نهاد المشنوق يعترف بخطئه: قصدت الاحزاب الحاكمة وليس الشيعة

حضرة الأستاذ علي الأمين المحترم
سلام ،

قرأت وأنا على سفر ما جاء في مقالك اليوم(الاثنين) في جريدة البلد(حزب الله ونهاد المشنوق في "خطأ" شيعي واحد). وأود أن أوضح النقاط التالية محاولاً فض الشراكة في الخطأ "الشيعي" بيني وبين حزب الله، مع الإصرار على الشراكة الوطنية .
أولاً : اعترف بأنني أخطأت في التعبير وبالتالي التعميم "في افتعال غير مبرر" حين استعملت تعبير "الشيعة العرب" في حديثي مع السيدة جيزيل خوري "على العربية". ما قصدته أن الأحزاب "الحاكمة" في لبنان والعراق وقوى سياسية محدّدة في البحرين والكويت والسعودية وغيرهم من دول تؤكد على أولوية الولاء المرجعي الديني والسياسي للدولة الإيرانية. وإيران المعلنة في نصوص مسؤوليها تؤكد مرجعيتها لهذه الجماعات السياسية سواء المسلّحة منها أو المدنيّة.
لذلك فان التشابه في الدور بين الدولتين الإيرانية والإسرائيلية خارج حدودهما وارد.ولو كان هذا التشبيه في تقديرك ينمّ عن عدم حسن ظنّ. فالمسألة هنا ليست دينية بل سياسية بالمعنى المطلق للسياسة بما هي استعمال لكل الأسلحة وخاصّة المحرّم منها لدى هاتين الدولتين وغيرهما من الدول أيضاً حين يتعلق الأمر بالمصالح. والتشابه هنا ليس من باب المساواة ، أو عدم معرفة بالطبيعة الاسلامية المشتركة بين الإيرانيين وبين العرب ، بل هي اشارة الى ضرورة الإعتراف بهذه الاشكالية الاستراتيجية للدور الإيراني مع بعض الاحزاب والقوى السياسية المشار اليها وبالحوار فقط .
ولو كنت اقصد غير ما أكتبه لك لما قلت في مقطع آخر من المقابلة نفسها أن المسلمين الشيعة شركاء في العروبة والوطنية والاستقرار والاقتصاد والسلطة أيضاً.ثانياً: لا أدّعي التخصص في المسألة الشيعية ولا في المسألة السنيّة ديناً أو تاريخاً إلا حين يتعلّق الأمر بتماسك الدولة الوطنية التي أعرف عنك وعن بيئتك مدى تمسكك المبدئي بها.
ثالثاً : لا بد أنك تعلم وقد ورد هذا في نص مقالتك مدى المأزق الذي تسببّه الأزمة السورية بما هي ثورة في مواجهة نظام استبداد واغتصاب في العلاقات بين القوى السياسية الإسلامية إذا صح التعبير والصمت هنا يتلبّس شخصية الشيطان الأخرس على حد قول سيّدنا علي رضي الله عنه.
رابعاً: أقدّر لك ولمن تمثل صلابة الموقف من "الربيع العربي" الذي لم يعد مشروعاً بل هو قدر من الحرية يشارك فيه الجميع مواطنة متساوية في الحق والواجب سواء في السعودية والبحرين وفي كل أرض عربية.
خامساً: أتمنى لو أن المملكة العربية السعودية تتبنى ما جاء في وصفك لخصوصية العلاقة مع كتلة المستقبل، لكنها – أي السعودية- تدخل إلى الدولة من أبوابها المنفتحة على كل الطوائف وحين تشتبه أن سياستها تتسبب بحساسية مذهبية أو طائفية تنكفئ إلى حد التغاضي ولو عن شيءٍ من الحق الإنساني.
من هنا فان مقارنتك للدول والأدوار ليست بحجم اختصاصك في المسائل الأخرى التي وردت في مقالتك، فضلا" أن الناصرية صارت عهداً من الماضي وليس الحاضر أو المستقبل.
ختاماً صحيح أنني أخطأت في التعميم، لكنك اعتمدت في الرد بيت المتنبي الذي أوله " ألا يجهلنّ أحد علينا " فكنت أكثر حدّة وافتعالاً، لكنني على عكسك متأكد من حسن ظنّك ومسعاك أيضاً.

السابق
موقع واينت الإخباري : الانفجار الذي وقع في مصنع للفولاذوسط ايران ربما كان في اطار العمليات التي تستهدف البرنامج النووي الايراني
التالي
السفير: مخيمات النزوح السوري خطأ إداري أم سياسي؟ الحكومة تقرّ مشروع استعادة الجنسية من الأب والجد … وليس الأم