انتحار الأحزاب

كثيراً ما تساءلت عن مصير "الأحزاب" في لبنان ولا أخفي تشاؤمي وحزني مما آلت إليه.
ثمة أسباب كثيرة لاندحار الأحزاب اللبنانية، داخلية وخارجية، لكن السبب الرئيس يعود الى الحالة الطائفية ـ المذهبية التي فتكت بالجميع.
الجميع بمن فيهم، الأحزاب العقائدية وبعض العلمانية التي تنازع منذ فترة، تفتك بها الانقسامات وتعدد الولاءات.
وماذا عندنا اليوم؟ حزب شيعي أو حزبان، حزب سني وتجمعات، ثلاثة أحزاب مارونية، حزب درزي وبعض الجمعيات، حزب أرمني وبعض التجمعات، حزب أرثوذكسي الطابع ولا شيء للكاثوليك وحزب علوي.
لا نرى صورة لاجتماع المكتب السياسي لأي حزب مما ورد ذكره ولا نرى صورة لاجتماع القيادة. فقط للقائد الملهم.

البرلمان حل محل بيت الحزب والنائب حل محل الأمين العام المساعد وهتافات مسطحة أزاحت الهتافات النضالية ـ الطبقية ـ العمالية ـ الإصلاحية.
هل يتقدم مجتمع من دون أحزاب؟ لا يتقدم مجتمع من دون أحزاب، ونحن إذ نتذكر اليوم أحد شعارات القذافي "من تحزّب خان" نرى انه كان على حق، إذ اننا في لبنان اسرى لتهمة الخيانة إذا فكرنا بالخروج من وعن طائفتنا.
ليس هنا مجال نقاش موسع للأسباب ولكنها مناسبة للقول اننا نتجه من هنا نحو مجتمع ما قبل الحضارة أو ربما ما بعد الحضارة. تضيع ملامح الأحلام وتتماهى وجوه الفقراء مع أغنيائهم.
بلد من دون أحزاب، يعني اننا نتجه نحو الأدغال الطائفية والمذهبية. نحو حروب أهلية صغيرة مستمرة وصامتة. والصامت عن الحق شيطان أخرس.  

السابق
النهار: واشنطن تقفز فوق الفيتو الروسي – الصيني وإلى الدعوة لتحالف دولي يدعم المعارضة السورية
التالي
البناء: حملة غربية – إسرائيلية مُحَرِّضَة على سورية و«الفيتو»