فضل الله: لنواجه التحديات بالتقوى لانها صمام الأمان لكل واقعنا

 أقامت جمعية "المبرات الخيرية" حفل إفطار في مدرسة عيسى بن مريم في بلدة الخيام – قضاء مرجعيون، في حضور فاعليات ووجوه اقتصادية واجتماعية وحزبية وتربوية وعسكرية ودينية ورؤساء بلديات ومخاتير.

افتتح الحفل بآيات من الذكر الحكيم، تلاها كلمة الجمعية ألقاها مدير العلاقات العامة في منطقة الجنوب علي حسين، رحب فيها بالحضور، شاكرا دعمهم للمبرات "في مسيرتها ومسيرة بناء المؤسسات وإنماء المجتمع".

فضل الله

واعتبر العلامة السيد علي فضل الله ان "كل ما نعاني منه في الحياة الخاصة وفي السياسة والإجتماع والإقتصاد هو نتيجة لإنعدام التقوى"، وقال: "انعدام التقوى أرضية خصبة لنشوء الكثير من الخصال المشينة والمسيئة للإنسانية، ومع انعدام التقوى تبرز الأنانيات والأحقاد، ولا ينصف فريق فريقا ولا يعطي أحد الحق لأحد"، ورأى ان "محصلة انعدام التقوى هي أن تتحكم بالإنسان مفاهيمه المنحرفة وتصوراته الخاطئة وأحكامه غير العادلة وسلوكياته النزقة، إرضاء لذاته ولمصالحه وعصبياته، والنتيجة إنسان أسير لأفقه الضيق ولأطماعه وشهواته ورغباته، وهذه قمة العبودية"، مشددا على ان "ليست العبودية أن تكون مقيدا بالأغلال أو ان تسجن أو تحجر عليك الحركة، بل أن تكون مسترقا من داخلك تخضع لنوازع الشر فيك. لذلك، كنا نعتبر الذين هم في سجن الخيام وفي كل سجون العدو أحرارا، فيما سجانوهم هم الأسرى أو العبيد".

وقال: "ها نحن نقف في موقع من مواقع التقوى، موقعا لرضا الله، للبذل والعطاء، وقد حرص سماحة السيد محمد حسين فضل الله على أن يحمل إسم السيد المسيح، ليؤكد كل القيم التي حرص السيد المسيح عليها، بما تمثل من قيم المحبة ورفض الظلم والطغيان، وهو الذي كان يقول أخرجوا اللصوص من الهيكل. أراد السيد لهذه المؤسسة أن تذكر بالمشترك بين الإسلام والمسيحية وتساهم في تعزيز نقاط اللقاء، فتكون منطلقا لمعرفة الآخر، لا أن يبقى الآخر فزاعة يخشى الاقتراب منها، وتكون منطلقا للحوار لا أن يبقى التواصل تراشق من بعيد أو كما يقال حوار الطرشان".

اضاف: "تعالوا ونحن في شهر الصيام نخرج التقوى من العنوان العريض لندخلها في التفاصيل وأن نعيد انتاجها – فهي صمام الأمان لكل واقعنا. إن هذه المنطقة مثقلة بما جرى عليها من أيام سوداء قد تكون أدت الى خوف متبادل أو عدم ثقة، هي مثقلة بإنعكاس ما يجري من حولنا في الواقع السياسي الذي بات شد العصب الطائفي والمذهبي والنفخ في بوق التخويف المتبادل وإثارة أحقاد الماضي هو الأساس".

واكد "اننا نريد لهذه المنطقة من لبنان وهي حصن من حصونه وعماد من أعمدته أن تكون منطقة تآلف وتعاون وتحاب، تحكمها سياسة القلوب المفتوحة والعقول المنفتحة والإرادات المتكاتفة والمتكاملة، لم لا، والإيمان واحد والرب واحد والمسيح بشر بمحمد ومحمد صدق بما جاء به عيسى المسيح، والهدف واحد وهو أن يحيا الانسان عزيزا كريما وأن يحظى بعدالة وأمان وعيش هانئ وسليم".

وتابع: "معا يدا بيد متسلحين بالتقوى لنواجه تحديات الداخل حيث المعاناة كبيرة لإنسان هذه المنطقة، فهو يفتقد أبسط مقومات الصمود في أرضه في الحالات العادية، فكيف في حالات الطوارئ التي اعتادت عليها المنطقة؟، وكذلك، يدا بيد متسلحين بالتقوى لنواجه تحديات الخارج التي تتمثل بتهديدات العدو الصهيوني الذي لم يرد ولا يريد خيرا لأحد، فهو لا يحترم سوى إنسانه وكل الآخرين عبيد لمشروعه السياسي والاقتصادي والأمني".

وختم: "نحن أقوياء، نملك الكثير من مواقع القوة، أقوياء من خلال إنساننا الحي ومبادراتنا الفردية وشعبنا الصامد ومؤسساتنا وجيشنا ومقاومتنا. وهنا في هذه البقعة التي نقف عليها تمرغ عنفوان العدو في الوحل عندما دمرت دباباته وكانت مذلة له شهدها كل العالم. هذه النتيجة تحققت بمجموعة من هذه الأمة، فكيف إذا تضافرت الجهود وتوحدت كل الطاقات؟ عندها لن يكون الوطن ممرا ولا مكانا يصل إليه طامع أو غادر أو مستكبر". 

السابق
جنبلاط : طاغية ثالث يسقط في سياق الثورات الشعبية
التالي
الحوت: للتوقف عن الحديث عن الفتنة لان لا اساس له