النهار: معارك في طرابلس ومكافأة لاعتقال القذافي قوات خاصة اجنبية وعربية ساعدت الثوار

في موازاة حراك دولي سريع لكتابة الصفحة الجديدة في ليبيا، استمر الوضع الأمني يثير القلق، وخصوصاً في طرابلس، فهي مدينة تمتزج فيها مشاعر الخوف والفرح، ويقول الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في تسجيل صوتي إنه لا يزال قادراً على التجول فيها. ومع دعوة باريس إلى مؤتمر لأصدقاء ليبيا في الأول من أيلول، وهو تاريخ رمزي يكرس نهاية نظام القذافي في ذكرى انتصاره في "الفاتح من سبتمبر"، تقود الولايات المتحدة جهوداً في مجلس الأمن لرفع التجميد عن الأرصدة الليبية. بينما يستعد حلف شمال الأطلسي لمرحلة "متابعة" لمهمته السابقة، وسط تقارير عن وجود قوات في الأراضي الليبية.

وانعقد مجلس الأمن بدعوة من الولايات المتحدة للبحث في رفع التجميد عن أكثر من مليار ونصف مليار دولار من الأرصدة الليبية. غير أن الأمر لا يزال يصطدم منذ أسبوعين بمعارضة جنوب افريقيا التي لم تعترف بعد بـ"المجلس الوطني الانتقالي".

ويقتضي الأمر إجماعاً في لجنة العقوبات في الأمم المتحدة يتعذر التوصل إليه قبل قمة الاتحاد الأفريقي اليوم، ذلك أن الكثير من الدول الافريقية اعترفت بـ
"المجلس الوطني الانتقالي". لذلك اتجهت الولايات المتحدة إلى طلب تصويت في مجلس الأمن على قرار تخفيف العقوبات، وهذا لا يتطلب إجماعاً.

وقبل ذلك أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لدى استقباله رئيس المجلس التنفيذي في "المجلس الوطني الانتقالي" محمود جبريل: "قررنا الدعوة الى مؤتمر دولي كبير لمساعدة ليبيا الغد الحرة. نعتزم دعوة أصدقائنا الصينيين والروس والبرازيليين والهنود".
.

وهو حسم الجدل في شأن مستقبل حملة حلف شمال الأطلسي، بقوله إن "العمليات العسكرية ستتوقف عندما لا تعود ضرورية، عندما لا يعود القذافي وأتباعه يمثلون تهديداً للشعب الليبي".
ونقلت شبكة "سي ان ان" الأميركية للتلفزيون عن مسؤول في الحلف أن قوات خاصة من بريطانيا وفرنسا والأردن وقطر موجودة على الأرض في ليبيا، وقد ساعدت الثوار في عملية "فجر عروس البحر" في طرابلس والمدن الأخرى، وتنقلت معهم عبر المدن في أنحاء ليبيا، ولدى تقدم المعارضة إلى العاصمة. وبثت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية للتلفزيون ان وزارة الخارجية الأميركية أرسلت فريقاً من المختصين إلى ليبيا لتدمير صواريخ مضادة للطائرات.

ميدانياً، قطع قناصة موالون للقذافي الطرق إلى مطار طرابلس وقصفوا باب العزيزية، المقر السابق للزعيم الليبي. ودارت مواجهات عنيفة في منطقة أبوسليم المجاورة. وخلا العديد من الطرق في وسط طرابلس من أي إشارة حياة بسبب انتشار عشرات القناصة الموالين للقذافي.

واستولى الثوار على فيلا الساعدي، نجل القذافي، وانشغل عدد منهم في تجربة سياراته الفخمة.
وفي حادث يؤشر لخطورة الأوضاع الأمنية، خطف أربعة صحافيين في الطريق إلى الزاوية.

ولم يكن لدى "المجلس الوطني الانتقالي" الذي عرض 1٫7 مليون دولار مكافأة لمن ينجح في اعتقال القذافي أو قتله، معلومات واضحة عن مكان وجوده. ففي حين تحدث رئيس المجلس مصطفى عبدالجليل عن اتجاهه إلى الجزائر، توقع جبريل وجوده في سرت التي واجه الثوار مقاومة في بن جواد في طريقهم إليها. ويذكر أن جبريل سيشارك في اسطنبول اليوم في اجتماع ديبلوماسي لدول مجموعة الاتصال حول ليبيا.
وفي القاهرة، حض أحمد قذاف الدم، قريب القذافي، مواطنيه على احترام دعوة "المجلس الوطني الانتقالي" إلى الوحدة وتجنب المزيد من إراقة الدماء.
وفي كراكاس، حذر الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز من أن "مأساة ليبيا تبدأ بسقوط القذافي"، مشيراً إلى تعرض سفارة بلاده في طرابلس لهجوم وتخريب

السابق
الحياة: سليمان وميقاتي يجنّبان الحكومة أزمة بترحيل إقرار خطة الكهرباء إلى 7 أيلول
التالي
اللواء: محاولة رئاسية تؤخِّر سقوط الحكومة في فخ الكهرباء وعون متفاجئ بموقف رئيس جبهة النضال!