برسم الضمير العالمي

الصورة التي نشرتها قناة «العربية» أمس كانت معبّرة جداً ومؤثر للغاية، إذ أظهرت جانباً من جوانب الجريمة المنظمة التي يمارسها النظام السوري ضد أبناء شعبه، خصوصاً الجيل الجديد. ويبدو الطفل في الصورة تحمله والدته بين ذراعيها وقد أصابه الهزال بسبب الحرب على حمص ونقص الدواء والغذاء خصوصاً حليب الرُضّع. ثم يأتي النظام ليعلن أنّه سيوقف إطلاق النار بعد أسبوع، فهل يستطيع هذا الطفل المسكين وغيره من أطفال سوريا الصمود من دون غذاء! ومع من سيوقف إطلاق النار، بين الجيش السوري الذي يتقاضى رواتبه من دم الشعب وبين هذا الشعب؟

إنّ ما يجري اليوم مجزرة متواصلة، ومخيفة. عشرات الضحايا يسقطون يومياً، فيما النظام يقبل بمبادرة أنان ثم يعود ليقول إنّه سيدرس التفاصيل على رغم أنّ كل العالم يدري بأنّ الشيطان يكمن في التفاصيل.

إنّ صورة الطفل مشهد من عشرات المشاهد المؤلمة، لمعاناة الشعب السوري اليومية، وهي برسم الضمير العالمي الذي وقف مع معاناة هذا الشعب، لكن ليس بالقدر الكافي، إذ استفاد النظام من أكثر من فرصة أعطيت له واستفاد بالمناسبة أيضاً من الدعم الروسي والصيني ليستمر في البطش والقتل وانتهاك أبسط حقوق الانسان.

ربما تحرّك الصورة المذكورة الرأي العام الروسي والصيني، وتمارس بكين وموسكو ضغطاً على النظام لكي يوقف بالحد الأدنى جرائمه، لأنّ هذا الضغط مفيد بعكس التصريح المعارض الذي أطلقه سيرغي لافروف حول تسليح المعارضة، إذ انّ هذا الموقف كان غير متوازن ويشكل إشارة للنظام السوري لكي يتجاهل الأصوات المندّدة به.

هناك جريمة موصوفة في سوريا لم يشهد التاريخ المعاصر مثلها في العالم، نظام يقصف شعبه بالمدفعية الثقيلة فيقتل ويدمّر ويعذّب ويعتقل.

آن الأوان لكي يرفع الضمير العالمي صوته أكثر فأكثر.
  

السابق
جنبلاط ولائحة الشوف
التالي
ممنوع ان يحمل المقص!!