الديار: هل قال ساركوزي للراعي ليهاجر المسيحيون من لبنان إلى فرنسا؟

 كتبت "الديار" تقول ، قال أحد أعضاء الوفد الذي رافق البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى باريس، ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سأل البطريرك الراعي جدياً "ما دام أن المسيحيين أصبح عددهم مليوناً وثلاثمئة الف في لبنان والمسيحيون في سوريا مليون ونصف، فلماذا لا يأتي المسيحيون الى اوروبا ويعيشون فيها، مع العلم انه تم استيعاب مليوني مهجر مسيحي عراقي في اوروبا".
وشرح الرئيس ساركوزي للبطريرك الراعي انه في ظل صراع الحضارات، خاصة المسيحي – الاسلامي، لا مكان للمسيحيين في المشرق العربي، والافضل ان يأتوا الى الاتحاد الاوروبي المؤلف من 27 دولة.
اصيب البطريرك الماروني بالذهول لهذا الكلام، وقال لساركوزي: "كيف يمكن ان يحصل هذا الامر؟ فسحب ساركوزي ورقة تتضمن معلومات ان اكثر من 3 ملايين مسيحي هاجروا من لبنان خلال العشرين سنة الماضية، وان منطقة الشرق الاوسط مقبلة على مشاكل عديدة.
عاد البطريرك الراعي الى لبنان وادلى بتصريحات مناقضة للكلام الفرنسي واعتبر ان عليه ان يبدأ بخط عربي كبير كي يحافظ على المسيحيين، مع العلم ان البطريرك الراعي التقى بطريرك الروم الارثوذكس هزيم الذي كان قد سافر الى موسكو واجتمع هناك مع بطريرك روسيا للارثوذكس. واتصل البطريرك الروسي برئيس الوزراء بوتين وحصل لقاء بين البطريرك هزيم ومساعد وزير الخارجية الروسي الذي قال له ان روسيا ستبقى مع الرئيس بشار الاسد حتى النهاية، وانها ستحافظ على طائفة الروم الارثوذكس وستعمل من خلال علاقاتها مع ايران وتركيا والسعودية وسوريا لمنع المس بالمسيحيين في سوريا، وقد اتفق البطريرك الراعي الماروني مع بطريرك الروم الارثوذكس على اتباع سياسة عربية لحماية المسيحيين.
وفي هذا السياق تعقد قمة روحية نهار الثلثاء في دار الفتوى يحضرها بالاضافة الى المفتي قباني البطريرك الراعي والشيخ عبد الامير قبلان والشيخ نعيم حسن، وسيصدر عن الاجتماع بيان سيتناول التطورات الراهنة وسيضع البطريرك الراعي القادة الروحيين في اجواء اجتماعاته في العاصمة الفرنسية.
يعقد اليوم الاجتماع المسيحي في بكركي في حضور الاقطاب الموارنة الاربعة: الرئيس امين الجميل وميشال عون والنائب سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع بالاضافة الى النواب الموارنة. وسيترأس الاجتماع البطريرك الراعي والذي سيناقش خلاصة ما توصلت إليه اللجنة المنبثقة من اجتماع بكركي الاول والمؤلفة من النواب: جورج عدوان وآلان عون وسامي الجميل والوزير السابق يوسف سعاده والوزير السابق زياد بارود في شأن قانون الانتخابات. ودرست اللجنة كل الاقتراحات لضمان وصول 64 مسيحياً بأصوات المسيحيين في ظل تقدم قانون النسبية، لكن القرار يعود الى الاقطاب الاربعة والبطريرك الراعي لاتخاذ الموقف النهائي.
الى ذلك، يتوجه البطريرك الراعي الى الجنوب نهار السبت في زيارة رعوية تشمل جميع مناطق الجنوب وسيحظى باستقبالات شعبية حاشدة تؤكد على عمق الروابط بين اللبنانيين وخصوصا في منطقة الجنوب التي واجهت العدو الاسرائيلي، كما سيولم الرئيس نبيه بري على شرف البطريرك في المصيلح في مأدبة غداء ستجمع قادة البلاد السياسيين والروحيين من كل الطوائف.
الى ذلك، علم ان وفدا من المرجعيات الروحية السورية قد يزور بكركي خلال الايام المقبلة، علما ان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي استقبل امس عددا من الاكاديميين السوريين وجرى استعراض للتطورات السياسية في المنطقة، وشكر هؤلاء البطريرك الراعي على مواقفه.
على صعيد آخر، تعقد قوى 14 آذار المسيحية لقاء موسعا منتصف تشرين الاول وفي حضور اكثر من 250 شخصية، بالاضافة الى بعض المطارنة وسيصدر عن الاجتماع وثيقة تعرض لواقع العلاقة الترابطية بين المسيحيين والثورات العربية وبأن المسيحيين لا يمكن إلا ان يقفوا الى جانب حركات "الربيع العربي" المطالبة بالحرية والعدالة.
وستشكل مضامين الوثيقة رد غير مباشر على كلام الراعي وتحذيره من خطر التفتيت وقيام انظمة متشددة.
أقرّت خطة الكهرباء بصيغة تشمل قرار مجلس الوزراء وفي 5 دقائق اعلن بعدها العماد ميشال عون تحفظه عن صيغة المشروع كما طرح حفاظا على التضامن الحكومي، لكنه تحفظ في الوقت نفسه عن إدخال قرار مجلس الوزراء في صيغة المشروع لانه يمس بمبدإ فصل السلطات، متمنيا لو كان وضع في الاسباب الموجبة، علما ان العماد عون كان قد عقد خلوة مع الرئيس بري قبل الجلسة.
واللافت ان الجلسة شهدت تنافسا بين تياري الوطني الحر وتيار المستقبل وبالتحديد بين العماد ميشال عون والرئيس فؤاد السنيورة على انجاز خطة الكهرباء، وخصوصا ان السنيورة حرص بعد الجلسة على الادلاء بتصريح مطول تبنى فيه المشروع واشاد بكلمة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في جلسة اللجان النيابية المشتركة.
وافادت مصادر نيابية ان عون لم يكن امامه خيار آخر إلا القبول وخصوصا ان الجو الذي ساد جلسة مجلس الوزراء امس الاول قد اظهر ان وزير الطاقة جبران باسيل فشل في إقناع الوزراء بعدم ادخال التعديلات التي تصر عليها المعارضة.
وسألت المصادر عن الخلفيات التي تدفع باسيل الى الاصرار على المشروع من دون ضوابط، مستغربة اصرار عون على ادعاء الانتصار في وقت يعرف القاصي والداني انه لم يستطع تحقيق اهداف صهره وزير الطاقة.
واللافت في الجلسة التشريعية امس، كان التنسيق بين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط الذي حضر مع كل نوابه كما حضر النائب سليمان فرنجية، للتصويت على مشروع القرار في حال ذهبت الامور الى المواجهة، علما ان اجتماع اللجان النيابية المشتركة برئاسة بري وحضور ميقاتي كان قد توصل الى الصيغة التوافقية واقرار المشروع بالتعديلات التي طرأت عليه في جلسة الامس.
وفي مجال آخر، شهدت الجلسة تبادلا للشتائم والكلام العنيف من العيار الثقيل بين النائب نقولا فتوش والنواب فريد حبيب وايلي ماروني واحمد فتفت على خلفية المشروع الذي قدمه نقولا فتوش عندما كان نائبا لتنفيذ قرارات مجلس الشورى التي صدرت ومنها قرار يتعلق بالتعويض على اشقائه بمبلغ مئتين وخمسين مليون دولار على اثر توقيف عمل المرامل والكسارات في مرحلة سابقة، وقد اختلط النقاش بين مضامين الاقتراح العامة التي تؤكد على تنفيذ الاحكام القضائية المبرمة، وبين اعتبار نواب المعارضة ان وراء الاقتراح غايات واهداف لمصلحة افراد.
وحمل فتوش على الرئيس السنيورة قائلا: لو كانت هناك دولة لأحيل الى القضاء. واثنى عدد من النواب على اقتراح فتوش وتبناه لاحقا النائب العوني ميشال حلو.
كما اقر مجلس النواب قانون يضمن للسائقين العموميين حقهم الذي كانوا قد حصلوا عليه في نهاية عهد الحكومة السابقة.
كذلك طرح النائب اكرم شهيب موضوع اختفاء شبلي العيسمي، وانتقد النظام السوري واشاد بشعبة المعلومات، فرد النائب نواف الموسوي بالنظام قائلا: ليس هناك في القانون اسمه شعبة المعلومات بل فرع المعلومات. 

السابق
المستقبل: بان يذكّر سليمان بالتزامات لبنان إزاء المحكمة..
التالي
الأنوار: كابوس تأمين التمويل يطغى على الفرحة باقرار خطة الكهرباء