العثمانيون الجدد

فتح الله كولن يجسد منهج الله في الدعوة والعمل
التجار الأتراك يجددون سيرة أبي بكر وعثمان وقيم الإنفاق في سبيل بناء المجتمع
هل يعود التجار إلى لعب دورهم الحضاري في مسيرة الأمة؟
إسرائيل تنزعج من المسلسلات التلفزيونية التركية

قام الأتراك العثمانيون, في العصور الوسطى, بدور حاسم في حفظ الإسلام, وتجديد اندفاعته الحضارية, وكذلك في إعادة بناء الدولة الإسلامية, وتجديد الفتوحات الإسلامية, فعلى أيديهم فتحت القسطنطينية, تحقيقاً لبشرى رسول الله. وظلت جيوشهم مندفعة حتى توقفت عند أسوار فينا. ثم كان ما كان من تآمر الماسون وقوى الإلحاد على الدولة العثمانية, وسيطرت يهود الدونمة عبر جمعية الاتحاد والترقي, التي افتعلت الصراع بين مكونات الدولة العثمانية, وخاصة العرب والترك. فاجتمع ذلك إلى سائر عوامل نهاية الدولة العثمانية المعروفة. واليوم وبعد ان استفاق الإخوة الأتراك من صدمة ما حدث في الحرب العالمية. بدأت تباشر انطلاقهم لاستعادة دورهم في بناء دورة التدافع الحضاري التي تعيد للمسلمين مكانتهم تلوح في الأفق. ومظاهر ذلك كثيرة, ليس أهمها المواقف السياسية التي تتخذها الحكومة التركية بزعامة طيب رجب أردوغان. فهذه المواقف هي إفراز للتغيير الجوهري الذي حدث ويحدث في صلب تركيبة ومفاهيم المجتمع التركي. وهو التغيير الذي أسس له وقاده علماء أجلّاء يبرز في طليعتهم الأستاذ فتح الله كولن, مؤسس تيار الخدمة الإيمانية القرآنية. الذي بدأت تأثيراته الايجابية تظهر ليس في تركيا فحسب. بل امتدت إلى كل أنحاء العالم بفضل إيمان الرجل بأن الإسلام دين عالمي جاء للبشرية كلها. وبفضل أداء العثمانيين الجدد, والنسبة هنا إلى سيدنا عثمان بن عفان الذي شكل ويشكل النموذج الأمثل للمؤمن الذي يسخر تجارته وماله لنشر دعوته وخدمته. وهو ما يفعله تجار تركيا الذين تربوا في مدرسة الأستاذ فتح الله كولن الذي يجسد نهج النبوة في الدعوة.

إن المتمعن في أسلوب عمل ودعوة الأستاذ فتح الله كولن يكشف دون كبير عناء ان الرجل يسير على نهج رسول الله, في الدعوة والبناء. وانه يربط القول بالعمل. بعد ان اكتشف حقائق المنهج النبوي في الدعوة. وأزاح الركام عن الكثير من الحقائق, التي غابت عن المسلمين.

ومن الحقائق الكبرى في تاريخ الدعوة الإسلامية, التي جرى تغييبها عن جهل من المسلمين, وعن سوء نية من أعداء الإسلام, الذين يروجون أكذوبة نشر الإسلام بالسيف. حقيقة الدور الذي لعبته طبقة التجار في نشر الإسلام, وتنميه المجتمع الإسلامي. بل وإقامته أساساً, بعيداً عن السيف والإكراه. لكن من خلال الخلق الحسن وضرب المثل والنموذج في التعامل الإنساني الراقي. ومن ثم تسخير المال لبناء وتنمية المجتمع. وهو ما يعبر عنه في المصطلحات الحديثة بدور (الرأسمال الوطني في التنمية).

إن من الحقائق الاقتصادية الكبرى, أن التجارة هي العماد الرئيس لأي اقتصاد. وهي ركيزة أي تنمية. لأنه بالتجارة ومن خلالها يجري تسويق أي صناعة أو اختراع في أي مجال من المجالات. ولولا عملية التبادل التجاري لظلت الشعوب متقوقعة على ذواتها. ولما عرفت البشرية دورات تفاعل الحضارات وتدافعها. ولظل إنتاج كل فئة بشرية محصوراً بها.

ولأن للتجارة كل هذه الأهمية في حياة الإنسان الفرد, وفي حياة الجماعة ولأنها جسر التواصل بين الشعوب والجماعات البشرية, ولأن الإسلام دين الناس كافة, فقد خص القرآن الكريم التجارة والتجار, بما لم يخص به مهنة أخرى من المهن. وجعلها أعظم وأبرك سبل تنمية المال. قال تعالى في سورة النساء: ?يا أيها الذين امنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم? وقال عز وجل في سورة البقرة: ?ألا تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها?. وقد أكد سبحانه وتعالى على حقيقة ان التجارة هي مصدر الرزق الحلال في أكثر من آية من آيات القرآن الكريم. من ذلك قوله في سورة البقرة: ?ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا?. بل ان الله سبحانه وتعالى وصف أعمال عباده الصالحين بالتجارة معه سبحانه وتعالى. وهذا المعنى تؤكده الكثير من الآيات القرآنية. مثل قوله تعالى في وصف عباده الصالحين بأنهم: ?يرجون تجارة لن تبور? بل ان الله عز وجل وصف طريق الخلاص لعباده وفوزهم برضاه بالتجارة المنجية, لقوله تعالى في سورة الصف: ?يا أيها الذين امنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم? وبالمقابل فقد وصف سبحانه وتعالى خسران الكفار من خلقه بخسران التجارة بقوله تعالى في سورة البقرة: ?أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم?. وقد نبه القرآن الكريم قريشاً إلى نقمة الله عليهم بالتجارة بقوله تعالى: ?لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف * فليعبدوا رب هذا البيت * الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف?. فمن المعروف ان اقتصاد مكة وقريش كان يقوم على التجارة. التي اعتبرها سبحانه من نعم الله التي توفر لهم الأمن والأمان.

ومثل الآيات القرآنية التي تبين أهمية التجارة, كذلك الأحاديث النبوية. غير ان اللافت, ان التجارة كانت مهنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, التي عززت في أذهان الناس صورته ولقبه (محمد الأمين). وكانت سبباً في زواجه من أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد. أول من أسلم. وأول من ثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأول من بذل ماله وتجارته خدمة للدعوة الإسلامية. وعلى نهجها عليها رضوان الله سارت فئة التجار المؤمنين, الذين كان لهم الفضل المميز في نشر الإسلام, وبناء المجتمع الإسلامي القائم على العدل والإحسان والتكامل. وقد لخص رسول الله صلى الله عليه وسلم دور السيدة خديجة وتجارتها ومالها في حماية الدعوة بقوله عليه السلام عنها: (آمنت بي إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس).

ومثل السيدة خديجة أول امرأة أسلمت, كان أبو بكر الصديق عليه رضوان الله أول رجل أسلم مع رسول الله وسخر تجارته كلها لخدمة الدعوة ونشرها. وكثيرة هي القصص المعروفة عن تسخير أبي بكر الصديق ماله وتجارته لنشر الإسلام والمسلمين. ابتداء من إنفاق المال لعتق المسلمين من رق العبودية, كما حصل مع سيدنا بلال بن رباح وغيره. وصولاً إلى تجهيز الجيوش للدفاع عن الإسلام والمسلمين. ويكفي أبو بكر الصديق انه من ثبت أركان الإسلام ودولته, بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم, عبر حروب الردّة. ومن ثم إطلاقه عليه رضوان الله لجيوش الفتح.

ومثل الخليفة الأول كان الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان تاجراً, سخر كل ماله لخدمة الإسلام ونشره. حتى صارت أياديه البيضاء على الإسلام والمسلمين تكاد لا تحصى. فعثمان عليه رضوان الله كان أول من هاجر بأهله, الهجرتين: الأولى إلى الحبشة, والثانية إلى المدينة المنورة. وهو أول من طيب المسجد. وأول من زاد أذانا ثانيا يوم الجمعة. وأول من أعطى أجرة للمؤذنين, وأول من فوض إلى الناس إخراج زكاتهم, وأول من اتخذ صاحب شرطة.

ولعل حديث عثمان إلى الفئة الباغية التي حاصرته في داره, وقتلته شهيداً يقرأ القرآن. ما يلخص عظمة خدمته للإسلام. فقد خاطب عليه رضوان الله الذين حاصروه بقوله: (أنشدتكم بالله والإسلام, هل تعلمون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وليس بها ماء يستعذب إلا بئر رومة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يشتريهما ويجعل دلوه فيهما مع دلاء المسلمين بخير له منهما في الجنة؟ فاشتريتهما من صلب مالي وأنا اليوم أمنع ان اشرب منهما حتى اشرب من ماء البحر قالوا: نعم قال: أوأنشدكم الله والإسلام هل تعلمون ان المسجد ضاق بأهله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد بخير له منها في الجنة؟ فاشتريتها من صلب مالي وأنا اليوم امنع ان أصلي فيه ركعتين؟ قالوا: اللهم نعم قال: وأنشدكم بالله والإسلام هي تعلمون ان رسول الله قال: من جهز جيش العسرة وجبت له الجنة وجهزته؟ قالوا اللهم نعم قال: وأنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون اني كنت على بثير مكة مع رسول الله وابي بكر وعمر فتحرك الجبل حتى تساقطت حجارته بالحضيض, فركله رسول الله صلى الله عليه وسلم برجله وقال: أسكن بثير فانما عليك نبي وصديق وشهيدان فقالوا: اللهم نعم فقال: الله أكبر شهدوا لي بالجنة ورب الكعبة ثلاثاً).

وهذا القول لعثمان عليه رضوان الله, يبين الدور العظيم الذي لعبه التجار المسلمون في خدمة الإسلام. وبناء المجتمع المسلم المتكافل. فحديث عثمان يبين ان التاجر المسلم كان يسهم في تأمين الأمن المائي, كما فعل عثمان في شراء بئر رومة. وكان التاجر المسلم يقيم المؤسسات ويزيد في بنائها كما فعل عثمان في توسعة المسجد. كما كان يجهز الجيوش. باختصار شديد كانت فئة التجار هي عمود المجتمع الإسلامي, وقوة تطويره منذ اللحظة الأولى لبعثة محمد صلى الله عليه وسلم. فقد كان أول من اسلم لرسول الله وآمن بدعوته ينتسبون إلى فئة التجار: السيدة خديجة وأبو بكر الصديق وعثمان بن عفان الذي اسلم على يدي أبي بكر الصديق فكان رابع أربعة في الإسلام. ذلك ان التاجر المسلم لم يكن يكتفي بإسلامه بل كان يسعى إلى نشر دين الله. كما فعل أبو بكر وغيره من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من فئة التجار.

غير أبي بكر الصديق وعثمان بن عفان, هناك قائمة طويلة من التجار المسلمين الذين يضرب بهم المثل على أدوارهم في نشر دعوة الله, وإقامة المجتمع المتكافل. ومن بين هؤلاء الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف الذي كان الناس يقولون عنه: (أهل المدينة جميعاً شركاء لابن عوف في ماله, ثلث يقرضهم وثلث يقضي عنهم ديونهم وثلث يصلهم ويعطيهم). ومن صور تسخير هذا التاجر الصحابي لماله في خدمة دينه ومجتمعه: انه أنفق نصف ماله خدمة للإسلام والمسلمين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان اغنى أغنياء الصحابة. واعتق في يوم واحد 30 عبداً. كما أوصى عند موته بخمسين ألف دينار في سبيل الله, بالإضافة إلى انه أوصى بأربعمائة دينار لكل رجل بقي من بدر, وكانوا 100. ومن صور إسهامه في بناء مجتمع التكافل انه تصدق بمائة راحلة بما تحمله من مؤن على فقراء المدينة في يوم واحد, ومن صور إنفاقه أيضاً على منعة المجتمع المسلم أنه جهز ألف راحلة في سبيل الله.

ولم تقتصر ادوار التجار المسلمين في نشر الدعوة, وبناء المجتمع المسلم المتكافل على عهد النبوة والخلفاء الراشدين فقط. بل استمرت في كل عصور ازدهار المسلمين وهو الازدهار الذي لعب فيه التجار المسلمون دوراً مركزياً. من ذلك ما قاله ابن خلدون من ان "القوافل التي كانت تمر في طريق مصر – غانا قد بلغ عددها 12 ألف جمل وبفضل هذه الحركة التجارية نشأت مراكز حضارية كثيرة أصبحت فيما بعد مراكز إشعاع هامة لنشر الإسلام مثل تمبكتو وجني حول حوض النيجر الأوسط, إلى جانب مراكز هامة لنشر الإسلام في شرق افريقيا مثل سواكن وزيلع وبربرة ومقديشو بالإضافة إلى ذلك فقد قام أثرياء التجار في هذه البلاد بإرسال الطلاب المتفوقين إلى لقاهرة لإتمام تعليمهم".

ومثل ابن خلدون أورد القلقشندي في موسوعة "صبح الأعشى في صناعة الانشا" نماذج من رسائل الملوك والأمراء في غرب افريقيا مع سلاطين المماليك, وقد كانت هذه الرسائل باللغة العربية, مما يدل على انتشار اللغة العربية واتخاذها لغة رسمية في تلك البلاد وحكوماتها, بفضل التجار المسلمين الذين صاروا لملوك هذه البلاد مستشارين ومساعدين, حتى ان الأحياء الملكية كان بها دائما مسجد كبير, بالقرب من القصر ليؤدي فيه هؤلاء التجار صلاتهم حتى في البلاد التي لم يكن قد انتشر فيها الإسلام.

وهذا كله يؤكد ان التجار المسلمين, لعبوا دوراً مركزياً في تنمية الاقتصاد وازدهار التعليم والثقافة وبناء مجتمع العدل والمساواة. وقبل ذلك كله في نشر قيم الإسلام وتعاليمه العظيمة باعتباره ديناً للناس كافة.

هذه الحقيقة الكبرى من حقائق التاريخ الدعوي للإسلام, وبناء المجتمع المسلم, القائم على التكافل والتراحم والعدل والمساواة, والتي جرى تغييبها, أو تهميشها في أحسن الأحوال, لحساب الحديث عن الجهاد بالسيف على عظمته وأهميته, انتبه إليها الداعية الفذ محمد فتح الله كولن. من جملة الحقائق التي انتبه إليها في المنهج النبوي فانطلق يعيد المجتمع التركي إلى أصالته وإسلامه وإيمانه وتكافله وتراحمه على أساسها, من خلال بناء جيل جديد يؤمن بالإسلام ديناً للبشرية كلها. فكان التجار المسلمون المؤمنون أول من استعان بهم. وكانوا أول من أعانه. فانطلقوا ببذل مالهم في سبيل خدمة دينهم. وبفضل هذا التنافس على الإنفاق في سبيل الله, الذي زرعه الأستاذ فتح الله كولن في تلاميذه ومحبيه, والذي ربى عليه الأجيال الجديدة من شباب وصبايا تركيا, كان هذا التحول الكبير نحو التقدم والازدهار والحرية والديمقراطية والعدالة في تركيا.

إن من علامات أخلاق وعبقرية وتميز الأستاذ فتح الله كولن في الدعوة إلى الله, انه لم يكتف بالقول فقط, بل ربط القول بالفعل مصداقاً لقوله تعالى: ?يا أيها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون? ولأن إنشاء جيل جديد كان هدفا رئيساً للأستاذ فتح الله كولن. فقد بدأ بالتعليم فانصرف مع تلاميذه وخاصة التجار ورجال الأعمال منهم إلى بناء بيوت الطلبة أولاً. ثم إلى المدارس ثم إلى الجامعات حتى صار لدى حركة الخدمة الإيمانية القرآنية, التي أسسها ويقودها الأستاذ فتح الله كولن الآن أكثر من ألفي مدرسة, منتشرة ليس في كل أنحاء تركيا, بل في كل أنحاء العالم, يقوم التعليم فيها وفق أحدث مقاييس التعليم وتجهيزاته, مع التأكيد على بناء المنظومة القيمية للطلاب على أساس تعاليم الإسلام وروحه السمحة دون تعصب أو عصبية.

ومثل المدارس التي تغطي كل مراحل التعليم, ابتداء من الحضانة كذلك أنشأت الحركة سلسلة من الجامعات المتميزة, التي يتلقى على مدرجاتها وفي مختبراتها الطلاب من مختلف الجنسيات التعليم والثقافة والقيم الإنسانية. كل ذلك بمال حلال يتبرع به التجار ورجال الأعمال الذين يؤمنون بدورهم في نشر دينهم وخدمة مجتمعهم.

ولأن الإعلام صار في هذا العصر شريكاً أساسياً في التعليم, وفي التثقيف, وفي بيان الحقائق, فقد نال حظه من اهتمام الأستاذ فتح الله كولن واخوانه, الذين تسابقوا على تمويل إنشاء المؤسسات الإعلامية تبرعاً من أموالهم. مثلما تسابقوا من قبل على إنشاء المؤسسات التعليمية تبرعاً. وبفضل هذا التسابق صار للحركة صحيفة يومية في تركيا توزع يومياً مليون نسخة. وهي الأكثر انتشاراً في تركيا. بالإضافة إلى يومية أخرى باللغة الانجليزية. ومجلة أسبوعية. ووكالة أنباء تنتشر مكاتبها في كل أنحاء تركيا بالإضافة إلى ثلاثة وستين دولة. كما صار للحركة ثلاثون دار نشر تصدر ستين كتاباً شهرياً بلغات مختلفة. بالإضافة إلى ثلاثين موقعا الكترونياً بلغات مختلفة أيضاً. كما صار للحركة منظومة من تسعة فضائيات تلفزيونية منتجة للبرامج والمسلسلات, التي أزعج بعضها إسرائيل. كل ذلك بفعل المال الذي ربّى الأستاذ فتح الله كولن أصحابه على حب انفاقه في سبيل الله. مقتدين بصحابة رسول الله عليهم السلام.

ليس التعليم والاعلام هما المجالان الوحيدان اللذان وجد الإنفاق من المال الحلال الطريق إليهما لتنميتهما, بل هناك الإغاثة على مستوى العالم, والذي تمثله جمعية هل من أحد. التي أقامتها حركة الخدمة الإيمانية القرآنية ومرشدها الأستاذ فتح الله كولن والتي امتدت أيديها البيضاء إلى كل مجالات الحياة. وليس المجال مجال الحديث المفصل عن انجازات هذه الحركة المباركة. لكنها إضاءة أردتها على الدور الذي يمكن ان يلعبه رأس المال الوطني. عندما يرتبط بالفكرة السامية. والدور المناط بالتجار عندما يفهمون إسلامهم. فهل نقتدي نحن هنا في الأردن بما فعله اخوتنا في تركيا. لعل ذلك يحل مشاكلنا كما فعل اخوتنا هناك؟

السابق
مجموعة الازمات الدولية: العراق يشهد ارتفاعاً هائلاً ومخيفاً في مستويات الفساد
التالي
كلينتون مرتاحة لاولويات ميقاتي وفيلتمان ينصحه بالحذر الشديد من تطورات سورية