دراكولا العربي

 كتبت عن المستحيلات والمبالغات والتهويل لدى العرب، وأضيف اليوم: أن الغول ذكر، جمعه: غيلان وأغوال، وأنثى الغول: سعلاة، وجمعها: سعالي، وهي «من مردة الجن وشياطين تأكل الناس» وتسكن الصحارى والخرائب والأماكن النائية، وتتراءى للناس في الخلوات، بعكس رجال الأمن والشبّيحة الذين يأكلون الاطفال ويبطشون بالناس جهارا نهارا.
كنت لا أصدق بوجود الخرافات والاساطير غير أني بعد متابعة أخبار القتل بالرصاص الحي الذي يتعرض له الناس الأبرياء في الانتفاضات العربية وقصف الأحياء السكنية بالدبابات والطائرات، صرت أصدق كل أساطير العرب، ومع كل خطاب من خطابات القذافي الخرافية صرت أصدق ظاهرة الاستذئاب وحكايات دراكولا مصاص دماء البشر، فما نسمعه أشد غرابة من وصف العنقاء في كتب التراث.

كشفت لنا الانتفاضات العربية أن القصص الخيالية تتحول الى حقائق عربية، فمغارة «بن علي» بابا والأربعين حرامي اكتشفها التونسيون في قصر الرئيس الخليع المخلوع زين العابدين بعد فراره خلسة على «بساط الريح» و«مصباح علاء الدين السحري» صار في مصر مصباحين واحد لعلاء والثاني لجمال، أما في اليمن فقد احترق «طائر الفينيق» وعاد يطلب السلطة من جديد. 

السابق
وليد جنبلاط .. وفعل ندامة بـ”الروسي”
التالي
الرئيس الأسد ماضٍِ في وقف النزف ودفع المطالب الإصلاحية