المركزية: تخوف من رفع منســـوب التوتر الأمني

 قفز الوضع الأمني في البلاد الى واجهة الأحداث خصوصاً بعد الخبر الذي أوردته مجلة الـ"تايم" الاميركية من أن أحد المتهمين الأربعة أبلغها ان السلطات اللبنانية تعرف مكان وجوده وانها لا تستطيع القبض عليه. الأمر الذي استدعى استنفاراً من قبل القيادات وكبار المسؤولين الرسميين، فأجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاً بكل من وزير الداخلية مروان شربل مستفسراً عن التفاصيل وبوزير العدل شكيب قرطباوي طالباً اليه اتخاذ الاجراءات اللازمة خصوصاً ان الوزير شربل كان اعتبر ما نشر بمثابة إخبار.

وعلم ان الرئيس ميقاتي في خلال الاتصالات التي اجراها مع وزيري الداخلية والعدل وقيادات أخرى، شدد على وجوب تحرك القضاء والنيابات العامة للتأكد من حقيقة ما نشر او عدمه وما اذا كان المُراد من النشر الدّس خصوصاً ان ما قيل ينال من هيبة الدولة وصدقيتها ويحمل ابعاداً سياسية وأمنية تتجاوز الحدود لتلامس الموقف اللبناني في المحافل العربية والدولية، إذ ان الحكومة اللبنانية والسلطات المعنية كانت أبلغت المحكمة الدولية والجهات المختصة ان المتهمين الأربعة غير موجودين على الأرض اللبنانية وان القوى الأمنية تأكدت من ذلك بعد الدوريات والتحريات التي قامت بها الى المناطق والأماكن التي يتوقع وجود المتهمين فيها.

حوار استيعابي: وسط هذه الاجواء اوضحت اوساط في قوى 8 آذار لـ "المركزية" ان ثمة توافقا على المستوى الداخلي بين رئاسة الجمهورية ورئاستي المجلس النيابي والحكومة على احتواء طرفي النزاع في 8 و14 آذار ضمن اطر الحوار الوطني المنشود الذي يسعى اليه الرئيس ميشال سليمان من خلال جولات التشاور مع القيادات المعنية على رغم شبه قناعة بعدم جدوى اي حوار قبل التوافق على المبدأ في ظل الشروط التي حددتها المعارضة كأولوية للعودة الى الطاولة وفي مقدمها حصر جدول الاعمال ببند سلاح حزب الله، الامر الذي اعربت قيادات 8 آذار من رفضه واعتبار هذا السلاح جزءا من ملفات عدة تستوجب البحث والمناقشة خصوصا في الظروف الراهنة حيث المقاربة مستهدفة من الداخل والخارج في آن.

استهداف الامن: واعتبرت الاوساط في معرض قراءتها للرسالة التي وجهها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى الرئيسين سليمان وميقاتي ان السلطات الامنية تدرس خطة منسقة لتأمين الحماية لدوريات اليونيفل، علما ان استهدافها يشكل في الدرجة الاولى مصلحة اسرائيلية لتبرير اي اعتداء مستقبلا على لبنان باعتبار انه يسعى الى ضرب القرار 1701 وقلب المعادلة. وتبعاً لذلك ابدت الاوساط خشية واسعة من امكان تكرار مسلسل استهداف قوات الطوارئ الدولية واستغلال اي ثغرة من هذا المجال لتعريض امنها للخطر، من قبل تيارات اصولية تسعى الى ضرب الحكومة واضعافها. وتخوفت من ارتفاع منسوب التوتر الامني في الاسابيع المقبلة من خلال افتعال اشكالات في المناطق او داخل المخيمات الفلسطينية، حيث ترددت معلومات اخيرا عن دخول عدد من المطلوبين للدولة في جرائم عدة اليها، من بينها خطف الاستونيين وقتل عسكريين في شارع المصارف في طرابلس.

تنظيف المخيمات: وفي سياق متصل، توقفت الاوساط عند نتائج زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى بيروت والتي يبدو انها ستلقى ترجمة عملية في وقت غير بعيد على مستوى المخيمات وضبط اوضاعها بعد المصالحة بين فتح وحماس، واشارت الى ان بعض قيادات فتح في المخيمات بدأ تنفيذ خطة كانت اتبعت سابقا تقضي باستداج العناصر الاسلامية المتطرفة وتسليمها الى الدولة اللبنانية كخطوة اولى في مشوار الالف ميل على طريق تنظيف المخيمات من الارهابيين.
 

السابق
الخليل في حفل تكريم فيلمون وهبي بحاصبيا: لقانون انتخابات يعتمد النسبية مع الدوائر الكبرى
التالي
الحياة: الأسد ..غير قلقين على الوضع الأمني والحل سياسي يتضمن مراجعة للدستور