بعد السهرة..فاتورة!

"وين سهران عَ راس السنة؟" سؤال يتردد كثيراً منذ مطلع كانون الأول حتى الساعات الأخيرة منه، ليتحوّل في اليوم الأول من السنة الجديدة: "قديه كلّفتك سهرة راس السنة؟". يطرح السؤال انطلاقاً من الكلفة المتزايدة لسهرة لا تعدو كونها ليلة واحدة، وباتت تكلّف الكثيرين نسبة كبيرة من معاشاتهم، وتتخطى في أحيان – كثيرة أيضاً – الحد الأدنى للأجور.

تطفأ الانوار، وتعلو صيحات الحاضرين الذين يهللون لقدوم السنة الجديدة، ويودعون العام الراحل بقليل من الاسى. انها الساعة 12:00 منتصف ليل 31 كانون الأول، اللحظة التي تطوي عاماً وتطلق سنة جديدة. يحضّر اللبنانيون طويلاً لهذه الليلة ولحظاتها الفرحة، يحار بعضهم أين يسهر والبعض الآخر ماذا يرتدي، بينما يحسم كثيرون خياراتهم بتمضية السهرة "في المنزل مع العائلة او الاصدقاء". وفي الوقت عينه يجهد اصحاب المطاعم ومتعهدو الحفلات للتعاقد مع هذه المطربة او ذاك المغني لاستقطاب العدد الأكبر من رواد السهر الراغبين في تمضية الليلة خارج منازلهم.
تغاضت رلى رزق في ليلة رأس السنة عن الحمية الغذائية التي تتبعها منذ أشهر عدة، لأن سهرة كهذه "لا تترك مجالاً للإمتناع عن أي نوع من الطعام والحلويات"، فهي أمضتها في البيت مع الاصدقاء فاق عددهم العشرين "وهو أمر أكثر من رائع وأقل كلفة من تمضيتها خارج المنزل"، فالتحضيرات "من ألِفِها الى يائها لم تكلّف أكثر من ألف دولار"، وهو مبلغ "يوازي سعر بطاقة لشخص واحد في إحدى حفلات رأس السنة التي اقيمت في العاصمة".في المنزل أيضاً أمضت منى حمدان – الأم لثلاثة أولاد – ليلة رأس السنة "لأن توديع عام واستقبال آخر يجب ألا يتم الا مع أقرب الناس الى القلب". وهي عملت طوال يومين لتوفير الحاجات اللازمة لـ "جعل هذه الليلة مميزة، ورغم كل التحضير لم تتخطَ كلفة السهرة 300 دولار ذهب معظمها ثمناً للطعام".
أما بالنسبة الى علي السلمان، فكان 2011 "واحداً من أجمل الأعوام"، فيه تعرف الى سناء التي أصبحت خطيبته "وكان لا بدّ من ان نحتفل بهذه المناسبة معاً". أمضى الخطيبان السهرة في مطعم "أجواؤه رومنسية غير صاخبة، وهذا هو المطلوب. في مناسبة كهذه الثياب الجديدة ضرورية، والهدية أيضاً"، ووصلت الكلفة مجتمعة الى "800 دولار، وهو المبلغ الذي توقعت دفعه".

يفضّل ميشال أسمر دائما تمضية ليلة رأس السنة خارج المنزل "فالجَمعة في مناسبات كهذه تخرجنا من الروتين اليومي"، فأمضى السهرة مع الأصدقاء من دون ان يتكلف أكثر من 200 دولار "وهو السعر المتوجب على كل شخص في المكان حيث سهرنا".
من جهتها تفضل نادين ابرهيم المشاركة في حفلات ليلة رأس السنة "لأنها تكون مميزة لجهة الأجواء والمطربين الذين يحيونها، وتنسيك أن عاماً من حياتك مرّ ولن يعود، وتجعلك تتطلع الى المستقبل الذي لا يمكن ان تراه إلا مشرقاً". وتعتبر ابرهيم انه "لا يجب التفكير كثيراً في المبلغ الذي ندفعه في هذه الليلة لأنها لا تتكرر سوى مرة سنوياً"، وعليه ابتاعت بطاقة الى سهرة أقيمت في مجمع "البيال" بسعر 800 دولار، كما ابتاعت هدايا بـ 300 دولار "أي 1100 دولار، وهو مبلغ بسيط اذا كان قادراً ان يشعرني بالسعادة".
"التهييص" هو بالنسبة الى ميراي نجم "المسألة التي تحدد المكان" الذي يجب ان تسهر فيه ليلة رأس السنة، فاضافة الى الاصدقاء "الذين من غير الوارد ان اسهر من دونهم، نبحث دائماً عن المكان الذي يوفر الأجواء الأكثر صخباً، وعادة يكون أحد الملاهي الليلية". لم تتكلّف نجم كثيراً كما تقول "لكنني استمتعت الى الحدّ الاقصى بمبلغ لم يصل الى 150 دولاراً".  

السابق
صيدا تنجو من كارثة انفجار عبوة ناسفة تزن 6 كيلوغرامات
التالي
في السينما: حب وخيال وإثارة وفساد!