استطلاعات عسكرية

ليس اكتشافاً للاعتداءات الإسرائيلية فقط، بل كشفاً وتظهيراً لها على الأرض، وتفنيداً لمزاعم <تل ابيب> في إنكار وإخفاء هذه الاعتداءات المتكررة، إذ وجهت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني دعوة للملحقين العسكريين العرب والأجانب المعتمدين في لبنان، لزيارة منطقة الوزاني، والاطلاع ميدانياً على مشاهدات الخرق الإسرائيلي، حيث تأكد لوفد الملحقين من خلال الخرائط، ومعالم الخط الأزرق وشروحات الفريق العسكري اللبناني المرافق، ان الخرق امتد إلى ما هو خارج الخط وأكثر، وان ذلك يشكل خرقاً للقرار 1701 بعدم تنفيذه من الجانب الاسرائيلي المتمادي في خروقاته الجوية والبرية والبحرية للسيادة اللبنانية، متجاهلاً عمداً وعن سابق إصرار، وجود ودور قوات اليونيفل المناط بها التنسيق مع الجيش اللبناني لتنفيذ القرار الغائب عن الالتزام الاسرائيلي به·

أهمية الاستطلاع العسكري العربي والدولي لموقع الوزاني انه يأتي في سياق المؤشرات الآتية:

1 – من حيث التوقيت الاستراتيجي قد جاء من الجانب اللبناني في حمأة التهديدات والخروقات والمناورات والبيانات العدوانية الإسرائيلية سواء كان ذلك، عن طريق التلاعب بنقاط ومساحة الخط الأزرق، او اختطاف المزارعين والرعاة اللبنانيين من اراضيهم، وتحريك شبكات التجسس والعمالة والاغتيالات والتفجير·

ومن حيث التوقيت أيضاً، جاءت جولة الفريق العسكري العربي والدولي في إطار الكشف الميداني والحسي على مناطق التوتير الإسرائيلي للوضع في الجنوب، وخطر ذلك على أمن المنطقة وسلامة قوات اليونيفل التي تعاني من هذا التوتير في مراقبته ومنع امتداده·

ويضاف إلى ما سبق أن هذه الجولة تأتي في الوقت الذي يستنفر العدو الإسرائيلي آلته العسكرية والسياسية والدبلوماسية والإعلامية في اتجاهين، الأوّل لحرب استباقية ضد حق لبنان في امتلاك واستخراج ثروته النفطية والغازية في مياهه الإقليمية، والثاني في اتجاه مجلس الامن الدولي للحصول على تأييد لمزاعمه النفطية والغازية في هذا الشأن السيادي اللبناني·

2 – ومن المؤشرات الإيجابية الكبيرة للملحقين العسكريين العرب والأجانب انهم سيرفعون إلى حكوماتهم تقارير عملانية عن مشاهداتهم وشهاداتهم حول حقائق ووقائع الاعتداء الإسرائيلي على مياه الوزاني وكامل التراب الجنوبي واللبناني، ومن المتوقع أن تكون لهذه التقارير نتائج كبيرة داحضة للادعاءات والتلفيقات الإسرائيلية، وكذلك حول تأكيد التزام لبنان الكامل تنفيذ القرار 1701·

وهكذا، تتحوّل استطلاعات الملحقين العسكريين لمنطقة الوزاني، إلى حصار وتطويق للتحرك الإسرائيلي، وإلى شهادات ناطقة بالحق اللبناني·

وفي سياق متصل، يعتبر المراقبون جولة الملحقين المذكورة بأنها امتداد اعلامي وسياسي ودبلوماسي وأمني ناجح لجولة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقائد الجيش جان قهوجي، وكذلك زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الدفاع فايز غصن والعماد قهوجي في أوقات متقاربة للجنوب، تحت عنوان: الحضور الداخلي للدولة قوة لحضورها في الجنوب والحضور الجنوبي للدولة قوة لحضورها في المحافل العربية والدولية·

السابق
إخماد حريق في بساتين المية ومية
التالي
اين مصلحة لبنان بالنظام السوري؟