زاوية المقهى

جلست هناك مع من جلس ثم خرجت الى الساحة مع من خرج لكنني في الداخل كما في الخارج كنت أرنو الى ذلك الكرسي الذي تناوبوا عليه حتى أني لم أرَ أحداً.
رجعت بي الذكريات ورجعت بها فما استراحت إليّ ولا استرحت لها، ثم أني وأنا أحاول عبثاً أن أخفي ملامحي عجزت عن إخفاء حزني فتسللت دمعة فوجئت بأنها وقفت عن حافة المقلة وتحجّرت.
ورحت أحاسب نفسي وأسائلها ثم كانت تحاسبني وتسائلني. عاتبتني وعاتبتها الى أن اعترفت لها بتقصيري فاكتفت مني بالاعتذار وما
أقنعت أحداً.
نعم، تقصيري كان فادحاً خلال السنوات السبع الماضية، وأنا إن شئت الاعتراف، قلت إني لم أكن على قدر آمال الناس التي آمنت بأن الأحلام ممكنة التحقيق. كنت قد نويت أن أخترق هذا النظام الحديدي لأستبدله بآخر في قمة أهدافه، العدالة الاجتماعية واللاطائفية، الديموقراطية الحقة
وما الى ذلك.
وكنت قد نويت أن أنتصر في المعركة ضد السلاح الداخلي وضد الإقطاع المذهبي والطائفي وضد الولاء لغير الوطن.
أعرف أني فشلت ولكني قد حاولت ولم أكن على قدر المهمة لأني غرقت في تسويات اعتقدت لوهلة أنها قد تكون ضرورية ومفيدة، لكنها كانت ساذجة.
ربما لهذه الأسباب مجتمعة لم أجد مكاني من حول تلك الطاولة حيث كان اللقاء الأخير في المقهى فانزويت الى بعيد لم يره أحد ولم يسأل عنه أحد.
تفضلوا، تقدموا ودعونا نرى ما أنتم فاعلون، إذ لم نرَ منكم حتى الآن شيئاً.
  

السابق
كاتيا كعدي تعتزل وتتزوج النائب إيلي ماروني
التالي
لم على المجتمع الدولي مساعدة الصومال؟