قبلان: اللبنانيون محكومون بالحوار

 ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان اليوم خطبة الجمعة، استهلها بالحديث عن فضائل شهر رمضان، وضرورة "الاستفادة من معاني ومضامين هذا الشهر، فيكون فرصة لتجديد الإيمان، وتهذيب النفس، وتعلم الصبر، واكتساب الصفات والمزايا الحميدة التي تصلح شأن الإنسان، فالصوم مدرسة لتهذيب النفس وترويضها وجعلها راضية مرضية مؤمنة صالحة، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتخالف الهوى، وتلتزم أحكام الشرع والدين".

وشدد الشيخ قبلان على ضرورة "ان يرسخ الصائمون علاقتهم بشهر رمضان فيقضوا ايامه ولياليه في الدعاء والصلاة وتلاوة القرآن، وينطلقوا من رحاب شهر الله لعمل المعروف والخير فيبروا الأيتام ويصلوا الأرحام، ويمدوا يد العون لكل محتاج من الأنام".

ودعا المسلمين إلى "تحسس الآم الجائعين والمرضى في الصومال الذي أصيب بنكبة كبيرة لا يجوز التهاون مع تداعياتها، لذلك نطالب الدول كافة والدول العربية والإسلامية على وجه الخصوص ان تبادر إلى إنقاذ الشعب الصومالي، وتوفير سبل الدعم له، وعدم تركه فريسة للجوع والفقر والمرض، فخيرات عالمنا الإسلامي يجب ان تنعم بها كل الشعوب الفقيرة والمنكوبة".

وأكد "ان شهر رمضان شهر البر والخير والمعروف، وعلى اللبنانيين ان يجعلوا من هذا الشهر محطة إيمانية للتواصل فينبذوا الخلافات، ويفتحوا صفحة جديدة من التعاون البناء الذي يسهم في تعزيز مسيرة الاستقرار والهدوء التي ينعم بها لبنان، وعلى اللبنانيين ان يعوا حقيقة انهم محكومون بالحوار ولا سبيل لاستمرار الحياة السياسية في لبنان من دون الحوار، وعليهم ان يفقهوا ان السبيل الوحيد لحل الخلافات هو الحوار والتفاهم والتشاور وصولا إلى النهايات السعيدة في حل كل الأزمات والخلافات".

القضايا المعيشية

وطالب الحكومة اللبنانية "ان تولي اهتماما متزايدا بقضايا الناس المعيشية والخدماتية فتحسن من أداء خدماتها وخاصة الكهرباء التي أصبحت أكثر من ضرورة لاستمرار الحياة في لبنان، وعلى المعنيين ان يتحسسوا معاناة الفقراء من لبنان الذين يعانون انعدام فرص العمل وغلاء الأسعار مما يفاقم الازمة المعيشية، ويلقي بأعباء إضافية يصعب على اللبنانيين تحمل تبعاتها مما يحمل الحكومة المسؤولية في تفعيل أجهزتها الرقابية، وإيجاد الحلول السريعة للمعضلة المعيشية الاجتماعية".

تهويد القدس

واستنكر إجازة حكومة العدو بناء 1600 وحدة سكنية في القدس "مما يجعل من القدس فريسة للتهويد الذي يريد مسخ كل اثر إسلامي ومسيحي في القدس بغية طمس هويتها وتضييع حقوق العرب في القدس التي تمثل عنوان عزتهم وكرامتهم، لذلك ندعو العرب والمسلمين إلى التصدي لمشروع تهويد القدس، ودعم الشعب الفلسطيني في مقاومته وتصديه للاستيطان والاحتلال، ونطالب الفلسطينيين ان يعوا الأخطار التي تتهدد فلسطين فيحققوا المصالحة الشاملة بين أقطاب وقوى الشعب الفلسطيني، ويوفروا الشروط المناسبة لترسيخ الوحدة الوطنية ليكون شعب فلسطين يدا واحدة في مواجهة الغطرسة الصهيونية".

الازمة السورية

ودعا الشيخ قبلان الشعب السوري إلى "الالتفاف حول دولته التي تشكل ضمانة لحفظ الوطن السوري، فالشعب السوري مطالب بالتجاوب مع إلاصلاحات التي اقرها الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، وعليه ان يتصدى لكل دعوة مغرضة مصدرها الخارج بهدف التحريض وإثارة الفتنة في الداخل، فالسوريون إخوة، وعليهم ان يبقوا متضامنين، موحدين، عاملين بإخلاص وجد لمصلحة وطنهم، فيتعظوا من تجارب الآخرين ليتصدوا لعناصر الفتنة وللمجموعات الإرهابية التي تريد تخريب سوريا وإدخالها في دائرة الفوضى الهدامة خدمة لمصلحة استعمارية عجزت إسرائيل ومن يتحالف معها عن تحقيقها". 

السابق
دو فريج: الرواية الرسمية لتفجير انطلياس غير مقنعة
التالي
قاسم: ليس لنا أعداء في الداخل نحن جاهزون دائما