هاجس الاغتيالات عاد بدءاً بريفي والحسن … والآن بري وجنبلاط في دائرة الخطر

لا يمكن فصل القلق اللبناني من عودة شبح الإغتيالات عن التطورات السورية، في ظل توالي إشارات إنهيار نظام بشار الأسد، ,قال مصدر اعلامي في تيار المستقبل في تقرير السياسي اليومي للتيار أن تداعيات إنهيار النظام لن تنأى بنفسها عن الساحة اللبنانية ، ربطاً بإحباط مخطط إغتيال العميد وسام الحسن وما يتم تداوله عن طرف "لبناني" كان يعده بـ"الوكالة".
وفيما لا تزال قضيّة حجب وزير الاتّصالات داتا المعلومات عن المديرية العامّة لقوى الأمن الداخلي تتفاعل، برز اليوم ما نشر عن ان رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب وليد جنبلاط تلقيا في الاسابيع الأخيرة معلومات من اجهزة لبنانية دعتهما الى اخذ الحيطة والحذر في تنقلاتهما.

وهذا التطور الامني بشأن محاولة اغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن قبل ايام في بيروت امكان اقتراب الوضع اللبناني برمّته من مرحلة جديدة شديدة الصعوبة، سواء ظلّ الاستقرار الامني الراهن محافظاً على ثباته ام تعرّض لاختراقات.
ولعل اللافت في هذا التطور الذي مازالت المعلومات التفصيلية الدقيقة المرتبطة به قيد التكتم، انه أثار خشية واسعة من عودة مسلسل الاغتيالات ولكن مع انقسام او اختلاف في الآراء حيال توصيف المحاولة وادراجها في خانة ملفات امنية قديمة او ضمن مناخ سياسي وأمني أوسع.
وتقول مصادر سياسية قريبة من دوائر أمنية معينة في لبنان لـنا ان الاعتقاد الغالب حتى الان يربط المعلومات التي توافرت للاجهزة المعنية عن محاولة اغتيال الحسن بملفات المحكمة الدولية، اكثر من اي عامل آخر وخصوصاً ان كشف الامر حصل ابان وجود المدعي العام للمحكمة الدولية دانيال بلمار في زيارته الوداعية لبيروت. وحتى لو لم يكن لهذا التزامن رابط فعلي، فان المصادر نفسها تعتبر ان ترجيح ربط المحاولة هو امر منطقي نظراً الى دور شعبة المعلومات في الكثير من هذه الملفات التي ستعود الى واجهة الاهتمام في الاسابيع المقبلة وخصوصاً اذا صحت التقديرات عن امكان اصدار بلمار قراراً اتهامياً جديداً قبل تخليه عن مسؤولياته في نهاية فبراير، يربط فيه جرائم محاولات اغتيال الوزيرين السابقين الياس المر ومروان حماده والامين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

من جهة ثانية كشفت معلومات لـ"النهار" ان رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط تلقيا في الاسابيع الأخيرة معلومات من اجهزة لبنانية دعتهما الى اخذ الحيطة والحذر في تنقلاتهما وخصوصاً عندما يغادران عين التينة وكليمنصو. وبعث بري رسالة الى جنبلاط في هذا الشأن خلال وجوده في موسكو. وحدّ بري تحركاته نتيجة لذلك.

ابلغت مراجع واسعة الإطلاع "السفير" ان هناك معلومات موثوقة وصلت الى الجهات المختصة منذ فترة حول رصد خطر أمني جدي يطال بري وجنبلاط، ما دفعهما الى التشدد في الإجراءات الأمنية مؤخراً. ووفق المعلومات، فإن حركة الرجلين والطرق التي يسلكانها عادة كانت خلال الأسابيع الأخيرة موضع مراقبة في إطار التحضير لمحاولة استهدافهما. وعُلم ان مؤشرات جديدة تتعلق بالتخطيط لاستهداف جنبلاط قد سجلت خلال الأسبوعين الماضيين.

 إلى ذلك، علمت "السفير" أن التحذيرات من إمكانية تعرض بعض الشخصيات للاغتيال دفعها الى التمويه في حركتها واستخدام سيارات الأجرة في تنقلاته. في وقت أبدت مصادر واسعة الاطلاع رسمية وامنية لـ"اللواء" تشاؤمها من تداعيات الازمة السورية التي بدأت ترفع الوضع الى درجة "خطير". واعتبرت ان التقارير الامنية التي وضع كبار المسؤولين في اجوائها، وستكون محور لقاء في بعبدا اليوم، بين الرئيس ميشال سليمان والوزير مروان شربل، تؤكد صحة المعلومات عن رصد اكثر من سيارة مفخخة تتحرك في غير مكان، لذا تطلب هذه المصادر بالتحرك وعمل سريع لئلا يدخل البلد في "النفق المظلم"، عبر حالة طوارئ شاملة، أو مؤتمر وطني يضع القادة اللبنانيين أمام مسؤولياتهم التاريخية

السابق
قيادة اليونيفيل : انتقال دوري ومغزى سياسي
التالي
المراقب العام للاخوان المسلمين في سورية: لا نثق بحزب الله