خطة قطرية مرفوضة !!

 سورية في إفشال الخطة القطرية في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد في القاهرة يوم الأحد الماضي، والتي كانت تهدف إلى تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية استكمالاً لمشروع المؤامرة الكبرى عليها في محاولة لعزلها دولياً وعربياً وإقليمياً، هذا المشروع الذي ترعاه الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وحلفاؤها من الدول العربية والإقليمية.

وتقول مصادر سياسية بارزة ومواكبة لحركة الوضع السوري في شقيه السياسي والأمني، إن ما صدر عن الجامعة العربية بخصوص تشكيل لجنة تضم بعض وزراء الخارجية العرب برئاسة وزير خارجية قطر لزيارة سورية، والتواصل مع جميع الأطراف فيها من أجل التحضير لحوار في ما بينها في جامعة الدول العربية، هو من ناحية المنطلق والفكرة مقبول بخطوطه العريضة، ولكن ما هو ليس مقبولاً تحديد الوقت لإجراء الحوار وثانياً ترؤس دولة قطر اللجنة الوزارية. 
وتضيف المصادر السياسية، ان اللجوء إلى أسلوب يشبه كثيراً أسلوب رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان في تعاطيه مع الملف السوري لناحية التهديدات المبطنة، وفرض أجندات وتواريخ محددة، هو أمر مرفوض كلياً من جانب القيادة والشعب في سورية، وأن أي حوار يمكن أن يحصل يجب أن يكون على الأرض السورية وبحضور الجامعة العربية وأن قوى المعارضة التي تريد المشاركة في الحوار تشارك كأطراف وليس ما يسمى بمجلس انتقالي تشكل بإرادة أميركية وتشجيع تركي وعربي، والشق الثاني في موضوع تشكيل اللجنة الوزارية العربية، يتعلق بالجهة التي ترأس هذه اللجنة، فسورية ترفض أن تكون قطر هي رئيسة اللجنة، لأن قطر تعتبر طرفاً وتحرّض إعلامياً ومالياً على ما يجري في سورية، وهي بذلك لا يمكن أن تكون وسيطاً، إلا إذا غيّرت سياستها تجاه ما يجري في سورية خصوصاً في المجال الإعلامي عبر قناة "الجزيرة" مع الاعتقاد أن هذا الأمر لن تلجأ إليه دولة قطر، ولكنه في الوقت نفسه شرط أساسي لقبول سورية أن ترأس قطر اللجنة الوزارية العربية التي ستزور سورية، وباختصار شديد وواضح فإن القيادة السورية لم تتخذ قراراً نهائياً بهذا الخصوص، إلا أنها تميل إلى رفض زيارة اللجنة الوزارية العربية في حال لم تتنحّ قطر عن رئاستها.

وترى المصادر السياسية، أن خلفية اجتماع وزراء الخارجية العرب في هذا التوقيت وبهذه السرعة، كان يهدف إلى الرد على المبادرة الروسية ويقطع الطريق عليها، وذلك بناء على طلب أميركي في محاولة لإفشال المبادرة الروسية لإجراء حوار بين الدولة والمعارضة في سورية، فالأمر نفسه ينطبق على ضرورة تحجيم الدور التركي أيضاً، وإيهام العالم بأن هذا الدور مطلوب أن تقوم به جامعة الدول العربية، ولكن سورية لا يمكن أن تتنازل عن سيادتها واستقلالها وقرارها الحر، وهي عندما وافقت على الدور الروسي في إجراء حوار بين الدولة السورية والمعارضة، كان ذلك نتيجة الموقف الروسي المتوازن من الأحداث في سورية، ورفضه الكامل لأي تدخل خارجي في الشأن السوري كما حصل في ليبيا، وكان بمقدور قطر أو تركيا أن تقوما بمثل هذا الدور الروسي لو كانت مواقفهما متوازنة، ولكن بما أنهما متورطتان في مخطط التآمر الأميركي على سورية، فإن أي محاولة للعب أي دور في الأزمة السورية ستكون فاشلة ومرفوضة من قبل القيادة والشعب في سورية.  

السابق
الأجهزة الأمنيّة السوريّة
التالي
عبود: بعض وزراء الحكومة الحالية ما زالوا يعتمدون النهج السابق نفسه