داخل الكهف

تقول الحكمة الشعبية: كل شيء يبدأ صغيراً ثم يكبر الا المصيبة تبدأ كبيرة ثم تصغر.
حفظنا هذا القول عن كبارنا وصرنا نردده عفواً من دون ان ننتبه الى ان لبنان بدأ صغيراً ثم كبر، ثم بعدما كبر راح يصغر ويصغر كما المصيبة.
وهل من مصيبة افظع مما هو قائم الآن في هذا البلد الذي لا يعرف واحدنا فيه متى يقع البناء فوق رأسه او متى يهاجر اولاده او ان كانوا سيعودون.
ها هي الحكومة كما الحصان الاعرج في سباق الحواجز، وها هو رئيس الجمهورية يقول انها "قليلة الانتاج".. ها هو المجلس النيابي، مجرد حقل رماية سياسية.
ها هي التعيينات متوقفة ومعطلة ومشاريع على الورق للماء والنفط والغاز والزراعات البديلة.

لا فائدة طبعاً من استذكار الافكار الميتة. نحن لا نتذكر امواتنا الا لنطلب لهم الرحمة.
الآن بات بالامكان سؤال قوى الممانعة: لقد نجحتم وابعدتم سعد الحريري عن الحكم ثم اسقطتم اتفاق (السين سين) ثم توليتم السلطة، فماذا حققتم حتى الآن؟
ليس من وراء هذا السؤال ضرب من الشماتة فنحن كلنا "في الهوى سوا" غرقتم وأغرقتم البلاد في كساد وفي فساد، دخلتم الى الكهف وادخلتمونا اليه ثم خرجتم وتركتمونا.
تفضلوا واحكموا فالسلطة بين ايديكم. انتم تشكلون اكثر من سبعين في المئة من مجلس الوزراء ولو شئتم لامتلكتم اكثر من تسعين فلماذا لا تتقدمون؟
لن تتقدموا لأن البلد لا تحكم بالكيد وبالنكايات، لا تحكم بنصف عقل او بنصف نعل.. ولنفترض ان غيركم قد اخطأ، ألم تنتبهوا بعد ان البلد الى كارثة؟
.. فليشرح لي احد عاقل ما علاقة الصراع مع اسرائيل بتصحيح الأجور؟
  

السابق
أبو جمرة: مشاريع نحاس شمولية
التالي
بيروت في السوق..الديموقراطية العربية