باخرتان تركيتان بلا عمولات.. وحل مشكلة الكهرباء خلال اشهر

تحدثت "النهار" عن اجتماع طويل للجنة الوزارية المكلفة ملف استئجار البواخر المولدة للكهرباء وضع حداً مفترضاً للخلاف الذي نشأ بين رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ووزيري الطاقة والمياه جبران باسيل والمال محمد الصفدي على هذا الملف. فبعد اجتماع للجنة استمر خمس ساعات بعد ظهر امس، أعلن عن انهاء المفاوضات باتفاق مع الشركة التركية "كارادنيز" على استئجار باخرتين بقوة 270 ميغاوات بعدما خفضت الشركة سعرها بنسبة تسعة في المئة، فيما استبعدت شركة "والرمارين" الاميركية لرفضها خفض السعر وعدم قدرتها على التسليم قبل سبعة أشهر.

كتبت "الجمهورية" في رئيسيتها: انتهى "اليوم الكهربائي" في السراي الحكومي الى تقسيم "الجبنة" المتأتّية من استئجار البواخر لتوليد الطاقة الكهربائية على جميع المعنيّين، وهذه "الجبنة" تتراوح المعلومات عن قيمتها، فبعض المتابعين يقدّرها بما يربو على 60 مليون دولار، وبعض آخر يقدّرها بما يتجاوز المئة مليون دولار ستوزّع بـ" العدل والقسطاس" على بعض كبار القوم وأقربائهم وأصهارهم والأصدقاء والوسطاء

قالت مصادر رئيس الوزراء لـ"النهار" ان جو التفاوض كان جيداً على رغم المدة الطويلة التي استغرقها الاجتماع، وافضت المفاوضات الى تنفيذ قرار الحكومة خفض مدة استئجار الباخرتين وانتاجهما باعتبار ان الحكومة قررت مباشرة انشاء معامل لتوليد الكهرباء بقوة تصل الى 1500 ميغاوات بالتوازي مع استئجار الباخرتين لمدة تراوح بين سنتين وثلاث سنوات.

أوضحت ان الباخرة الاولى ستكون بقدرة 90 ميغاوات وسترسو في الجية، وتعهدت الشركة تسليمها في تموز المقبل، اما الباخرة الثانية فهي بقوة 180 ميغاوات وستسلم في آب وترسو قبالة الزوق. وقدرت الوفر المحقق من خفض الانتاج والمدة والسعر بـ 360 مليون دولار مقارنة بـ870 مليون دولار كان على الدولة دفعها وفقاً لنتائج المناقصة السابقة. وكشفت ان اللجنة الوزارية طلبت تعهداً من الشركة التركية ألا تكون دفعت أي عمولة الا لوكيلها، واذا تبيّن وجود عمولة تتعهد الشركة دفع عشرة أضعاف للحكومة اللبنانية.

 "زعل" أميركي .. وباسيل ينفي
استغرب المدير العام المسؤول في شركة Weller marine الاميركية رودولف إلياس طريقة التعاطي مع وفد الشركة التي تمّ استبعادها حتى قبل أن تقدّم عرضها النهائي بعد التفاوض. وكشف لـ"الجمهورية" أنّ اجتماع وفد الشركة مع اللجنة الوزارية دام نصف ساعة قبل أن يطلب منهم ميقاتي الانتقال الى قاعة جانبية لمراجعة حساباتهم قبل تقديم العرض النهائي بعدما تمّ الاتّفاق على تقديم عرض لباخرة واحدة تؤمّن 180 ميغاوات ولمدّة 3 سنوات، على أن يتضمّن العرض التشغيل والاستهلاك فقط، لأنّ ميقاتي تعهّد أمام الوفد بتأمين التمويل، فيما تعهّد وزير المال محمد الصفدي تأمين Insurance بكلفة منخفضة. لكنّ الوفد فوجئ بعد انتظار لأكثر من ثلاث ساعات أنّ اللجنة الوزارية أنهت عملها وخرجت من دون إبلاغه ما توصّلت إليه في العرض الجديد أو حتى تعتذر، وتبلّغ الوفد من أمن السراي الحكومي أنّ الاجتماع قد انتهى.
اعتبرت الشركة "أنّ ما حصل هو صفقة مُتّفق عليها مسبقاً، وأنّ المفاوضات معها لم تكن سوى للتمويه"، معتبرةً "أنّ التصرّف مع الوفد كان غير لائق، علماً أنّ عرضها الجديد كان يتضمّن قيمة 5،6 سنت للكيلو وات ساعة وهو عرض مُغرٍ جدّاً".
في المقابل، نفى الوزير جبران باسيل في حديث الى "الجمهورية" أن تكون اللجنة قد تصرّفت مع الشركة الأميركية على هذا النحو، مؤكّداً أنّه غادر وميقاتي أكثر من مرّة قاعة اجتماع اللجنة الى حيث كان الوفد الأميركي ينتظر "وسألناه اكثر من مرّة أيضا عن السعر ولم يكن هناك من تجاوب، خصوصاً بعد إصرارنا على تخفيض الأسعار، لكنّ الوفد حاول المماطلة والتهرّب من إعطاء جواب نهائيّ ومحدّد، وكان يتذرّع في كلّ مرّة بـ"خبرية" .


ميقاتي "مرتاح"
أبدى الرئيس نجيب ميقاتي لـ "اللواء" و"السفير" ارتياحه لما حصل في اللجنة، ولأجواء الود بين أعضائها، معتبراً بأن الاتفاق كان ترجمة فعلية لما كان يريده في الأساس بأن تكون المناقصة مع الشركات شفافة وتؤدي إلى تخفيض الأسعار، وهو الأمر الذي حصل، آملا ان يكمل مجلس الوزراء مشوار الاتفاق بإقراره في جلسة مجلس الوزراء المقبلة.

السابق
دمشق تلتزم قرار مجلس الامن بوقف النار وليس انسحاب كامل الوحدات في 10 أبريل
التالي
باراغوانث: سُرّبت 3 مستندات من التحقيق