أصوات المشانق

بالأمس، في تلك الجلسة تلقى أحد الجالسين رسالة على هاتفه النقّال مضمونها تصريح أمير قطر الداعي الى إرسال قوات عربية الى سوريا.
ابتسم المتلقي وبعد ان قرأ الرسالة قال: سأذهب غداً لأسجل اسمي فأنا أريد المشاركة في تلك القوات وأحلم بأن أوقف السيارات في سوريا وأطلب من ركابها "الهواوي".
استاء بعض السامعين وضحك آخرون، لكن الفكرة بما تحمل في مضمونها، فتحت الباب لنقاش واسع حول موقف اللبنانيين مما يجري في سوريا.
ليس في مقدور أحد أن يحصي مؤيدي النظام ولا الذين يعارضونه، وليس بالإحصاء تقاس الأمور في لبنان الذي "لا يعترف رسمياً بالاحصاءات".

الموقف من سوريا ومن أي بلد عربي آخر بدأ ينزلق منذ فترة الى ذلك المكان الذي تكمن فيه ذكريات وطنية تحولت مع الوقت وتبدل الأحوال السياسية الى أساسيات طائفية ومذهبية.
لا يعني هذا قطعاً استبعاد المدلولات الفكرية والثقافية. فثمة شريحة واسعة من النخبويين الديموقراطيين والوطنيين والليبراليين يؤيدون في المبدأ أي تحرك شعبي ضد أي سلطة.
لذا سيكون من المنطقي الافتراض ان الانقسام اللبناني فريد من نوعه لا تقوى أكثرية فيه على التأثير ولا تقوى أقلية فيه على التغيير.

من المنطقي والحالة هذه ان يلام النظام في سوريا لانه لا يزال يتعاطى مع لبنان كحديقة خلفية له يتحكم في حكومته ومعظم سياسييه ويهمل التقرب من شعبه.
وأكثر من يلام، مؤيدو النظام السوري في لبنان الذين يواصلون استفزازهم للآخرين بلغة ليست بعيدة عن التهديد بالانتقام لاحقاً.
الخوف في هذه الحالة من ذلك اليوم حين يهوي النظام أو "ينتصر".. ستعلو المشانق في لبنان.
  

السابق
ضربه.. فهرب !!
التالي
مروان شربل: انتهت عملية رفع الانقاض وسحبت المعدات