سعيد: تراجع نفوذ ايران في سوريا سيعزّز الحوار

اوضح منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق الدكتور فارس سعيد ان" قوى الرابع عشر من آذار ليست قوى سياسية بل هوية سياسية تتجاوز مصالح القوى المشكّلة لها، وهي التي تختار مكان التظاهرة وحجمها والتعبئة الموجودة". وقال في حديث لـ برنامج "نهاركم سعيد" عبر المؤسسة اللبنانية للإرسال "قدمنا مشهد الديموقراطية في العام 2005 وخرج الجيش السوري يومها، واليوم يجب ان نرى الشكل والتوقيت المناسب للدخول الى العنوان السياسي من خلال وثيقة سياسية".

وعن إقامة تظاهرة شعبية هذا العام في 14 آذار، اعلن ان "الوضع دقيق و"14 آذار" تريد احترام الرأي العام من خلال تقديم رؤية سياسية لكيفية سير الأمور في المنطقة في "البيال" بوجود اكبر شريحة ممكنة من كوادر هذه القوى".

وعن مشهد ساحة الشهداء الأسبوع الماضي المنقسم بين مؤيد ومناهض للنظام السوري إثر التظاهرة التي دعا لها إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الأسير"، رأى ان "التظاهرات خدمت النظام السوري وفي المقابل قامت الدولة بواجباتها، ولكنني في مثل هذه الظروف كنت افضّل التعبير الوطني وليس المذهبي عن التضامن مع الشعب السوري". وشددّ على "وجوب تمييز الإسلام الديموقراطي في لبنان والممثل بالرئيس سعد الحريري والمتواجد ايضاً في العالم العربي"، معتبراً ان القول ان "السلفيين يجتاحون التمثيل السني في لبنان هو تقليل من أهمية الدينامية داخل الطائفة السنية".

وعن الكلام حول "اجتياح حزب "القوات اللبنانية" لقوى الرابع عشر من آذار"، قال سعيد "هناك تركيز على تصوير رئيس الحزب سمير جعجع على انه يريد تغليب شهيته الإنتخابية على مواقفه السياسية، قد تختلف وجهات النظر بيني وبين جعجع ولكن الخيارات السياسية هي عينها وهي أساس المعركة".

اضاف: "هناك من يحاول الايقاع بين جعجع وباقي قوى "14 آذار" ولكنه "كبير" ويجب ان يكبر في 14 آذار"، نافياً كل كلام عن ان جعجع يمنع البعض من التواجد على منصة الرابع عشر من آذار".

وعن الازمة السورية، اعتبر سعيد ان "الرئيس السوري بشار الأسد افرط في استخدام العنف، ما سيؤدي الى مزيد من إصرار الشعب على سقوط النظام"، معتبراً ان "المسؤولية تعود الى سوء إدراك النظام ان العنف والقوة ستغير موازين القوى".

وتابع "الشعب السوري يتحمل مسؤوليته بجدارة وشجاعة، وعلى المجتمع الدولي التدخل لوقف معاناة الشعب انطلاقاً من المعيار الأخلاقي، لا احد مقتنع ان النظام في سوريا ديموقراطي وإصلاحي وقابل للتطوير والخطوة المقبلة هي سقوطه وإتاحة الفرصة للشعب السوري لاختيار البديل".

واشار الى ان "العلامة الفارقة التي تميّز الثورة السورية عن الثورات الأخرى هي سياسية وتتعدى الأخلاق لتصل الى نفوذ ايران في المنطقة، والمرتبط بالنظام السوري، وهو سيتراجع في حال سقوط النظام، ولكن للأسف كلفة سقوط هذا النظام لا يتحملها الا الشعب السوري مدعوماً ببعض الخطوات الخجولة، والمقاومة التي يمثلها الشعب اكبر دليل الى انه مصر على اجتياز كل المراحل لحين إسقاط الأسد".

وقال "ايران اعتقدت انها اذا امتلكت نفوذاً سياسياً في المنطقة قد تصبح قادرة على البروز كقوة إقليمية عبر إخضاع العالم العربي"، موضحاً ان "تراجع نفوذ ايران في سوريا والمنطقة يفسح المجال امام مقاربة لبنانية – لبنانية اكثر مما هي اليوم ويعيد ابراز هوية ثقافية عربية ويفتح المجال امام حوار لبناني لبناني متكافئ".

واذ اوضح ان "تراجع دور ايران لا يعني بروز النفوذ الإسلامي في سوريا"، جدد التأكيد ان "الأسد سيسقط بسبب الصعوبات الاقتصادية والانشقاقات التي تحصل في صفوف جيشه وشجاعة الشعب السوري إضافة الى قرار غير قابل للعزل باسقاط نفوذ ايران في العالم العربي من قبل العرب والخارج".
  

السابق
الحريري: “حزب الله” تحوّل للدفاع عن تهريب وتبييض الأمـوال
التالي
من بو عزيزي إلى بابا عمرو: هي القداسةُ في الساحات