فياض في دافوس: عملية السلام لم تكن في وضع مؤسف الى هذا الحد منذ اوسلو

اعرب رئيس الوزراء د. سلام فياض امس في دافوس عن أسفه لكون العملية السلمية في الشرق الاوسط لم تكن يوما في وضع مؤسف الى هذا الحد منذ عشرين سنة، وقد جاءت احداث الربيع العربي لتدفعها الى المرتبة الاخيرة على جدول الاعمال العالمي.
وقال فياض «علينا ان نتمسك بالأمل (…) لكن في الوقت الراهن، يجب فعلا بذل الكثير من الجهود للاحتفاظ بالامل عندما نرى ما آلت اليه عملية السلام». واضاف «منذ بداية اوسلو، لم تفتقر العملية السياسية ابدا الى هذا القدر من الجدية»، في اشارة الى مفاوضات السلام في 1991 التي ادت الى اتفاقيات اوسلو في 1993.

وخلال جلسة النقاش نفسها، اعتبر الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس المقتنع بأن الحل بات في متناول اليد، انه من الافضل على العكس ان تبقى الدول الكبرى بعيدة وتترك الطرفين يتوصلان الى اجراء مفاوضات مباشرة. وقال «اعتقد ان جهودا دبلوماسية يجب ان تبذل في ما بيننا (فلسطينيون واسرائيليون) لان اللجنة الرباعية الدولية لديها انقساماتها الخاصة لأن هناك انتخابات في الولايات المتحدة وروسيا».

وشارك بيريس وفياض في مناقشات حول احتمالات التوصل إلى سلام في الشرق الأوسط، وذلك في المنتدى الاقتصادي بسويسرا. وأفادت التقارير الإسرائيلية أن بيريس اعتبر مرور أكثر من 20 عاما على ما يسمى بـ»عملية السلام» ليس فترة زمنية طويلة من الناحية التاريخية. كما طالب بحث الشعب الإيراني على إسقاط النظام، وتقليص تدخل إيران في الشرق الأوسط.
وقال إنه بالرغم من أن المحادثات لم تصل حد التوصل إلى اتفاق، فإن العمليات التي حصلت على الأرض غطت على ذلك ودفعت باتجاه حل الدولتين. وزعم بيريس أن «الفلسطينيين بنوا دولة بشكل مواز للمحادثات. فقد بنوا جيشا يهتم لأمنهم، ولكن ذلك ليس بديلا للمفاوضات».
وقال أيضا إن «سلام فياض ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قاما بعمل جيد، وأثبتا أنه يمكن بناء دولة بشكل مواز بحيث لم يذهب الوقت سدى. كما قاما ببناء قوة مستقلة تهتم بالأمن، وللمرة الأولى يوجد للفلسطينيين قوة عسكرية مستقلة.. من الممكن بناء دولة دون مفاوضات».
كما ادعى بيريس أن «حكومة بنيامين نتنياهو، الذي جاء من اليمين الإسرائيلي، وافقت على حل الدولتين وعلى البناء والسلام الاقتصادي». وادعى أيضا أن إسرائيل لم تتنازل عن السلام، وأنها وافقت على حل الدولتين كاتفاق أساسي. وأضاف أن المفاوضات يجب أن تكون دون وسائل إعلام.
وقال بيريس إن «العمليات التي تحصل في الشرق الأوسط ليست مرتبطة بإسرائيلن وأن المبادرين إلى الربيع العربي يستخدمون الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كذريعة للنزول إلى الشارع». وزعم أيضا أن «إسرائيل ملتزمة تاريخيا بصنع السلام مع الفلسطينيين لأن التقاليد اليهودية تمنع سيطرة اليهود على شعوب أخرى».

ونقل عن فياض قوله إن «الطرفين يجب أن يحافظا على الأمل، وأن بناء الدولة والمفاوضات مهمان بشكل متساو». وأضاف أنه من أجل إيجاد سبب موضوعي للتفاؤل بالسلام فإنه يعتقد أن بناء الدولة يجب أن يلقى اهتماما أكثر مما هو اليوم، وأيضا الوضع في قطاع غزة بحاجة إلى اهتمام أكثر.
وردا عليه، قال بيريس إن المفاوضات يجب أن تكون مباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، بادعاء أنهما «ناضجتان بما يكفي للقيام بذلك، وأن الموضوع الفلسطيني الإسرائيلي ليس عالميا».
وردا على أقواله، قال فياض «إذا نظرنا إلى طبيعة الصراع، نرى أننا بحاجة إلى مساعدة دولية لحله.. أعتقد أن رياح 1999 تعود لتهب ثانية، ولذلك يجب أن يتدخل العالم ثانية في عملية السلام.. نحن نتقاتل من أجل الجلوس سوية والحوار.. حان الوقت للاعتراف بفشل هذه العملية».
وانتقد بيريس الخطوات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي ضد إيران باعتبار أنها «أقل من المطلوب». وبحسبه يجب إنهاء تدخل إيران في الشرق الأوسط، كما ادعى أن إيران حولت قطاع غزة إلى قاعدة لإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، وأن حزب الله قضى على لبنان تقريبا.
وأضاف أنه على المجتمع الدولي أن يدفع الإيرانيين إلى الاعتقاد بإمكانية إسقاط النظام، مشيرا إلى أن «إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تطالب علانية بتدمير دولة أخرى هي إسرائيل».

السابق
سعد الحريري هنا.. وهناك
التالي
عباس: المحادثات انتهت بلا نتائج