتر»، ان «الحكومة السورية اعلنت وقفا لاطلاق النار الساعة السادسة من 12 نيسان. الآن بات دور المعارضة المسلحة، بحسب شروط خطة انان».
وقال دبلوماسي غربي في الامم المتحدة «لا يكفي ان تتوقف القوات السورية عن استخدام اسلحتها، بل عليها ان تنسحب من التجمعات السكانية طبقا لما التزمت به». وأضاف ان «انان هو القادر على القول ما اذا كانت القوات السورية قد التزمت ام لا» بخطته، معتبرا انه من غير المقبول «الا تنسحب القوات السورية من المدن وأن تبقي قواتها في المكان».
وأعربت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون عن قلقها بشأن «تواصل العنف». وقالت، في تصريحات امام وزراء خارجية مجموعة الثماني في واشنطن، ان «احداث العام الماضي، وحتى احداث الاسبوع الماضي، تؤكد الحاجة المستمرة للتعاون الدولي الشامل، ومجموعة الثماني هي المنبر المناسب لذلك». وتابعت «نحن قلقون جدا من استمرار العنف في سوريا، وقلقون من المشاكل التي تواجه المبعوث الخاص كوفي انان في مساعيه لوقف اطلاق النار ووقف العنف. ونحن متنبهون لذلك. وسيكون هذا على اجندتنا».
وأعلنت كلينتون انها ستجتمع مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف في مسعى لإقناع موسكو بتغيير سياستها. وقالت «سنقوم بمحاولة أخرى لإقناع الروس بأن الموقف يتدهور وبأن احتمال نشوب صراع اقليمي وحرب اهلية يتصاعد».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند «سنحكم على نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد من خلال افعاله وليس اقواله»، مشككة في عزم النظام السوري على الوفاء بتعهداته التي قدمها الى انان.
وفي الاطار نفسه، اعتبرت مندوبة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سوزان رايس ان التزامات النظام السوري «تفتقر الى المصداقية لانه عاد سابقا عن وعوده».
ودعا وزير خارجية المانيا غيدو فسترفيلي روسيا الى «النأي بنفسها عن حملة القمع» في سوريا. وقال، على هامش اجتماع وزراء مجموعة الثماني، ان «على روسيا ان توضح انها تنأى بنفسها عن اعمال العنف والقمع هذه». ودعا المجموعة الى ان «ترسل الى الاسد اشارة وحدة»، منددا بالانباء عن استمرار العنف في سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه «في ظل القيادة الأميركية تعهد المؤتمر بتخصيص 100 مليون دولار أميركي لتوفير مبالغ تقدم كرواتب للمقاتلين الثوار، وأيا كانت النوايا الإنسانية فإن هذه الإستراتيجية جنبا إلى جنب مع المناقشات بشأن المناطق الآمنة والمساعدات غير القاتلة، هي مضللة وخاطئة في أحسن الأحوال، على أقل تقدير، وذات نتائج عكسية في أسوأ الأحوال».
ميدانيات
اعلن «المرصد السوري لحقوق الانسان»، في بيانات، ان «26 شخصا قتلوا، بينهم 24 مدنيا وضابط منشق برتبة ملازم وعميد في الجيش النظامي في حمص وريف دمشق ودير الزور، كما توفي ستة اشخاص متأثرين بجروح اصيبوا بها قبل ايام او توفوا تحت التعذيب وسلمت جثثهم الى ذويهم».

السابق
وقف اطلاق النار دخل حيز التنفيذ في سوريا
التالي
غلطة عون بألف..عميل