اللواء : ساركوزي لميقاتي: سندعم تسليح الجيش ليحل مكان «اليونيفل

اللواء كتبت :
الرئيس ساركوزي مرحباً بالرئيس ميقاتي في الإليزيه (تصوير: دالاتي ونهرا) بتوقيت لا خلاف على انه مرتبط بزيارة الرئيس نجيب ميقاتي الى باريس، لامس الوضع في مدينة طرابلس العاصمة الثانية ومسقط رأس رئيس الحكومة، حد ما يمكن وصفه بـ«الفوضى الأمنية فسقط قتيل في ابي سمراء جراء انفجار عبوتين في مركزين لمجموعة سلفية، واصيب ثلاثة جنود من الجيش اللبناني الذين تولوا منع تفاقم الموقف بين جبل محسن وباب التبانة، في حين في شوارع الزاهرية اشتباكات طيارة باسلحة خفيفة ومتوسطة، بين عناصر تنتمي الى 14 آذار والمجموعات السلفية وعناصر تنتمي الى 8 آذار، وبعضها مقرب من النظام السوري.
وفي وقت بذلت فيه القوى الامنية التي زودت بقرار سياسي تبلغه قائد الجيش العماد جان قهوجي من كل من رئيسي الجمهورية والحكومة، بضرورة حسم الموقف وعدم التهاون مع اي ظهور مسلح، اياً تكن النتائج لوأد الفتنة في مهدها، تباينت التقديرات للاسباب الحقيقية لاندلاع التوتر وتحوله الى اشتباكات عجزت كل الاتصالات، وحتى بيان التهدئة الذي صدر عن نواب طرابلس، عن وقفها والحؤول دون اتساعها، فذهب البعض الى ربطها بتفاقم اللعبة الدموية في سوريا، وحاجة النظام هناك لتخفيف الضغط عنه، باشعال الوضع في الشمال واستدل هذا البعض من الحدث الشمالي على تقدم الخطر الذي يحيق بالنظام، فيما اتهم البعض الآخر القوى المؤيدة للثورة السورية بافتعال الاحداث للتخفيف عما يجري في الزبداني وحمص وحماه.
ومع ان كلا الطرفين يتفق مع الآخر على ان التوقيت على صلة بالزيارة الباريسية، كما سبقت الاشارة، الى ان وقع ما يجري على مستقبل الوضع الحكومي يشكل نقطة افتراق في اوساط المراقبين، حيث ان مصادر قريبة من 8 آذار لا تستبعد ان يكون ما يجري في الشمال تأثيراً على الوضع الحكومي، في حين ان مصادر في 14 آذار تتوقع انهاء الاشكالات عشية عودة ميقاتي الى بيروت.
وقال مصدر مطلع ان لا احد بإمكانه ان يتحمل في هذه اللحظة سقوط الحكومة، خصوصاً وان رئيسها ليس في وارد التخلي عن مسؤولياته في هذه المرحلة، وان بدا ان مأزق التعيينات غير قابل للمخارج في المدى القريب، قبل حل مسألة توقيع مرسوم بدل النقل حيث لوّح الرئيس سليمان امس بتدابير ستتخذ بحق وزير العمل شربل نحاس اذا استمر على موقفه برفض توقيع المرسوم.وإن مرجعاً دستورياً ابلغ «اللواء
أن اقالة وزير يحتاج إلى موافقة ثلثي مجلس الوزراء، وهو أمر غير متوافر في تركيبة الحكومة الحالية.
ولاحظ المصدر المطلع أن ما جرى في قدّاس عيد مار مارون في كنيسة مار جرجس المارونية، يُعزّز القناعة بأن الخلاف بين «الجنرالين يكبر، إلى درجة أن النائب ميشال عون تعمد أن يكون آخر الواصلين إلى الكنيسة، وغادر قبل انتهاء القدّاس، لتجنب مصافحة الرؤساء الثلاثة الذين كانوا حاضرين، حتى انه لم يصافح الرئيس فؤاد السنيورة الذي كان يجلس إلى جواره، فيما كانت لافتة إشارة البطريرك الماروني بشارة الراعي، ضمن عظته إلى أن الإساءة لرئيس الجمهورية هي إساءة لكل لبنان، فرد عليه الرئيس سليمان من مقعده: «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت في إشارة تعكس أن الأزمة تحوّلت الى خطوط تماس داخلية.
اشتباكات طرابلس
وإذا كانت زيارة ميقاتي الباريسية، لم تسلم من انتقادات سورية مقرونة بتلويح بايذاء مصالحه الاقتصادية، بحسب الوزير السابق وئام وهّاب، فإنها أيضاً لم تسلم من انتقاد المعارضة السورية، التي نظمت تظاهرة، فيما كان ميقاتي متوجهاً إلى قصر الاليزيه للقاء الرئيس ساركوزي، رفعت خلالها صوراً تندد باستقبال باريس لرئيس الحكومة اللبنانية الذي تعتبره «أحد اقنعة الرئيس السوري بشار الاسد
بحسب ما جاء في وكالة «فرانس برس.
الا أن تزامن الاشتباكات التي حصلت في طرابلس بين المنطقتين المعهودتين (جبل محسن والتبانة) كانت في نظر كثيرين بمثابة قصف سياسي بالنار على الزيارة، رغم أن نتائجها السياسية لن تكون مدوّية، بحسب ما يتوقع المراقبون، لا سيما وأن هذه الاشتباكات ترافقت مع قتال داخل الشوارع الخلفية للتبانة، أي منطقة الزاهرية بين مجموعات من المسلحين ينتمون الى فريقي 8 و14 آذار، تبادلوا اطلاق النار من أسلحة حربية، من دون أن ترد معلومات عن حصول اصابات، باستثناء جريح نقل إلى المستشفى، فيما افيد عن وقوع انفجار كبير قرب جامعة الجنان في محلة أبي سمراء في طرابلس، اعقبه سماع أصوات انفجارات متتالية، مع حريق كبير شب في المكان سرعان ما امتد الى حرم الجامعة، وتبين انه ناجم عن انفجار مخزن أسلحة لصاحبه غالب ب.
وفي حين أفاد مندوب «الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية في المدينة عن اعتصام نفذه عدد من الشبان امام السراي، استنكاراً للتفجير الأمني في المدينة، ودعوا الجيش إلى التدخل وإعادة الوضع إلى طبيعته، وطالبوا بأن تكون طرابلس مدينة منزوعة السلاح، ذكر بيان قيادة الجيش أن ثلاثة عسكريين أصيبوا بجروح طفيفة من جراء الاشتباكات في طرابلس، مشيراً إلى أن قوى الجيش المنتشرة في المنطقة تدخلت وقامت بالرد على مصادر النيران ونفذت عمليات دهم واسعة لأماكن مطلقي النار كما سيّرت دوريات مكثفة في شارع سوريا الذي يفصل بين جبل محسن والتبانة.
وأوضح البيان أنه تم توقيف عدد من المتورطين في الحادث وضبط كمية من الأسلحة والذخائر، وأن وحدات الجيش مستمرة بتعزيز اجراءاتها الأمنية لتوقيف باقي الفاعلين وإجراء اللازم في شأنهم، مؤكداً أن الوضع الأمني هادئ وطبيعي في كافة أحياء مدينة طرابلس، وخاصة في شارع المئتين بعكس ما روّجت له بعض وسائل الإعلام.
إلا أن هذه الاجراءات لم تحل دون تجدد الاشتباكات بشكل عنيف قرابة الثامنة مساء، بين منطقتي البعل والتبانة وأفيد عن سماع دوي انفجارات وطلقات نارية، في وقت عقد اجتماع لنواب طرابلس في منزل النائب محمد كبارة، في حضور ممثل عن الرئيس ميقاتي هو الوزير أحمد كرامي وعدد من فاعليات المدينة، خلص إلى أن ما يجري هو «طعن للعيش المشترك وأهاب بالجميع عدم الانصات الى الشائعات والانجرار وراء الفتنة والتعاون مع القوى الأمنية لوأدها.
وعكست ردود الفعل السياسية على الاشتباكات في طرابلس قلق المسؤولين الكبار من تجددها، في وقت تتعاظم فيه تداعيات الأحداث في سوريا، ولا سيما في وادي خالد في عكار، حيث نفذت وحدات الجيش انتشاراً في المنطقة هدف إلى طمأنة الأهالي وتخوفهم من احتمال قيام الجيش السوري بعملية عسكرية داخل المنطقة، فدعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان القوى العسكرية والأمنية الموجودة على الأرض في منطقة طرابلس إلى الحزم في قمع المخلين بالأمن والسلم الأهلي، فيما اتصل الرئيس ميقاتي من باريس بقائد الجيش العماد جان قهوجي طالباً منه اتخاذ التدابير اللازمة لوقف هذه الأحداث، في حين حوّل وزير الداخلية مروان شربل مكتبه إلى غرفة عمليات لمتابعة ما يجري وتطويق ذيول الاشتباكات وأجرى لهذه الغاية اتصالات عدة مع قيادات سياسية وأمنية.
وأعرب شربل لـ «اللواء عن خشيته من أن تكون هذه الاشتباكات شرارة الفتنة الناجمة عن تداعيات الأحداث في سوريا، مشيراً إلى أن لبنان «يقف حالياً على باب النفق
الأمر الذي يستدعي اتخاذ مواقف حاسمة سواء من رئيس البلاد أو من القيادات السياسية، ملاحظاً أن الفرقاء الذين اتصل بهم في طرابلس كل طرف يتهم الآخر بافتعال المشكل.
ميقاتي في باريس
وسط هذه الاجواء، بدأ الرئيس ميقاتي زيارته الرسمية للعاصمة الفرنسية، وتوجها عصرا بلقاء عقده مع الرئيس نيكولا ساركوزي في قصر الاليزيه وصفه بأنه كان جيدا.. وان النقاش تناول المواضيع المتعلقة بالوضع السوري والوضع في المنطقة والعلاقات الثنائية.
واكد المتحدث باسم الاليزيه ان الرئيس الفرنسي اكد دعمه الكامل لرئيس الحكومة من اجل الحفاظ على استقرار لبنان وسيادته واستقلاله، وشكر الرئيس ميقاتي على تمويل لبنان حصته في المحكمة الدولية، لكنه نفى ان يكون موضوع تمديد بروتوكول المحكمة قد طرح بالتفصيل خلال اللقاء، مشيرا بأن هذا الموضوع طرح في اللقاء الذي جمع الرئيس ميقاتي ونظيره الفرنسي فرنسوا فييون والذي اعقب لقاء الاليزيه.
وحول موضوع حزب الله ودوره في الحكومة، اعتبر المتحدث باسم الاليزيه بأن هذا امر يتعلق بالسياسة الداخلية اللبنانية ولا علاقة لفرنسا به، مشيرا إلى ان موضوع انتشار الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية – السورية لم يتم التطرق اليه.
اما الرئيس ميقاتي فقد اكد من جهته على متانة العلاقات بين لبنان وفرنسا، مشددا على اهمية الاستمرار في تفعيلها في المجالات كافة، وعلى انه «لطالما اعتبرنا فرنسا بوابتنا إلى اوروبا، مثلما لبنان هو بوابة العبور نحو العالم العربي.
واكد ايضا ان الرئيس الفرنسي وسائر المسؤولين الفرنسيين يتفهمون تماما الظروف اللبنانية والجغرافية السياسية الموجود فيها لبنان، وبالتالي فإن موقفي هو انه لا يمكن ان يستعمل لبنان ممرا للتآمر، او لكي يكون في خصومة مع اي دولة عربية وهذا قرار نلتزم به.
وبحسب مكتب الرئيس ميقاتي، فإن الرئيس ساركوزي اكد على العلاقة التاريخية بين البلدين، مثنيا على الجهود التي يبذلها رئيس الحكومة اللبنانية للمحافظة على الاستقرار في لبنان، مبدياً تفهمه لموقف لبنان النأي بالنفس عما يجري في محيطه العربي نظرا لخصوصية موقع لبنان وعلاقاته التاريخية بالدول العربية، وانه اكد للرئيس ميقاتي ان فرنسا جاهزة لتقديم كل الدعم للبنان في المجالات الاقتصادية والتقنية.  

السابق
الشرق : انفجرت بين التبانة وبعل محسن ونزوح الاهالي
التالي
الاخبار : سليمان يريد معاقبة نحّاس: السياحة أو الإقالة؟