الحملة الايرانية على البحرين

في واحدة من اشد مظاهر الاستفزاز السياسي الاقليمي, تستمر الحملة الاعلامية العدوانية الايرانية الشرسة ضد مملكة البحرين, والتي بلغت مبلغا عدوانيا بالغ الضراوة من خلال استعمال الهجمات الطائفية النتنة, وتوظيف العناصر العميلة او المرتبطة بالمشروعين الايراني الصفوي والسوري التخريبي لتشويه كل المواقف الرسمية الانفتاحية لمملكة البحرين, ومحاولة استعداء المنظمات الدولية عن طريق تقديم الشكاوى الكيدية التافهة, والتي برع بها و تميز احد العناصر المعروفة في الكويت بارتباطاتها مع المخابرات السورية تحديدا!

والذي وصلت فيه الجراة والصلافة والعدوانية حدا جعلته يعتدي على سمعة ومكانة جلالة ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة المعروف بتواضعه وسعيه الدائم الى الحوار والانفتاح على مختلف الرؤى والتيارات, وقد تزامنت الحملة القذرة التي يقودها تلفزيون "العالم"الايراني بالتعاون مع عملاء الاحزاب الايرانية في العراق وعملاء النظام الايراني من البحارنة واسمائهم ورموزهم وتواريخهم معروفة ومرصودة, مع سعي السلطات البحرينية الى تنبيه العالم العربي والعالم بأسره لخطورة المشاريع الايرانية العدوانية الهادفة الى تفتيت المنطقة من الداخل من خلال اشعال الفتن, وتغذية النزاعات الطائفية, واستخدام طوابير العملاء ومعتنقي المشروع التخريبي الايراني لاحداث اختراقات داخلية خطيرة في بنيات المجتمع الخليجي العربي الذي يتعرض اليوم لغزوة سياسية و طائفية خطيرة مع تركيز ايراني واضح على محاولة زعزعة الانظمة وحتى اسقاطها بدواع مختلفة هدفها الرئيس تعزيز الدور الامبراطوري الايراني من تحت عباءة الشعارات الدينية والطائفية التضليلية,خصوصا وان قواعد التحرك والياته تنطلق من العمق العربي والخليجي ذاته ومن العراق تحديدا الذي تهيمن على مفاصل سياسته العامة المؤثرات الايرانية بدلالاتها وحمولاتها الايديولوجية, ففي مدينة النجف العراقية مثلا يوجد حاليا ما يسمى بحكومة بحرينية موقتة مكونة من عملاء النظام الايراني, وبرعاية الاحزاب الطائفية العراقية, خصوصا حزبي "الدعوة" والمجلس الايراني الاعلى"!

وبقية الجماعات التابعة لهيمنة ونفوذ فيلق القدس للحرس الثوري, وهي كثيرة ومتنوعة, ومن يراقب الاداء الاعلامي لمجموعة القنوات الفضائية لتلك الاحزاب والجماعات سيعرف مدى الضخ والشحن الاعلامي والتركيز على الملف البحريني ومحاولة تصوير المؤامرة الطائفية الايرانية هناك بكونها ثورة شعبية! وهو تزوير اعلامي محض وعدواني بالغ الخطورة, من دون شك ان اولياء الامر في مملكة البحرين وبقية المنظومة الخليجية على علم كامل بكل اسرار وتفرعات وملف الهجمة الايرانية المركزة, خصوصا ان نظام طهران يعتقد بان البحرين هي الحلقة الاضعف لاختراق الامن الخليجي رغم وجود خطط بديلة اخرى وجيوش من العملاء الطائفيين الشعوبيين, بعضهم معروف والبعض الاخر مستتر ويمارس "التقية" السياسية انتظارا لليوم الموعود, والذي قطعا لن يأتي ابدا مهما بلغت درجة الخبث السلطوي الايراني, فالشعب البحريني بقيادة شرعيته الدستورية والتاريخية الداعية الى الاصلاح والمؤمنة به, قد اسقط المؤامرة الايرانية الخبيثة وهو ما اطار صواب النظام الايراني الذي بات يتخبط خبط عشواء ويورط انصاره وعملاءه في المنطقة, ويكشف اوراقهم ودجلهم وخبثهم التاريخي "البرمكي" المعروف, وشعوب الخليج العربي تدرك هذه الحقائق, وهي بالتالي تعمل باصرار على تحصين الجبهة الداخلية وتفعيل الاتفاقيات الامنية ورفض الدعاوى الايرانية الخبيثة التي تعتبر قوات درع الجزيرة العربية بمثابة "قوات احتلال" فيالبؤس ما يفكرون ويخططون.

الفشل الايراني التام في البحرين ستكون له انعكاسات ارتدادية على البنية العامة للنظام الايراني, والذي يعاني اليوم من ترنح وانعدام وزن, ومن رعب قاتل يحاول اخفاؤه بالهستيريا الايرانية التهديدية المعروفة التي ستتلاشى وتذهب ريحها السوداء مع التلاحم الكامل بين الشعب والنظام في البحرين, والالتفاف حول الشرعية, والمشاركة الواسعة في الحوار الوطني والاصلاح الشامل, اما صراخ وعويل عملاء طهران فقد فضح العملاء ذاتهم, وفضح من يقف خلفهم, واعطى للمواطن الخليجي والعربي حصانة ذاتية من التجنيات الايرانية الفظة التي تهاوت كاوراق الخريف اليابسة. لن ينجح ابدا اهل المشروع الايراني في حملتهم التضليلية الاسقة برموزهم المتهاوية والعاجزة والذين يواجهون اليوم حقيقة انهيار انظمة الدجل والارهاب التي ارتضت ان تكون مطية ايرانية متقدمة في العمق العربي, وسيتبدد الحلف العدواني الشعوبي الايراني بكل عناصره الضالة المضللة, وللبحرين واشقائها رب يحميهم, وارادة واسعة من الحرية ستحرق صدور وعقول صانعي ومصدري الارهاب في ايران.
لقد فضح الله الفئة الباغية في طهران وافشل مؤامراتها الخبيثة ورد كيدها لنحرها السقيم, والبحرين العربية الحرة اعلى مقاما واشد باسا من ان تنال من طودها الشامخ زمر من العملاء والقردة والجواسيس… من اتباع الشياطين الجدد.

السابق
الفلسطينيون يتوعدون باتخاذ قرارات ستغير وجه الشرق الأوسط
التالي
14 آذار يستكمل تسليح جماعاته استعداداً للحرب الافتراضية التي يتحدث عنها !!