مؤسسة جرحى المقاومة: أنشئت لتلبية حاجة ملحّة

 كالضوء من العتمة، ظهرت مؤسسة الجرحى لتمد يد العون لجرحى المقاومة الاسلامية وتتحمل المسؤوولية أمام رجال باعوا الدنيا ليشتروا أنفسهم، فأسست دور الرعاية التأهيلية، الطبية، والترفيهية لهم ولعوائلهم، وأطلقت عليها اسم (البيت) ليكون الدار الذي يجمعهم ويشعروا فيه بالراحة والأمان، وليجدوا علاجاً لأجسامهم يحسِّن من أوضاعهم، وقد توزعت هذه البيوت على المناطق اللبنانية كافة بشكل يسهّل عليهم قصدها أينما كانوا، وغير ذلك فهي تقوم بالنشاطات المستمرة لهم والمؤتمرات التي تطالب بحقوقهم. ولتسليط الضوء على هذه المؤسسة كان لنا اللقاء التالي مع مدير المؤسسة في الجنوب الحاج نضال برجاوي.
• ما هو الهدف الرئيسي من مؤسسة الجرحى وكيف نشأت؟
"الجمعية اللبنانية لرعاية الجرحى ومعوقي الحرب" هو الاسم الرسمي ل"مؤسسة الجرحى" وهي أنشئت بناء للحاجة الملحّة في المجتمع الجنوبي بعد الاحتلال وما نتج عنه من التصدي والمعارك، فكان لا بد من تخصيص المجتمع بمؤسسة خاصة لشؤون الجرحى المقاومين والمدنيين جرّاء الاعتداءات الوحشية الاسرائيلية وخصوصا في التسعينات بعدما تعزز العمل المقاوم، ومن ثم الحروب الكبرى المتتالية في نيسان وتموز 2006 وعندها صارت الحاجة أقوى لمؤسسة منظّمة ذات بنى تحتية تهتم بأمور الجرحى.
• ما هي الأقسام والبيوت التي أسستها المؤسسة؟
بدأت المؤسسة أولا بمراكز ادارية ثم عملت على انشاء منشآت صحية وتأهيلية مثل "مشروع بيت الجريح" في جويا لترعى العملية التأهيلية الطبية للمعوقين وفي شكل آخر كمشروع منتجع الفردوس الترفيهي والتأهيلي في الدوير، ومحترف بيت الجريح في تول الذي يضم الورش الحرفية للتأهيل الحرفي والمهني لتكتمل عملية محاكاة الحاجة الموجودة لهذه الشريحة من الناس.
• هل هي مراكز للاقامة الدائمة أم أنها مراكز تأهيلية للحاجة فقط، وهل تتعدى التأهيل الجسدي الى تأهيل فكري وعملي؟
في كلا المشروعين في (جويا والدوير)، لا يوجد اقامة دائمة، بل يخضع الجريح وعائلته للبرامج التي تقرها المؤسسة فهناك برامج ودورات ممكن ان يكونوا فيها نزلاء في الموتيلات او الشاليهات التابعة للمنتجع حيث يتواجد النزيل فيه مع عائلته، وهناك التأهيل الجسدي الصحي أي العلاج الفيزيائي والمعينات الطبية ويوجد الأجهزة الطبية الأزمة له، والأطراف الإصطناعية كأنواع العلاج الإنشغالي. أما التأهيل العملي والفكري فهو عبر دورات على الكومبيوتر والحفر على الزجاج والعمل على الفخار، والورش في صناعة القش والخيزران وهذه الأعمال متاحة فقط لمن ترعاهم المؤسسة فقط.

• هل تستطيع هذه المراكز تلبية حاجات جميع الجرحى أم ما زال هناك حاجة للتوسيع والزيادة في المراكز أكثر؟
تتابع المؤسسة حالات الجرحى جراء الاعتداءات الاسرائيلية ،في الجنوب تحديدا يوجد 1985 جريحاً منهم 437 لديهم اعاقات كبيرة وآثار قوية، وبالتأكيد يتم التركيز في العملية الرعائية لهم، أما الباقي فهم ذوو اصابات لم تترك أثرا قوياً تحرمهم من فرص العمل. وما زال الجريح يندمج مع المجتمع بشكل طبيعي وممكن أن يحتاج أحياناً لعلاجات معينة، وبالنسبة لمركز العلاج الفيزيائي، يستطيع المرضى من غير الجرحى الاستفادة من خدماته مقابل بدل مادي يدعم مداخيل المركز.

• هل يشعر الجريح بالرعاية الكاملة مع هذه التقديمات أي (ضمان طبي، تعليمي،..) في الزواج مثلا له ولعائلته؟
المعيار في الخدمات هي بحسب درجة الإعاقة فمن لديه اعاقة كبيرة تكون الرعاية شاملة اي (طبية، صحية، تربوية) له ولعائلته، مما يؤمن له العيش الكريم في المجتمع.

• أين نرى الدولة فيما يخص حاجات الجرحى وهل يستفيدوا من الحقوق كغيرهم من المعوقين؟
يستفيد الجرحى أحيانا من تعويضات مالية من مجلس الجنوب وحقهم محفوظ، وهم يخضعون للقانون 22 الخاص بالمعوقين الذي تم اعتماده، ولكنهم يستفيدون من القلة القليلة من قوانينه المطبّقة، وهذا القانون هو مطلب كل الجمعيات الأهلية، والجرحى الآن ممن يشاركون في المدافعة والمناصرة في قضية المعوقين ولتسريع صدور المراسيم التطبيقية لهذا القانون التي تضمن حقوق ومطالب المعوّق. ولكن لا شك بأن امكانات الدولة هائلة، وفي منطقة مثل الجنوب وما حصل فيه من حروب ونكبات من اوله وحتى آخر منطقة فيه، فهناك حاجات ضخمة وحرمان تاريخي بفعل الاحتلال المباشر وغير المباشر مع وجود القنابل العنقودية وما يسفر عنها من آثار سلبية…
أما عن منتجع الفردوس الترفيهي في الدوير فقد نشأت فكرته عن الحاجات الى بنى تحتية خاصة بشريحة الجرحى وخصوصاً مع غياب البدائل، و كان هذا المحفز الأساسي للقيام بهذا المشروع، و قد وضع حجر الأساس في سنة 2000 وانتهى تنفيذه في سنة 2004 و يقع على مساحة أرض 32 دنم مؤلف من موتيل، شاليهات، مسجد، منشآت مبان وقاعات، ملاعب رياضية، مسابح، حدائق، تراسات، كافيتيريا و خدمات أخرى يستفيد منها كافة أفراد المجتمع.
 

السابق
إعادة بناء وتأهيل قاعة التعزية في مقبرة صيدا القديمة
التالي
الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني في صيدا: أسئلة ونقاشات حول الجدوى والتمويل والديمقراطية