طواحين الهواء الضخمة في غدانسك… ثورة جديدة خضراء

 غدانسك (بولندا) – أ ف ب – هبت رياح التغيير على أحواض بناء السفن التاريخية في غدانسك التي شكلت في ثمانينات القرن الماضي مهداً لنقابة «سوليدارنوسك» (التضامن) البولندية التي زعزعت النظام الشيوعي. إذ بدأ بناء طواحين الهواء في هذه الأحواض تماشياً مع الثورة الخضراء في مجال الطاقة.

تصدر ضجة صاخبة من المصنع الضخم الذي توازي مساحته ستة ملاعب كرة قدم، ويجمع فيه عمال لحام أسطوانات فولاذية ضخمة تشكل أبراجاً لطواحين هواء وزنها 270 طناً وارتفاعها مئة متر.

ويقول توماس غاردبو، نائب رئيس «جي أس جي»، الفرع الجديد لأحواض بناء السفن في غدانسك التي تعود ملكية 75 في المئة منها حالياً إلى مصنعين أوكرانيين و25 في المئة إلى الدولة البولندية: «قرار ألمانيا بالتخلي عن الطاقة النووية بحلول العام 2022 سيؤمن انطلاقة سريعة للطاقة الهوائية في عرض البحر».

وبما أن سوق طواحين الهواء الأرضية بلغت ذروتها، يعتقد غاردبو أن «التطور الوحيد الممكن في ألمانيا هو في البحر، ولذلك نحاول أن نثبت أنفسنا في هذه السوق».

ويتوقع أن تبني شركته التي استهلت نشاطها منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2010، 60 برجاً هذه السنة وتعتزم إنتاج 300 برج سنوياً بحلول العام 2014.

وإلى جانب ألمانيا، تعتبر بولندا سوقاً واعدة في هذا المجال، محاولة الحد من اعتمادها على الفحم عملاً بالأهداف الأوروبية المتعلقة بالحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بحلول العام 2020.

وحقول الطاقة الهوائية كثيرة في ألمانيا والدنمارك وهولندا وفرنسا واسبانيا، ولكنها لا تزال قليلة في بولندا.

ويقول غريغور فيسنيفسكي، المسؤول عن معهد الطاقة المتجددة في وارسو: «حقول طواحين الهواء الأرضية في بولندا محدودة، أما في البحر فمعدومة»، مشيراً إلى ان الطاقة المتوافرة حالياً في البلاد لا تتخطى 1.5 غيغاواط.

ويضيف: «90 في المئة من الطاقة الكهربائية لدينا اليوم مصدرها الفحم، ولذلك ندرس خيارات مختلفة، من الطاقة النووية أو غاز حجر الاردواز الى الطاقة المتجددة»، معتبراً ان «بولندا تملك موارد ضخمة غير مستثمرة من الطاقة الهوائية».

وبدل أن تبني بولندا محطتها النووية الأولى بقدرة 3 غيغاواط بحلول العام 2020، تركز على حقل للطواحين الهوائية بقدرة 5.5 غيغاواط في بحر البلطيق، على ما أشارت دراسة حديثة لمعهد الطاقة المتجددة.

وأوضحت الدراسة التي أعدت بناء على طلب «غرينبيس» ومنظمة «هينريتش بول» الألمانية أن تطوير الطاقة الهوائية قد يتيح توفير اكثر من 9 آلاف فرصة عمل وتأمين الكهرباء بكلفة 104 يورو للميغاواط الواحد.

وعادت الطاقة الهوائية بالنفع على منطقة كيسيليسي الريفية الواقعة شمال بولندا، على ما قال رئيس بلديتها توماس كوبروفياك.

فطواحين الهواء الـ 39 في كسيسيليسي، والتي تبلغ قدرتها الاجمالية 64.5 ميغاواط أي 5 في المئة من اجمالي الطاقة الهوائية في بولندا، تنتج ما يكفي من الطاقة لسد حاجات سكان المنطقة البالغ عددعم 6500.

وقريباً، ستبدأ تسع طواحين هواء أخرى بالدوران. ويتوقع كوبروفياك أن تضم منطقته في النهاية 80 طاحونة تبلغ قدرتها الاجمالية 140 ميغاواطاً.

ويقول: «لم نواجه أي اعتراضات على طواحين الهواء هنا».

ويضيف: «إذا استثمرنا كل الأموال المخصصة للطاقة النووية في الطاقة المتجددة (طاقة هوائية، غاز حيوي، طاقة شمسية، مضخات تعمل على الحرارة…) أعتقد أن المحطات النووية لن تعود ضرورية». 

السابق
إحذر السائق البطيء!
التالي
جدتان أول مثليتين… تتزوّجان في نيويورك