الاخبار: نصر الله: المحرضون على المقاومة يخدمون إسرائيل

من مارون الراس، ولو عبر الشاشة، حدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الموقف من إقامة دولة فلسطينية على أراضي الـ1967، معلناً الوقوف مع سوريا وقيادتها الداعمة للمقاومة في لبنان وفلسطين «لا بالمعنويات والسياسة فقط»، ورافضاً استهداف الجيش والطعن به، غير متردد في القول إن كل من يحرض على المقاومة وعلى الجيش ويتحدث طائفياً أو مذهبياً «يخدم إسرائيل». أما المحكمة، فما زالت عنده «لا قيمة لها»

لم تمنع الشاشة التي أطل منها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، على المحتشدين في مارون الراس، من التحدث كأنه موجود شخصياً على حدود الحدود مع فلسطين المحتلة، وخصوصاً أن «شاشته» وشاشة المنار اتحدتا لربط الصوت والصورة، ليبدو صاحب الكلام كأنه يطل شخصياً على الظاهر من الأراضي المحتلة… هو قال «هذه الأرض الطيبة ستعود إلى أهلها»، وكاميرا المنار واكبت القول بلقطة للأرض الفلسطينية يظهر فيها جنود الاحتلال مستنفَرين.
صحيح أنه يوم القدس العالمي، لكن نصر الله لم يقصر خطابه المتلفز على القدس، بل تحدث عن الدولة الفلسطينية والموقف من التطورات في سوريا، والمحكمة الدولية، والاستهدافات لأركان معادلة الجيش والشعب والمقاومة. بادئاً بصاحبة اليوم، القدس، وضرورة حماية المقدسات فيها وتثبيت أهلها في أرضهم، ثم انتقل إلى فلسطين ككل، ليجدد القول «إن فلسطين التي نؤمن بها وهي حق الفلسطينيين وحق هذه الأمة، هي من البحر إلى النهر»، وشدد على أنه لا يجوز لأحد أن يتنازل عن حبة تراب ولا عن قطرة ماء منها «ولا عن حرف من اسم فلسطين، كما كان يحاول القذافي أن يسوّق لدولة «إسراطين»، وإذ رأى أن إقامة دولة فلسطينية على أراضي الـ67 «هي شأن فلسطيني يقرر فيه شعبنا الفلسطيني»، أضاف إن أي كيان أو دولة فلسطينية «لا يجوز أن تكون على حساب بقية فلسطين» وأرضها وترابها وشعبها. وقال: «طموحنا الحقيقي جميعاً أن يأتي اليوم الذي تقوم فيه دولة فلسطينية مستقلة على كل أرض فلسطين من البحر على النهر، وستقوم هذه الدولة إن شاء الله».

وبعدما لفت إلى أن احتلال فلسطين «ليس سبب مآسي الفلسطينيين فقط، بل هو دائماً وأبداً كان سبب مآسي الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين والأردنيين والمصريين، وسبب مآسي كل هذه المنطقة، وكل هذه الأمة»، نوّه بـ«العملية النوعية الأخيرة في إيلات، التي هزت الكيان الصهيوني وقيادته السياسية ومؤسساته العسكرية والأمنية»، مشيراً إلى أن «التحولات التي تجري في المنطقة الآن مهمة جداً لمصلحة فلسطين والقضية الفلسطينية». وأشاد بالموقف المصري من عملية إيلات فـ«ما نشهده في هذه الأيام في مصر من وقفة رسمية وشعبية، مهما يكن حجمها وتقويمها وحجم التوقعات منها والمطالبات لها، هي بالتأكيد مؤشر على مرحلة جديدة في مصر»، وقال: «عندما تتحرك مصر، فهذا يعني أن هناك تحولاً استراتيجياً مهماً في المنطقة»،
وأضاف: «ما جرى في الأيام القليلة الماضية أنا لا أسميه تحركاً مصرياً، بل أستعمل عبارة عامية «نحنحة»، «يعني تنحنحت مصر شوي»، فاهتزت إسرائيل (…) فكيف لو أن الموقف المصري بدأ يتبدل تدريجياً بالاتجاه الأفضل والاتجاه الأحسن، وهذا هو ما نراهن عليه ونتوقعه، نتيجة معرفتنا بأصالة وعظمة الشعب المصري والجيش المصري».

وفي الموضوع الليبي، تمنى على الثوار والمجاهدين فيها، أن يضعوا حداً لقضية احتجاز الإمام موسى الصدر ورفيقيه، وأن يعيدوا ليبيا إلى العالم العربي وفلسطين، مشيراً إلى أن الاستحقاق الأخطر أمام الشعب الليبي «هو استحقاق الاستقلال والسيادة، في مقابل الهجمة الأميركية الغربية المتوقعة لاستلاب خيرات ليبيا وقرارها، الرهان هنا من جديد على أصالة الشعب الليبي».

كذلك تناول التطورات في سوريا من زاوية فلسطين، متوقفاً أمام أمرين: الأول هو تمسك القيادة السورية ومن خلفها شعب سوريا وجيشها بالحقوق السورية والعربية، قائلاً إنه لطالما حصلت ضغوط غربية «لإحياء المسار السوري ليصل إلى نتيجة من أجل محاصرة الفلسطيني، وصمد السوريون ولم يستسلموا». وسأل: أين كانت القضية الفلسطينية اليوم لو أن السوري حلّ مشكلته مع الإسرائيلي وترك الفلسطينيين لمصيرهم؟ مردفاً أن «هذه القيادة السورية لها فضل كبير في حفظ وصيانة القضية الفلسطينية ومنع تصفيتها». وحدد الأمر الثاني بوقوف سوريا وقيادتها إلى جانب المقاومة، وخصوصاً في لبنان وفلسطين، وقال: «لولا إرادة سوريا وموقفها فإنه حتى الدعم الإيراني كان يمكن أن يحال بينه وبين لبنان، وبينه وبين فلسطين». وشدد على أن المقاومة في لبنان ما كانت لتحقق التحرير عام 2000 ولتنتصر عام 2006 «لولا عوامل من أهمها الدعم السوري، ووقفة القيادة السورية». كذلك تحدث عن دور سوري في صمود غزة عام 2008، وفي قوة قطاع غزة اليوم، كاشفاً أن هذا الدعم لم يكن معنوياً وسياسياً وحسب، «ولا أريد الآن أن أدخل في تفاصيل حتى لا أحرج القيادة السورية».

وأعلن تأييد «الحاجة إلى إصلاحات كبيرة ومهمّة في سوريا»، مطالباً بتضافر «الجهود لتهدئة الأوضاع في سوريا، ولدفع الأمور إلى الحوار وإلى المعالجة السلمية. إنّ أي اتجاه آخر أو سلوك آخر هو خطر على سوريا وعلى فلسطين وعلى كل المنطقة». وسأل «الذين يطالبون اليوم بتدخل دول الناتو عسكرياً في سوريا، هل يريدون مستقبل سوريا أم تدميرها؟»، مشيراً إلى أن «هناك من يريد دفع سوريا إلى حرب أهلية»، واتهم «الذين يخطبون اليوم وعلى الكثير من الشاشات ويستخدمون التحريض الطائفي والمذهبي»، بأنهم «يريدون أن تصبح سوريا كلبنان، طائفية ممزقة متناحرة متصارعة». وتابع إن «من يحيي النعرات والنزعات ويحرض طائفياً ومذهبياً في سوريا يريد تدميرها وتخريبها وإسقاط موقعها»، وأن يدفعها إلى التقسيم «خدمة لمشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي مزقناه في لبنان مع سوريا وإيران وكل الأشقاء في حرب تموز وحرب 2008».

ولفت «هؤلاء الذين من اللبنانيين يساعدون على توتير الأوضاع في سوريا ويرسلون السلاح ويحرضون»، بأنهم «لن يبقوا»، لأن «لبنان ليس بمنأى»، مردفاً بأن أي تطور في سوريا «سلبي أو سيئ سيطاول المنطقة كلها، وأي تطور إيجابي سيكون لمصلحة المنطقة كلها». ورأى أن المسألة ليست مسألة إصلاحات، بل مسألة تنازلات فـ«آخر ما يهم أميركا هو الإصلاحات، بدليل أن هناك دولاً أخرى في العالم محكومة بدكتاتوريات قاسية ـــــ ولا أريد أن أدخل في أسماء ـــــ وليس فيها أي مساحة لا للديموقراطية ولا لحرية التعبير الرأي ولا حتى للحريات الشخصية، لكنها تحظى بدعم وتأييد وحماية أميركا وفرنسا وبريطانيا والغرب». وشدد على ضرورة الوقوف «مع سوريا حتى لا تتنازل وتبقى في موقعها القومي وقوتها، وحتى تتمكن من تحقيق الإصلاحات براحة، بطمأنينة، وبثقة» لأنه «لا يمكن أن يمشي أحد سريعاً في إصلاحات تحت الضغط»، مؤكداً «جدية القيادة السورية في هذه الإصلاحات».

في ما خص لبنان، وبعدما لفت إلى أن لبنان «لم يعد الحلقة الأضعف في هذه المنطقة، ولن يأتي يوم يعود فيه الحلقة الأضعف»، وذلك بفضل معادلة الجيش والشعب والمقاومة، رأى أن هناك محاولات لتفكيك هذه المعادلة عبر استهداف كل ركن من أركانها، أو الإيقاع بين هذه الأركان، وقال إن هناك من يعمل على ذلك «في الخارج ومن يساعده في الداخل، لا أقول هناك من يعمل في الداخل، لأن من في الداخل هو أصغر من أن يتمكن من أن يستهدف، هو جزء من ماكينة يديرها الخارج، الخارج الأميركي والغربي والإسرائيلي».

وفنّد الاستهدافات، بادئاً من المقاومة، التي تعرضت لاستهدفات عسكرية وأمنية وسيل من الاتهامات، وصولاً إلى المحكمة الدولية، التي «يوماً بعد يوم يتكشف كم هذه المحكمة مسيسة، وينكشف لماذا أسست»، والتي ذكر أن شروح حزب الله وتوضيحاته في مواجهتها ومواجهة القرار الاتهامي، هدفها مخاطبة الرأي العام لا إقناع من «ركبوا المشروع وهم سائرون به إلى النهاية»، مردفاً إنه بالرأي العام «الذي ساند المقاومة دائماً، هذه المقاومة تتجاوز هذا الخطر وهذه المؤامرة الجديدة. أما هذه المحكمة، وما صدر عنها وما سيصدر عنها لاحقاً، فقد قلنا سابقاً، وأعود وأقول: لا قيمة لها».

ثم انتقل إلى الركن الثاني، الجيش، فلفت أولاً إلى أن إسرائيل تضغط لعدم تسليحه، متهماً «قوى سياسية» بأنها «تطالب دول العالم بمحاصرة الحكومة والدولة ووقف أيّ دعم للجيش اللبناني ولغير الجيش، هذا مع من يتلاقى؟». ثم تطرق إلى «الطعن في الجيش، وخصوصاً في هذه الأيام»، في إشارة إلى هجوم النائب خالد الضاهر على الجيش وقيادته، فقال إن موقف الأخير «ليس توجهات شخصية، بل توجهات تيارات سياسية لا تيار واحد، توجهات تيارات سياسية، بعضها يعبَّر عنه بالكلام والتصريحات، وبعضها قاتله في سابق الأيام، وثقف على الحقد عليه في سابق الأيام». وسأل: «عندما يُستهدف هذا الجيش ويُتهم وصولاً إلى التحريض عليه، وإلى دعوة ضباط وجنود في هذا الجيش إلى التمرد، فلمصلحة من؟ لبنان، فلسطين، قضية المقاومة؟ يلعبون على الناس بأنهم مع المقاومة، لكن يدّعون أن هناك خلافاً داخلياً؟».

وفي ما خص الشعب، تحدث عن محاولات ضرب النسيج الوطني، وإحياء الغرائز الطائفية والمذهبية «مع كل صغيرة وكبيرة، حتى إذا كان هناك أمور صغيرة يكبّرونها، ما ليس له دلاله يخترعون له دلالة، ما كان غير صحيح يختلقونه، تحريض طائفي ومذهبي منذ سنوات لضرب وحدة ونسيج هذا الشعب لمصلحة من؟! عندما يأتي فريق لبناني يتعاون مع الخارج، الحديث عن السيادة والحرية والاستقلال كلام «فاضي». بعد ويكيليكس تبين أن الذي كان يدير ثورة الأرز هو فيلتمان والسفير الفرنسي، بالتفاصيل وبالجزئيات «ويا عيب الشوم كانوا يروحوا يحكوا عَ بعضهم عنده»، هل هذه هي الحرية والسيادة والاستقلال؟! لماذا هذا الاستهداف لهذه المعادلة؟».
وبعدما رأى أن مسؤولية الشعب اللبناني هي أن يحفظ هذه المعادلة ويحمي أركانها، قال: «كل واحد في هذا البلد تسمعونه يحرض على المقاومة هو يخدم إسرائيل، كل من يحرض على الجيش اللبناني يخدم إسرائيل، كل من يتحدث بلغة طائفية أو مذهبية هو يخدم إسرائيل، هو «فاهم نفسه أو غير فاهم هذا بحث آخر». وأوضح أنه لا يتهم أحداً بالعمالة، لكنه خاطب من يقصدهم «نعم أنتم تخدمون إسرائيل من حيث تعلمون أو لا تعلمون».

السابق
البناء: اتّساع دائرة الاستنكار لتعرّض الضاهر للجيش… والدفاع نحو رفع دعوى قضائية
التالي
النهار: نصرالله: لا قيمة للمحكمة ولقرارها الاتهامي والسنيورة حزب الله في الحكومة ويخفي المتّهمين