الاخبار: مجلس الوزراء: خمس ساعات من أجل لا شيء

تأجلت أمس التعيينات الإدارية مرة جديدة، واستبعد ملف تصحيح الأجور وانتهت جلسة مجلس الوزراء قبل التطرّق إلى ملف وزارة السياحة. لم يناقش الوزراء أمس أي ملف خلافي، واستمر تأجيل غليان القضايا المتزاحمة على جدول أعمال مجلس الوزراء
التأم مجلس الوزراء أمس وكأنه لم يفعل، فلا التعيينات الإدارية المقرّرة سلفاً أعدّت ولا البحث تناول الملفات العالقة، وكأنّ الكتل الوزارية تنتظر الحلول من خارج الحكومة. وأكد أحد الوزراء أن الجلسة التي استمرت لنحو خمس ساعات كانت لتُنجَز في غضون ربع تلك المدة، لولا "تضييع الوقت والمطّ اللذين تخللاها على قضايا تُبحَث في كل جلسة". الرئيس ميشال سليمان، لم يرغب في جلسة أمس بالحديث عن الهدوء الذي تشهده الحكومة والعاصفة التي تنتظر مكوّناتها في حال استمرار غليان القضايا والقرارات التي لم تبحث فيها الحكومة بعد. تحدّث سليمان عن عاصفة أخرى، عاصفة ثلجية طبيعية متوقع أن تضرب البلاد اليوم، مطالباً الوزارات والهيئات المعنية بالتنبّه لها.
وفي ما يخص التعيينات الإدارية التي كانت معدّة لوزارة الخارجية، اشار متابعون إلى أنّ الوزير عدنان منصور سحبها من جدول الأعمال في بداية الجلسة بحجة إعادة النظر فيها، وإدراجها ضمن سلة متكاملة لكل التعيينات والترفيعات الدبلوماسية، بحسب ما توافقت عليه مكوّنات الحكومة. وأكد الوزير أن الترفيعات والتشكيلات الدبلوماسية باتت في مرحلة اللمسات الأخيرة، وانها قد تُنجز قبل جلسة مجلس الوزراء المقبلة. وعلى هذا الأساس، اقترح منصور تعيين الامين العام للوزارة ومدير الشؤون السياسية والقنصلية فيها في الجلسة التي ستقر فيها الترفيعات والتشكيلات. وعلى هذا الأساس توافق مجلس الوزراء على تأجيل التعيين. ونفت مصادر معنية بالاتصالات أن يكون وراء التأجيل عقَدٌ ما تحول دون إصدار الترفيعات والتشكيلات، رغم كل ما تردد امس عن تبديلات جذرية ستطوال المسودة التي عمل منصور على إعدادها.وإلى تأجيل التعيينات، تأجل أيضاً البحث في عدد من البنود، أبرزها بند "السياسة الشبابية" الذي تقدم به وزير الشباب والرياضة، والبنود المرتبطة بالخطط السياحية التي تقدم بها الوزير فادي عبود.
وقال وزراء من تكتل التغيير والإصلاح إنها "المرة الرابعة على التوالي التي يرفع فيها الرئيس سليمان الجلسة عند الوصول إلى البنود الخاصة بملفات وزارة السياحة". إلا أن وزراء آخرين أكدوا ان رفع الجلسة حصل لأنها استغرقت نحو خمس ساعات، وتم الاتفاق على ان تكون البنود المؤجلة في مقدمة جدول اعمال الجلسة المقبلة.
وسئل الوزير وائل بو فاعو عن الأمر بعد انتهاء الجلسة، فأشار إلى أنّ "وزير السياحة محق، وفخامة الرئيس ودولة الرئيس اكدا كما سائر الوزراء على ضرورة ان تعطى البنود المتعلقة بوزارة السياحة الاولوية في الجلسات القادمة، وبناءً على توجيه فخامة الرئيس ودولة الرئيس، ستكون الاولوية في جلسة الاثنين لبنود وزارة السياحة".

أما أبرز النقاشات التي حصلت في الجلسة، فتمثلت بالعودة إلى البحث في آلية صرف سلف الخزينة، مع تأكيد وزير المال محمد الصفدي، على حد قول بعض الوزراء، أنه لن يقبل بعقد سلف الخزينة بعد نهاية شهر شباط، فدار نقاش حاد حول كون القانون يتيح صرف السلف خلال عام كامل. ووصل النقاش إلى مشروع قانون الـ8900 مليار ليرة الذي احالته الحكومة إلى مجلس النواب، وأكد الصفدي أن إقراره سيحل المشكلة، لكونه سيسمح للحكومة برفع سقف إنفاقها عن القاعدة الإثني عشرية المستندة إلى موازنة العام 2005.
وبعد انتهاء الجلسة، تلا وزير الإعلام بالوكالة، وائل بو فاعور، مقررات الاجتماع التي تتلّخص بالآتي: الموافقة على مشروع القانون المتعلق بإجراء مباراة محصورة لملء بعض المراكز الشاغرة في مؤسسة كهرباء لبنان، تفويض وزير المال اصدار سندات خزينة خاصة بالعملات الاجنبية مخصصة حصراً لدفع تعويضات الاستملاكات ضمن حدود المبلغ الذي لا يزال متوفراً تحت سقف القانون رقم 450 تاريخ 29/7/2002، الموافقة على طلب وزارة الاشغال الاجازة لمصلحة سكك الحديد والنقل المشترك شراء 15 حافلة لنقل الركاب. إضافة إلى الموافقة على مشاريع القوانين الآتية: مشروع قانون النيابة العامة البيئية، المحميات الطبيعية، الادارة المتكاملة للنفايات الصلبة، حماية نوعية الهواء.

وعلى صعيد آخر، وللأسبوع الثاني على التوالي، يغيب النائب ميشال عون عن المؤتمر الصحافي المخصص لتلاوة مقررات الاجتماع الأسبوعي لتكتل التغيير والإصلاح، إذ قدّم هذه المقررات أمس أمين سر التكتل النائب إبراهيم كنعان. وأشار الأخير إلى الدور الذي يقوم به البطريرك بشارة الراعي وسعيه إلى "ملء الفراغات الموجودة بالادارة وحث المسؤولين على الوصول لهذه النتيجة". وتناول كنعان قضية تنظيم "القاعدة"، لافتاً إلى أنّ التكتل لم يرَ تراجعاً من وزير الدفاع فايز غصن عن كلامه، داعياً إلى الابتعاد عن إثارة الضجة حول هذا الموضوع. وتحدث عن كلام الوزير محمد الصفدي عن أوضاع وزارة المال، مشيراً باسم التكتل إلى أنه "اقل ما نستطيع قوله ان كلامه ووصفه لوضع الوزارة، كإدارة وكحسابات وكمركز مالي، دليل كافٍ على اهمية العمل الرقابي الذي قمنا به والذي كان من الضروري معه وضع الاصبع على الجرح للمعالجة بجدية ومسؤولية".
ومن جهة أخرى، تناول أمس رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، داعياً إياه إلى "توفير كل هذا العناء والموافقة على إجراء استفتاء برقابة دولية".
وتحدث جعجع عن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون للبنان، مشيراً إلى أنّ "القول لبان إنه غير مرحب به هو ضرب بعرض الحائط لكل الدولة والحكومة ورئيس الجمهورية والمؤسسات وبقية الشعب اللبناني". وحيّا جعجع موقف الرئيس نبيه بري الذي رأى أن بإمكان بان "خدمتنا بعدة مسائل"، معتبراً أنه "موقف رجل دولة وحين يحدد المواضيع بهذا الشكل فليس ارضاءً لبان بل سعي لتحقيق مصالح لبنان".
وعلى صعيد آخر، علّق الرئيس سعد الحريري على كلام الرئيس السوري معتبراً أنه "مثير للسخرية"، منتقداً تكرار الأسد لفكرة المؤامرة. أما كتلة المستقبل، فأشارت بعد اجتماعها الأسبوعي إلى أنّ "قضية تصحيح الأجور تحولت إلى مهزلة ومأساة"، محذّرة الحكومة من الاستمرار بهذا الإرباك والتقاعس. وتوقفت الكتلة أمام "الأهمية الاستثنائية لزيارة بان كي مون، بوصفها تشكل محطة أساسية في علاقة لبنان بالمنظمة الأممية، وتؤكد أهمية أن تشدد الحكومة اللبنانية على التصرف بما يليق بدولة تحترم شعبها ومواثيقها وأصول العلاقة التي تربطها بالأمم المتحدة".  

السابق
اللواء: سليمان يحث على اقرار زيادة الاجور وميقاتي يدعو للالتزام بآلية التعيينات مجلس الوزراء يرجىْء التعيين
التالي
اصابة شخصين في الجية جراء اطلاق النار عليهما